(تحالف حماية السفن الإسرائيلية) بقيادة أمريكا في البحر الأحمر الملتهب سَيشعل المنطقة والعالم

 

محمود المغربي

بغض النظر عن الهالة الإعلامية المحيطة بأمريكا والتي تعمل ليل نهار على ترسيخ القناعات في أذهان الشعوب بعظمة وقوة أمريكا، إلا أن الواقع والتاريخ يظهر عكس ذلك ويثبت لنا أن أمريكا وهم ونمر من شمع، ومنذ أن وجدت أمريكا بشكلها الراهن لم تنتصر في أية معركة بالرغم من استخدامها القوة المفرطة وكافة الوسائل غير الأخلاقية، وقد جعلت من القوانين والمؤسّسات الدولية أوراقًا وأدوات بيدها تستخدمها بحسب ما تقتضي مصالحها.

ومع ذلك فَــإنَّ أمريكا لم تربح معركة على أرض الواقع بل كادت تخسر المعركة مع اليابان التي مرغت الأنف الأمريكية في التراب ولولا استخدام أمريكا للقنبلة النووية لإبادة سكان اثنتين من أكبر المدن اليابانية لكانت اليابان قد انتصرت في تلك المعركة.

ولم يكن حال أمريكا أفضل في معركتها مع البلد الصغير فيتنام التي لقنت أمريكا درسًا لا ينسى، وجعلت من تلك المعركة كابوسًا مرعبًا لأمريكا لا زال تأثيره حتى اليوم، وقد كنا شهود على ما حدث لأمريكا في أفغانستان والعراق وعلى خسارتها في سورية واليمن، مع أن أمريكا لم تخض المعركة في هذه الدول بشكل مباشر كما فعلت في العراق وأفغانستان بل عن طريق الوكلاء والأدوات، إلا أنها كانت موجودة وتدير المعركة من غرف عمليات مغلقة وتقدم الدعم العسكري والسياسي لتلك الأدوات.

وهي اليوم لا تتجرأ على خوض معركة مبادرة مع اليمن المحاصر والغارق في الأزمات والانقسامات التي صنعتها أمريكا، بل تحاول أمريكا حشد تحالف دولي من الاتباع والأدوات؛ كونها تدرك عجزها في هزيمة وكسر صمود وإرادَة الشعب اليمني، وتدرك خطورة وتداعيات وتكلفة ما هي مقدمة عليه، وبأن ليس في وسعها تحمل كُـلّ ذلك وحدها، وترغب في جعل تلك الدول والعالم يتحمل التكلفة المرتفعة والتداعيات الاقتصادية على كُـلّ العالم نتيجة إغلاق باب المندب والبحر الأحمر، ونتيجة المغامرة والحماقة الأمريكية المدفوعة بمصالحها ودعمها غير المنصف واللا محدود للكيان الصهيوني، وظلمها المتواصل للشعب الفلسطيني وللأُمَّـة العربية والإسلامية.

مع أنني على يقين أن أمريكا لا تستطيع في الوقت الراهن خوض وإشعال معركة في البحر الأحمر حتى تحت مظلة أممية وتحالف دولي لعدة أسباب أولها أن أمريكا مستنزفة في الحرب الأوكرانية وما يحدث في غزة، وهي عاجزة عن تحمل تكلفة معركة بهذا الحجم.

والأهم من ذلك أن أمريكا عاجزة عن التحكم في مسار ووقت ونتائج مثل هذه المعركة، وتجهل من تواجه وقدرة من تواجه، وتعلم أن البحر الأحمر والعربي مكتظ بالمئات من السفن والبوارج والأساطيل الحربية التابعة لمختلف الدول وأشبه ببرميل من المتفجرات ينتظر عود ثقاب، وتعلم أن اليمن لا ينقصها الشجاعة والجرأة لإشعال عود الثقاب، وهي لا ترغب في أن تكون سببًا ودافعًا لليمن لإشعال عود الثقاب الذي سَيُشعل البحرَين الأحمر والعربي والمنطقة والعالم بحرب قد تكون عالمية ثالثة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com