إن كيدَ الشيطان كان ضعيفًا

 

محمد حسين فايع

تعاملت وتعاطت أمريكا وتحالفها برأس حربته كيان العدوّ الصهيوني مع عملية و”طُـوفان الأقصى”، كما تعاملوا مع عملية الحادي عشر من سبتمبر 2001م فمن أول يوم وجهت أمريكا الماكينة الإعلامية العالمية لتقديم ما حدث في عملية “طُـوفان الأقصى” كعمل إرهابي داعشي وتوصيف حركة حماس بداعش، ومن يرجع إلى الحملة الإعلامية التي قادتها أمريكا بعد عملية الحادي عشر من سبتمبر 2001م يجد نفس المنهجية التهويلية والتبريرية؛ حتى على مستوى استخدام المصطلحات تكرّرت ضد حركة المقاومة الفلسطينية حماس، والهدف من كُـلّ ذلك كان واضحاً هو لشرعنة تدمير قطاع غزة وإبادة أهلها.

أمريكا وتحالفها شنوا عدوانهم الإجرامي الوحشي على أفغانستان وشعبها وقتلوا ودمّـروا وكثر فيها والفساد، وبعد نحو سنتين اتبعوه بعدوان إجرامي وحشي آخر على العراق وشعبه فقتلوا وأبادوا ودمّـروا وعاثوا في العراق فساداً ومنكراً وتجاوزوا في ذلك كُـلّ الخطوط الحمر، لكن السؤال الذي فرض نفسه ماذا كانت النتيجة؟، وهل حقّقت أمريكا الأهداف التي أرادت تحقيقها من خلال عدوانها واحتلالها سواء في العراق أَو في أفغانستان؟

إن أمريكا بعد احتلالها لأفغانستان ثم للعراق وضعت نفسها عمليًّا في مواجهة مباشرة مع الشعبين الأفغاني والعراقي، وبالتالي كان من الطبيعي أن يواجه الوجود والإجرام والفساد الأمريكي بتحَرّك شعبي،ـ وهذا فعلاً ما حصل في العراق بل لم يلبث حتى تحول إلى مقاومة شعبيّة عسكرية ضاربة للوجود الأمريكي العسكري المحتلّ سواء في العراق أَو في أفغانستان.

ويوماً بعد يوم كانت استهدافات وضربات المقاومة العراقية والأفغانية ضد المحتلّ الأمريكي تتصاعد وتتطور وتتوسع حتى أرغمت المحتلّ الأمريكي في النتيجة على مغادرة العراق ثم أفغانستان، مهزوماً، ومن دون أن يحقّق أي هدف من أهداف عدوانه واحتلاله لا في أفغانستان ولا في العراق ولا في منطقة غرب آسيا بشكل عام.

اليوم نفس الأحداث ونفس التحالف ونفس الإجرام يتكرّر، ليس في غزة فحسب بل في فلسطين، كُـلّ فلسطين، حَيثُ التحالف الأمريكي الدولي برأس حربته الكيان الصهيوني وضع نفسه من جديد في مواجهة مباشرة مع شعب عربي مسلم أصيل، ولكن هذه المرة مع الشعب الفلسطيني الذي يعيش منذ نحو قرن في حالة من المواجهة والجهاد والقتال ضد تحالف قوى الكفر ممثلاً بكيان العدوّ الإسرائيلي.

فما بالكم وقد أصبح اليوم، لهذا الشعب الفلسطيني الجبار قوة عسكرية جهادية إيمَـانية مقتدرة ضاربة، كما أنه في معركة اليوم ليس وحده فبمعيته وإلى جانبه محور جهادي مقاوم مقتدر يسانده بكل أشكال الإسناد والدعم المالي والسياسي والإعلامي والعسكري.

أمام هكذا شعب ومقاومة ومحور ماذا عسى ستكون نتيجة المواجهة مع تحالف العدوان الأمريكي الصهيوني القائم على غزة بل وعلى كُـلّ فلسطين وشعبها؟؟

بالنسبة لأمريكا وتحالف الكفر العالمي النتيجة حتماً ستكون الهزيمة والفشل، ليس في فلسطين بل وعلى مستوى المنطقة والعالم الإسلامي.

أما بالنسبة لرأس الحربة تحالف الكفر كيان العد الصهيوني المؤقت فَــإنَّ من نصيبه لن يكون إلَّا انهياراً تاماً لن تقوم له بعده قائمة أبداً، هذا وعد الله الذي بات قريبا جِـدًّا بشهادة كُـلّ وقائع أحداث المواجهة.

وصدق الله جل شأنه القائل: (فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com