عبد السلام: التحالفُ الأمريكي يهدفُ لحماية العدوّ الإسرائيلي ولن يوقفَ العمليات اليمنية
– التحالف الجديد أُعلن من تل أبيب ولا تشارك فيه أية دولة مطلة على البحر الأحمر
– واشنطن تحاول عسكرة البحر بدون مسوّغ وموقفنا تجاه فلسطين لن يتغير
– نستهدف السفن المتوجّـهة إلى الكيان الصهيوني فقط وهجماتنا دقيقة بنسبة 95 %
– إذَا لم تدخل المساعدات إلى غزة فقد تتصاعد عملياتنا
– أية عمليات مباشرة ضد اليمن ستفجر حربًا إقليمية ودولية لا يمكن توقع آثارها
المسيرة | خاص
أكّـد الناطق الرسمي لأنصار الله، رئيس الوفد الوطني المفاوض، محمد عبد السلام، الثلاثاء، أن التحالف العسكري البحري الذي شكلته الولايات المتحدة لحماية الكيان الصهيوني وحركة التجارة الإسرائيلية، لن يوقف عمليات القوات المسلحة التي تستهدف السفن المتوجّـهة إلى موانئ العدوّ، مُشيراً إلى أن واشنطن تسعى لعسكرة البحر الأحمر وباب المندب، وأن اليمن يمتلك كامل المشروعية في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني بمواجهة العدوان والحصار.
وقال عبد السلام في تدوينة على منصة “إكس”: إن “عمليات اليمن البحرية تهدف لمساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان والحصار على غزة، وليست استعراضاً للقوة ولا تحدياً لأحد، ومن يسعى لتوسيع الصراع فعليه تحمل عواقب أفعاله”.
وَأَضَـافَ أن “التحالف المشكل أمريكياً هو لحماية إسرائيل وعسكرة للبحر دون أي مسوغ، ولن يوقف اليمن عن مواصلة عملياته المشروعة دعماً لغزة”.
وكان وزير الحرب الأمريكي لويد أوستن، أعلن في وقت مبكر الثلاثاء، عن تشكيل تحالف عسكري بحري يشمل بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، تحت شعار مواجهة العمليات اليمنية في البحر الأحمر.
وأكّـد عبد السلام أنه “مثلما سمحت أمريكا لنفسها أن تساند إسرائيل بتشكيل تحالف وبدون تحالف؛ فشعوب المنطقة لها كامل المشروعية لمساندة الشعب الفلسطيني، وقد أخذ اليمن على عاتقه أن يقف إلى جانب الحق الفلسطيني ومظلومية غزة الكبيرة”.
ومنذ بداية انخراط القوات المسلحة اليمنية في معركة “طُـوفَان الأقصى”، حاولت الولايات المتحدة استخدام أساليب ترغيب وترهيب كثيرة لدفع صنعاء نحو وقف عملياتها العسكرية، لكن قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أكّـد بكل وضوح عدم الاكتراث لكل تلك الأساليب التي شملت التهديد بعودة الحرب وإعاقة اتّفاق وشيك مع تحالف العدوان وقطع المساعدات الأممية أَيْـضاً.
وقد أكّـد ناطق أنصار الله في تصريح لوكالة “رويترز” أن: “موقف اليمن لن يتغير في اتّجاه القضية الفلسطينية سواء تم إنشاء تحالف بحري أم لم يتم إنشاء تحالف بحري”، مُضيفاً أن “المساندة لفلسطين وقطاع غزة حتى إنهاء الحصار وإدخَال الغذاء والدواء ومساندة الشعب الفلسطيني المظلوم ستبقى مُستمرّة”.
كما أكّـد في تصريحات لقناة “الجزيرة” أن “الموقف الأمريكي لن يؤثر على عمليات القوات المسلحة في البحر الأحمر”، مُشيراً إلى أن “التحالف الذي أعلنه الأمريكيون يهدف لحماية إسرائيل والبضائع المتجهة إليها”.
وَأَضَـافَ أنه “منذ اليوم الأول لبدء عملياتنا في البحر الأحمر، تتواجد فرقاطات فرنسية وأمريكية وبريطانية تحاول إسقاط طائراتنا وصواريخنا”، في إشارة إلى أن القوى المشاركة في التحالف الأمريكي لحماية العدوّ الصهيوني موجودة بالفعل في البحر وتحاول منذ مدة حماية السفن الإسرائيلية والبضائع المتوجّـهة إلى كيان الاحتلال بدون جدوى.
وحذر من أن “أية عمليات مباشرة ضد اليمن ستوسع المعركة وتجعلها حرباً إقليمية ودولية لا يتوقعون آثارها الكارثية”.
وأضاف: “قلنا لشركات الملاحة الدولية لا داعي لإيقاف الملاحة في البحرَين العربي والأحمر، ونشيد بالشركات التي أعلنت وقف الملاحة إلى موانئ كيان العدو”، مُشيراً إلى أن “وقف الملاحة في البحرين العربي والأحمر بشكل كلي هي محاولة ضغط أمريكية وغربية للمشاركة في تحالف حماية إسرائيل”.
وأكّـد أن “السفن تمر يوميًّا في باب المندب ولا أحد يستهدفها، وعملياتنا تستهدف فقط السفن المتجهة إلى كيان العدوّ والمرتبطة به”.
وأشاد عبد السلام بموقف الدول المطلة على البحر الأحمر، داعياً إياها لأن تستمر في هذا الموقف، مؤكّـداً على أن “من يجب أن يتوجّـه إليه اللوم والضغط هم أمريكا وإسرائيل لوقف العدوان على قطاع غزة، وهذا مطلب إنساني تقف إلى جانبه أغلب دول العالم”.
