رئيسةُ اللجنة الوطنية للمرأة الدكتورة غادة أبو طالب في حوار خاص لصحيفة “المسيرة”: المرأةُ المسلمة قدوتُها السيدةُ فاطمةُ الزهراءُ وعليها أن تكونَ واعيةً ومتحصَّنةً بالثقافة القرآنية العدوانُ على اليمن وغزةَ كشف زيفَ مصطلحات الغرب بشأن حقوق وحماية المرأة
المسيرة – حاورها محمد ناصر حتروش:
قالت رئيسةُ اللجنة الوطنية للمرأة، الدكتورةُ غادة أبو طالب: “إن قائدَ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- يولي اهتماماً كَبيراً بالمرأة اليمنية، ويحُثُّ على مشاركتها الفعَّالة في بناء المجتمع”.
وأشَارَت أبو طالب في حوارٍ خاصٍّ لصحيفة “المسيرة” إلى الدور الجوهري للمرأة اليمنية في مواجهة الحرب الناعمة ودورها في مؤسّسات الدولة ومؤسّسات المجتمع المدني، وكذا نسبة مشاركة المرأة اليمنية في الرؤية الوطنية لبناء الدولة المدنية الحديثة.
إلى نص الحوار:
– بدايةً نرحِّبُ بكم دكتورة غادة في صحيفة “المسيرة” ونبدأ من دور المرأة اليمنية خلال السنوات التسع من العدوان الأمريكي السعوديّ على بلادنا.. كيف تقيِّمون هذا الدور؟
المرأة اليمنية الأصيلة، والتي انعكست أصالتها وهُــوِيَّتها الإيمَـانية وثقافتها القرآنية في الدور العظيم الذي جسَّدته طيلة سنوات العدوان الظالم على اليمن خلال تسعة أعوام من العدوان على اليمن لعبت دوراً بارزاً وكَبيراً، بل وأَسَاسياً في مواجهة العدوان، حَيثُ كانت الداعم والدافع الرئيسي لزوجها وابنها وأخيها للتوجّـه نحو جبهات العزة والكرامة، والتصدي للغزاة والمرتزِقة بكل صبر وشموخ وثبات.
وكانت هي أَيْـضاً التي تربي الأجيال تربية جهادية قرآنية أَسَاسها الارتباط والتوكل والاعتماد والثقة بالله سبحانه وتعالى، وَأَيْـضاً سطرت المرأة اليمنية أروع المواقف، وأشجعها أثناء استقبالها لفلذة كبدها الشهيد ابنها، أَو زوجها، أَو أخيها وهي تزغرد وترمي الورود على ضريحه.
ولا ننس دور المرأة اليمنية في تجهزيها للقوافل الغذائية والنقدية والعينية دعماً وإسناداً للمرابطين في جبهات العزة والكرامة، كما لا ننس دورها الجوهري في تنظيم المسيرات الجماهيرية والتي أوصلت رسالة للعدوان ومرتزِقته بمدى ثبات وصبر المرأة اليمنية.
– حقوق المرأة من أبرز ما تتغنى به دول الغرب ولا سيَّما الأمم المتحدة.. برأيكم كيف تتعاطى المنظمات الحقوقية مع مظلومية المرأة اليمنية؟
بالنسبة لحقوق المرأة نقول: إن حقوقَ المرأة الحقيقية هي ما كفلها لها الدينُ الإسلامي الحنيف أما المنظمات وما تتغنى به فكله عبارة عن شعارات زائفة ونغمات براقة لا حقيقة لها على الواقع وليست حقيقية ولو كانت حقيقية لما قتلت وشردت وجرحت الكثير من النساء على مدار تسعة أعوام من العدوان والحصار ولم تحصل خلال هذه الفترة على أبسط حقوقها في الحياة الكريمة، وهنا نتساءل: أين المنظمات مما حدث في جريمة قصف عرس سنبان أَو جريمة المخاء أَو جريمة فج عطان وغيرها من الجرائم التي راح ضحيتها الكثير من النساء، وَأين تلك المنظمات وأين دورها الإنساني في هذا الشأن؟
أحداث اليمن وسوريا وفلسطين وغيرها من الدول المناوئة للفكر الغربي الليبرالي كشفت حقيقة تلك المنظمات، وأثبتت أن تلك المنظمات أنشأت لتنفيذ أجندة الغرب وبالذات أمريكا وحلفائها من الرأسماليين.
