القائِدُ الذي هَزَّ عرشَ الكيان الإسرائيلي
أنس عبد الرزاق
ما هو ردُّ الفعل الأمريكي تجاه الموقف اليمني العظيم؟
لقد كان القرار اليمني أكبرَ إنجاز في التاريخ؛ فقد تم تشكيل قوة بحرية أمريكية استعداداً للتدخل في باب المندب وغيره مِن الممرات المائية الهامة؛ بُغية القضاء على المقاومة، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تعتقدُ أن التدخل في مُعادلة “طُـوفان الأقصى” من أية قوة يعد بمثابة انتحار وأمر مستحيل من الناحية العملية للمدرسة البحرية الأمريكية الرجعية.
وإيماناً من السيد القائد -حفظه الله- بأن الأمة الإسلامية والعربية تعاني من العديد من الأخطار، لعل أكبرها على الإطلاق هو خطر الكيان الإسرائيلي ذلك الخنجر الذي طعنت به الأمة منذ أقل من نصف قرن.
وما زالت آثار الطعنة تسبب المزيد من الآلام، وتسخر الكيان الصهيوني أمريكا لتلبية كُـلّ أوامرها لمساندة العدوان على غزة وإيقاع العقوبات بالدول الإسلامية والعربية، واتّهام الإسلام بالعنف بالرغم من أن المجازر ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطينيـ، وما زالت الدول تنتهج سياسة العصبية والكذب تجاه أبناء غزة، ووصف الدول الإسلامية بأحط الصفات، ومنها انتهاك حقوق الإنسان في جميع الشعوب الإسلامية وبينما تعاني القوى الأُخرى العربية بالذات من مشكلة التبعية لأمريكا وللكيان الصهيوني وتفتقد الفاعلية والتأثير في القضية الفلسطينية، وأن تلك الدول تُبدي قدراً أكبر من الثقة في التعامل مع الكيان في الوقت الحاضر والمستقبل.
ومع ذلك كله إلا أن التاريخ أظهر لنا ملمحاً جديدًا، لم يكن من ضمن التوقعات الرائجة، وجانباً آخر في القيادة والولاء على جميع الصعد فكرياً وعسكريًّا، ومن حَيثُ الدور الذي يمكن له الاضطلاع به في معركة “طُـوفان الأقصى”، وجه السيد القائد بإغلاق البحر الأحمر أمام سفن الكيان الإسرائيلي إلى جانب المشاركة الفعلية بالقوة الصاروخية والطيران المسيَّر، وكذلك الدعم بالعتاد والرجال نصرة لإخواننا في غزة وتغييراً للواقع العربي المذل والمهين، مع إدراكه التام للمستقبل وكيفية التصدي لأي عدوانٍ إقليمي أَو دوليٍ على باب المندب وأنه يعد ممراً آمناً لجميع الشركات ما عدا الشركات التي تتعاون مع الكيان الصهيوني؛ إلَّا أن أمريكا وغيرها من الدول تقلب وجه الحقيقة مستغلة كُـلّ الدول لصالح مآربها التي لم تعد غائبة عن الأعين.
ونتاجاً لتدخل قواتنا المسلحة في عملية “طُـوفان الأقصى” التي أربكت العدوَّ الصهيو أمريكي وأظهرت مدى عجزه أمام ثبات وصمود المقاومة.
إذ نلحظُ أنه في الآونة الأخيرة وبالرغم من دفع أمريكا بقواتٍ نووية في البحر إلَّا أن رد الفعل الأمريكي ينتهي بتشكيل تحالف لحماية مصالح الكيان الصهيوني، بعد ظهورها بمظهر العاجز أمام الضربات الموجعة التي يسددها الجيش اليمني للكيان الصهيوني وللسفن الصهيونية في البحر الأحمر، ويؤكّـد استمراها، وهي في الغالب أي الدول المتحالفة من نفس طينة وتاريخ العدوّ الصهيوني.
إن السر يكمن في أن العدوّ الصهيوني الأمريكي أغفل الجانب الأبعد والأكثر فاعلية في المعركة، وإن ارتكانه إلى أساليب وحساباتٍ مبدئية مُجَـرّدة أَدَّت إلى هزيمته فعلياً في غزة، إذ أن الكفة الراجحة للمقاومة هي القوة الأعمق والأرسخ من البنى العصرية والآلة العسكرية الجبارة التي استغلها في سلب حق الشعب الفلسطيني للحرية والكرامة والحفاظ على هُــوِيَّته الحقة.
إن التولي هو ما يعالج جوهر ضعف الأُمَّــة، مما يعني أن هذا الكيان الصهيوني إنما هو أدَاة قتلٍ للشعوب بلا رحمة لا أكثر، وأن كُـلّ من تعاون مع هذا الكيان يسعى إلى إنهاء منهجية الإسلام بينما تعددت لدى السيد القائد مصادر الثبات التي حقّقت النصر والتي يعدها الله بقوله: “نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ”، وهُنا تتضحُ حقيقة أمريكا في تدمير الدول الإسلامية وتمزيقها وإغراقها بالفوضى خدمةً للمشروع الصهيوني في فلسطين والأراضي العربية.