وجدَّد ناطق أنصار الله، التأكيد على أن “ما تستهدفه القوات البحرية اليمنية هي السفن المتجهة لإسرائيل فقط”، لافتاً إلى أنه “يجب أن يزداد الضغط على إسرائيل لإيقاف عدوانها وفك حصارها على غزة”.
ولفت إلى أن “العمليات البحرية ستسمر على قدم وساق، وربما لا تمر 12 ساعة دون أن تكون هناك عملية ضد سفن العدو”.
وَأَضَـافَ أن “إسرائيل تمارس أبشع المجازر ولا يمكن أن نتوقف عن ما نقوم به”.
وأكّـد عبد السلام أن هناك تواصلاً مع الأطراف الدولية عبر سلطنة عمان، مُشيراً إلى أن صنعاء أكّـدت موقفها المتمسك بضرورة إدخَال ما يحتاجه قطاع غزة من الغذاء والدواء كخطوة ضرورية مرتبطة بوقف العمليات ضد السفن المتوجّـهة إلى موانئ العدوّ الصهيوني.
وقال: “عملياتنا مُستمرّة حتى تدخل المساعدات إلى شمال وجنوب قطاع غزة بشكل كافٍ وحتى نتأكّـد من هذا الأمر من أبناء فلسطين، ولن نسمح لأية شركة ملاحة بالمرور عبر البحر الأحمر إلى كيان العدوّ وقطاع غزة محاصر”.
وأكّـد أن “السفن التي تعود ملكيتها كليًّا أَو جزئياً إلى كيان العدوّ سيستمر استهدافها حتى نهاية العدوان، وكذلك عمليات القوة الصاروخية والطيران المسيَّر”، مُشيراً إلى أن “هناك تواصلًا مع الإخوة الفلسطينيين، ونضعهم في صورة نقاشاتنا مع الدول الأُخرى”.
كما أكّـد عبد السلام أنه يتم “التواصل مع الشركات الملاحية ومطالبتها بفتح معرّفات التواصل البحرية المعروفة والاستجابة للنداءات اليمنية والإجَابَة عن بعض الاستفسارات”، موضحًا أن “العمليات البحرية دقيقة بنسبة 95 % وحتى الآن لم تنفِ أية سفينة مستهدَفة علاقتها بكيان العدوّ ونحن نقدِّمُ ما لدينا من أدلة”.
وقال: إن “الإسرائيليين اعتمدوا التمويه وحاولوا الذهاب إلى موانئ أُخرى وأن يعملوا عبر شركات أُخرى وقواتنا تحاول كشف هذه الألاعيب”، محذراً من أنه “إذَا لم تدخل المساعدات إلى غزة ولم يتوقف العدوان والحصار عنها فعملياتنا مُستمرّة وقد تصبح بوتيرة أعلى وبكل الوسائل الممكنة”.
وفي حديث لقناة “العالم” الفضائية، أكّـد رئيس الوفد الوطني أنه “يتم ارتكاب حماقة في فلسطين لا نظير لها بدعم أمريكي وغربي وبتنفيذ الكيان الصهيوني المحتلّ، مُشيراً إلى أن “العمليات التي تمت في البحر الأحمر وبحر العرب ضد السفن الإسرائيلية أَو التي لها شراكة مع الصهاينة أَو السفن المتجهة إلى موانئ كيان الاحتلال تأتي كرد طبيعي على قواعد اشتباك فرضها الصهاينة وذلك للمساعدة في فك الحصار وإنهاء العدوان عن أبناء فلسطين في قطاع غزة والضفة”.
وأكّـد عبد السلام أن التحالف الأمريكي الجديد لا يهدف لحماية أية ملاحة دولية، وأن “السفن تمر من البحر العربي والبحر الأحمر بكل أمان”، مُشيراً أن “هذا التحالف أُعلن عنه من تل أبيب وليس من أي مكان آخر، ومنذ أن أُعلن عنه هو تحالف ضعيف لا يمتلك أي مسوغ قانوني أَو أخلاقي أَو إنساني”.
ولفت ناطق أنصار الله إلى أن “هذا التحالف البحري لا تشارك فيه أية دولة تطل على البحر الأحمر وإنما يتكون من دول تتصدرها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وموقفُها الأَسَاسي داعمٌ لذبح وقتل الشعب الفلسطيني”، مُشيراً إلى أن مجريات المعركة لن تتغير بعد تشكيل هذا التحالف، بما في ذلك العمليات البحرية اليمنية.
وأكّـد عبد السلام أن “العمليات البحرية أثبتت فاعليتها بشكل كبير وأصابت الاقتصاد الإسرائيلي بالشلل، وهذه معلومات من جهات محايدة، وحتى الكيان الصهيوني والإعلام الغربي يتحدث عن ذلك، فضلاً عن إعلان الشركات البحرية الكبرى في العالم عن توقُّف الملاحة المتجهة إلى كيان الاحتلال”.
وَأَضَـافَ أن “العمليات البحرية اليمنية شكَّلت ضغطاً كَبيراً على الموقف الأمريكي والإسرائيلي وهي عمليات ضاغطة لإنهاء الحرب والعدوان على غزة ومساندة للشعب الفلسطيني، وهي في صميم المعركة الاستراتيجية التي ساندت فلسطين؛ لأَنَّها عمليات نشطة ومُستمرّة منذ أن بدأ العدوانُ الإسرائيلي على غزةَ، ومثّلت حالة من الترابط وأفقدت الأمريكي والصهيوني التوازن، وما يدلّل على ذلك الإعلام عن تحالف لإنقاذ الكيان الإسرائيلي، حَيثُ يمثل هذا الإعلان نتيجةً لفاعلية العمليات اليمنية ضد الكيان الإسرائيلي في البحر الأحمر والبحر العربي”.