“إسرائيلُ” تغرَقُ في طوفان اليمن

 

وفاء الكبسي

من عُمق القضية ومن قلب الهُــوِيَّة وَواحدية المصير والمواجهة وقفت اليمن بكل شجاعة وعنفوان واستنفار وإرادَة وإيمان قولاً وفعلاً، نصرةً لغزة المذبوحة من الوريد إلى الوريد التي تتضور جوعاً وعطشاً، مخاطرةً بأمنها وسلامتها، متناسيةً ما هي عليه من عدوان وحصار لأكثر من 9 سنوات، مغلقة على الكيان الصهيوني البحار، متحديةً ورادعةً لصلفهم وغطرستهم وَوحشيتهم الخبيثة.

لقد غيرت اليمن شكل الصراع مع إسرائيل وبات مرور السفن الإسرائيلية والتابعة لهم، بل حتى السفن التي تحمل شحنات تجارية ومساعدات متجهة نحو موانئهم بغض النظر عن جنسية السفن وهُــوِيَّة ملاكها، حلماً إسرائيلياً صعب المنال، كما نقلت اليمن المعركة والمواجهة مع الكيان الصهيوني إلى طور جديد من المواجهة التصعيدية التي هزت العالم وقضت على كُـلّ التحَرّكات البحرية الإسرائيلية، فلن تمر أية سفينة لموانئ الكيان المحتلّ أَو مغادرته ما دامت اليمن قادرة على منعها وهي قادرة بإذن الله، كما كسرت الصورة النمطية عن الدول العربية الخانعة المنهزمة نفسياً، مع أن أغلب الحكام العرب المطبِّعين متواطئون مع الكيان الصهيوني في عدوانه وحصاره على غزة، مما يثير الألم والغضب أن يشارك الحكام العرب محاصرة غزة ويمنعون دخول المواد الغذائية والدوائية والوقود وخروج الجرحى للعلاج إرضاء للكيان الصهيوني الذي يعتبرونه بمثابة الإله الذي لا يمكن هزيمته، بينما الواقع أثبت عكس ذلك.

أثبتت اليمن أنها الأكثر شجاعة وصلابة في دعمها للمقاومة الفلسطينية الباسلة في غزة عندما فرضت حصارًا بحريًّا عسكريًّا وتجاريًّا على الكيان الإسرائيلي المحتلّ، وكلّ الدول الدعمة له وعلى رأسها أمريكا، فأثبتوا أنهم رجال القول والفعل وأهل المدد والإسناد، مما ألزم أمريكا بالصمت والخوف من العواقب الوخيمة التي ستترتب على أية محاولة منها للرد، فقواتنا العسكرية اليمنية في أتم الجهوزية والاستعداد لمواجهة كُـلّ أشرار العالم وطغاة الأرض حتى يتم تحرير الأقصى وكلّ الأراضي الفلسطينية.

أُسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر سقطت على أيدي رجالنا الأبطال في القوات المسلحة، وعلى هذا الكيان المحتلّ أن يحسب ألف حساب لخطابات السيد القائد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله-؛ لأَنَّه يعلم بأنه رجل القول والفعل، خَاصَّة بعد تكبده خسائر اقتصادية فادحة وانهيار أجهزته الأمنية والعسكرية وسقوط هيبة نمر الورق؛ فلا يمكن أن يظل الشعب اليمني مكتوف الأيدي وأهلنا في غزة يتجرعون المعاناة والويلات وجرائم الإبادة الجماعية الوحشية التي تدمع القلوب قبل العيون أمام مرأى ومسمع العالم؛ لهذا لا يمكن أن تمر أية سفينة إلا بعد وقف العدوان على غزة ودخول المساعدات الإنسانية، وإلا فالبحار ستكون عليهم بركان من نار وسيغرقون في طوفان اليمن، فنحن على أحر من الجمر لمواجهتهم وجهاً لوجه في أية معركة براً أَو جواً أَو بحراً؛ لأَنَّنا أولو قوة وبأس شديد، صبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، سيف السيد القائد البتار، رهن إشارته لتسديد المزيد والمزيد من الضربات القاصمة المزلزلة للعدو انتصاراً لقضيتنا الفلسطينية الأولى والمركزية ونصرةً للمستضعَفين في غزة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com