اليمن.. صدقُ القول والفعل

 

د. محمد البحيصي*

اللواء يوسف المداني، قائد المنطقة العسكرية الخامسة في اليمن، وأحد مجاهدي المسيرة والمشروع القرآني، يؤكّـد على ثبات الموقف اليمني تجاه المواجهة مع الكيان الزائل وإسناد مقاومة الشعب الفلسطيني، وأنّ أي تصعيد في عدوان الاحتلال على غزة سيقابله تصعيد في المواجهة، وأنّ أيّة تهدئة ستقابلها تهدئة، وأنّ محاصرة “إسرائيل” عبر البحر الأحمر ستستمر ما دامت غزة محاصرة يُمنع عنها الماء والغذاء والدواء.

واتساءل: كم عندنا في طول بلداننا وعرضها من ضباط وقادة عسكريين يرشمون أكتافهم وصدورهم برتب وأوسمة ونياشين تشبه اللوحات السوريالية، حَيثُ لا معنى لها؟

فهل سمعتم يوماً لأحد من هؤلاء ركزاً؟!

كلّهم اختفوا أَو تخفّوا، وقلبوا أرديتهم ودفنوا رؤوسهم في فرشهم الوثيرة ظنّاً منهم أنّهم بهذا يهربون من فضيحتهم وعارهم..

يوسف المداني واحد من رجال الرجال في ركب القائد السيد العلم، وواحد من خريجي مدرسة المسيرة القرآنية التي لا حدود لمشروعها العالمي ورسالتها القيمية الأخلاقية، وهو بالقطع لم يتخرّج من كلّيات الغرب العسكرية ولا من مراكزه الأمنية كما هو حال أصحاب النياشين والمزركشات الفولكلورية، وهنا بيت القصيد ومربط الفرس.

قل لي من أيّة مدرسة تخرّجت أقل لك من أنت.. ومدرسة يوسف المداني هي مدرسة القرآن التي أسّست لمشروع الشهادة الذي وحده هو من يحصّن الأُمَّــة، ويمنحها درجة الخيرية في الحياة، والتي تعد الحريّة أول درجات سلّمها الذي يفضي إلى مراتب الكرامة والعزّة، والإرادَة المستقلّة، والحضور الإنساني القويم المتحَرّك في فصول هذه المدرسة أخذاً بيد البشرية إلى الغاية من وجودها بعد تحريرها من قبضة الطاغوت، وانتصارها في معركة الذات مع النفس وشياطين الإنس والجن.

هذه المدرسة التي ظلّت بعين الله محاطة برعايته ورحمته، ومسبّحة بعزّته وجبروته، ماضية بتدبيره ولطفه، يؤمّها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وارث علم وأخلاق النبيّين، وطلبتها خَاصَّة أولياء الله الذين استجابوا لله وللرسول لما يحييهم، الذين أسلموا وجوههم لله، وأحسنوا وهم يستردّون هويّتهم الإيمانية، وصبغتهم الإلهية، ونصبوا بين أعينهم ذلك الوسام الذي قلّدهم إيّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين قال: “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، فهاجروا لله ورسوله بصدق النيّة، وبقدم اليقين والتوكّل، وبأنفاس الشوق، وبرغبة العشق وبإرادَة الحياة الحقّة، حتى صارت اليمن بهم أرض كرامة الله، وساحة رضوانه، ومعراج طلّابه، ومقبرة الطامعين المعتدين.

سلامٌ على اليمن الذي حاصر حصاره وانتصر لفلسطين.

* كاتبٌ وَباحثٌ فلسطيني

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com