– تشن الماسونية العالمية حربًا ضروسًا ضد المرأة المسلمة بذريعة حرية المرأة.. برأيكم كيف يمكن مواجهة تلك الحرب الناعمة التي تشكل خطورة بالغة على المجتمعات الإسلامية؟
برأينا ليس هناك حَـلٌّ ولا خَلاصٌ لمواجهة تلك الحرب الناعمة الخطيرة والتي تشكل خطورةً بالغة على المجتمعات الإسلامية إلَّا بالرجوع إلى القرآن الكريم، وإلى الرسول والسير على النهج الرسائلي المحمدي والطريق المحمدي اهتداءً واتباعاً واقتدَاءً وتمسكاً بالقدوات التي أراد لنا الله أن نقتدي بها، فالمرأة المسلمة لها قُدوة حسنة متمثلة في سيدة النساء فاطمة الزهراء -عليها السلام-.
وأيضاً يجب على المرأة المسلمة أن تكون واعية، ومحصِّنةً لنفسها بالوعي والثقافة القرآنية حتى تكون في مأمن من كُـلّ أنواع الاستهداف الممنهج الموجه إليها من قبل أعداء الأُمَّــة الإسلامية وعلى رأسها اللوبي الصهيوني.
– ما هي أبرزُ المهام والأنشطة المناطة باللجنة الوطنية؟
من المهام والأنشطة التي تقع على عاتق اللجنة الوطنية للمرأة هي الاهتمام بكل ما يتعلق بالمرأة اليمنية وفي كُـلّ المجالات الثقافية، والإعلامية، والاقتصادية والاجتماعية والتوعوية وعلى كُـلّ المستويات، وذلك للوصول بالمرأة اليمنية إلى مرحلة الذروة العليا في الوعي القرآني والثقافة القرآنية وتحمل روح المسؤولية والتمكين والاكتفاء الذاتي في كُـلّ المجالات ولكل النساء العاملات أَو غير العاملات في مختلف المدن والأرياف.
– كيف تقيمين دورَ المرأة في المؤسّسات الحكومية والخَاصَّة وكذا المجتمع اليمني؟
للمرأة دورٌ كبيرٌ ومهمٌّ وأَسَاسي في المؤسّسات الحكومية وفي الجانب الخاص والمجتمع المدني؛ فالمرأة هي كُـلّ المجتمع، وَإذَا كان لها دور فعَّال؛ فبالتالي ستتحسن أوضاع الأسرة التي تعتبر المرأة أهمَّ ركيزة في هذه اللبنة الأَسَاسية للمجتمع وهي الأسرة.
المرأةُ تقومُ بدور فَعَّالٍ ومهم في كُـلّ المرافق الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدني ولكنها ما زالت بحاجة للدعم والمساعدة والمساندة من قبل الجهات ذات العلاقة، الحكومي وغير الحكومي، وما زالت تفتقرُ لأغلب وسائل الدعم والمساندة، وللعلم فَــإنَّ القيادة الثورية متمثلة بالسيد القائد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- يولي اهتماماً كَبيراً بدور المرأة وأهميته، هذا الدور لبناء الدولة اليمنية الحديثة، وَإذَا حظيت المرأة بهذا الاهتمام، فبالتأكيد سيكون دورها مؤثراً وسينتقل المجتمع إلى الأفضل والأحسن.
– أين تقفُ المرأة في الرؤية الوطنية لبناء اليمن الحديث؟
الرؤيةُ الوطنية هي رؤيةٌ لبناء دولة يمنية حديثة ديمقراطية مستقرة وموحدة ذات مؤسّسات قوية تقوم على تحقيق العدالة والتنمية والعيش الكريم للمواطنين جميعاً نساءً ورجالًا، وتحمي الوطن واستقلاله وتنشد السلام والتعاون المتكافئ مع دول العالم.
ومن المستهدفات الرئيسية للرؤية منها رفع نسبة مشاركة المرأة في قوة العمل إلى ٣٠ % من إجمالي قوة العمل.
وأيضاً ارتكزت الرؤية الوطنية على ثلاث مرتكزات أولًا دولة يمنية موحدة ومستقلة وقوية وديموقراطية وعادلة، ثانياً مجتمع متماسك وواعٍ ينعم بحياة حرة كريمة، ثالثاً تنمية بشرية متوازنة ومستدامة تهتم بالمعرفة، وكان للمرأة حضور ضمن أسس بناء الدولة في المشاركة المجتمعية وذلك من خلال تطوير تشريعات وآليات معززة للمشاركة المجتمعية في مختلف المجالات ولمختلف الفاعلين المجتمعيين بما فيهم المرأة، وَأَيْـضاً من خلال تعزيز دور القطاع الخاص للنساء في المساهمة المجتمعية في التنمية.
وأيضاً كان لها الوجود الأكبر في محور البناء الاجتماعي من خلال تعزيز دور المرأة في الأسرة والمجتمع والحياة العامة، وَأَيْـضاً من خلال مؤشر التماسك الأسري وقرارات إنشاء الهيئة الوطنية المستقلة للمرأة وتطوير دور اللجنة الوطنية للمرأة لتصبح هيئة مستقلة للمرأة.
وأيضاً من خلال إطلاق برنامج وطني لرعاية الأسرة والطفل وتبني سياسات اقتصادية وإنمائية تراعي منظور النوع الاجتماعي واحتياجات المرأة الفقيرة والمعيلة للأسرة وبالذات في الريف، ودعم المشروعات النسوية المتوسطة والصغيرة والأصغر عبر برامج التمويل والائتمان الصغير، وتشجيع برامج الإقراض الموجَّهة للأسر الفقيرة التي تعولُها نساء.
– ما أبرزُ المعوقات التي تواجه اللجنة الوطنية للمرأة؟
من المعوقات التي تواجهُ اللجنة الوطنية للمرأة عدمُ وجود أبسط الإمْكَانيات التي من خلالها نستطيعُ أن نقومَ بدورنا بالشكل المطلوب، ومن المعوقات وجود فجوة في التنسيق وتوحيد الجهود من قبل بعض الجهات التي تربطنا بهم أعمالٌ تَخُصُّ المرأة.
لكن رغم كُـلّ الصعوبات التي تواجهنا إلا أننا مُستمرّون في البذل والعطاء وفي تقديم كُـلّ شيء متعلق بتوعية وتمكين المرأة، وَأَيْـضاً للنهوض بواقع المرأة اليمنية في كُـلّ المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية والقانونية حتى نصل لواقع أفضل للمرأة اليمنية وفق الرؤية والمنهجية القرآنية، وهي التي تضمن للمرأة حقوقها وكرامتها ورفعتها ووصولها للحياة الكريمة.
– رسالتُكم للمرأة اليمنية؟
رسالتي للمرأة اليمنية أقول لها: لكِ الفخرُ أيتها المرأة اليمنية؛ كونكِ المرأةَ الأُسطورةَ الصامدة المؤمنة الواعية المتوكلة على الله الصابرة والصامدة في وجه أبشع عدوان عرفه التاريخ وعلى مدار تسع سنوات، فقد كنتِ الصابرةَ المحتسبة لفقد زوجك أَو ابنك أَو أبيك وهو شهيد في سبيل الله وكنتِ المساندةَ له في مرابطته وصموده في جبهات العزة والشرف، وكنتِ الثابتة في وجه العدوان وعلى مستوى كُـلّ المجالات التوعوية والتثقيفية والاقتصادية والاجتماعية؛ فلكِ منا كُـلُّ الاحترام والتقدير.
– كلمة أخيرة؟
أتقدَّمُ بالشكر لله على مِنِّه علينا بالقيادةِ القرآنية الحكيمة المتمثلة في السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- والذي سيقودُ البلدَ بإذن الله تعالى إلى بَرِّ الأمان.