السيد القائد يضع قواعد جديدة لإدارة الصراع، الرابح فيها ليس الأقوى بل الأشجع ومن يمتلك قضية عادلة

 

محمود المغربي

هناك نهاية للحرب والصراع في غزة تسعى إليه واشنطن كخيار وحل عاجل لوقف وحصر دائرة الصراع، بعد أن فقدت واشنطن القدرة على منع تلك الدائرة من الاتساع وبعد دخول اليمن المفاجئ وغير المحسوب في الصراع وخرق تلك الدائرة والتغريد خارج السرب الأمريكي والضغط على منطقة حساسة وموجعة للغاية لأمريكا والعالم.

مع أن لا أحد في هذا العالم كان يتوقع أن يكون لليمن هذه الأهميّة والقدرة على إحداث كُـلّ هذا القدر من الوجع للكيان الصهيوني وأمريكا وللعالم المنافق الداعم للكيان الصهيوني والمتفرج على مجازر الإبادة الجماعية بحق أبناء غزة.

ولم يكن أحد يتصور أن اليمن المفقر نتيجة العدوان والمحاصر منذ سنوات يمتلك ورقة ضغط رابحة بهذه القوة، وأن أبناء الشعب اليمني قادرون على خلق هلع عالمي والتسبب بضرر اقتصادي يطال الجميع، ويعجز الجميع في تجاوز الورقة اليمنية وإيجاد حَـلّ دون الخضوع للمطالب اليمنية العادلة والمنصفة، وعلى من يحاول التقليل من أهميّة وقوة ما أقدمت عليه اليمن في حصار الكيان الصهيوني والعالم فعليه أن يعلم أن أكثر من مِئة سفينة قد غيرت من مسارها في الأيّام القليلة الماضية وهي تحمل بضائع وأغذية ونفطاً تقدر قيمتها بحوالي 70 مليار دولار وأن تكلفة تلك البضائع قد ارتفعت بنحو 30 % وأن تلك السفن سوف تتأخر على زمن وصولها بنحو شهر كامل، كما أن كافة السفن قد رفضت العبور من باب المندب والبحر الأحمر والمخاطرة رغم التطمينات الأمريكية ورغم وجود بوارج وأساطيل حربية في البحر الأحمر لحمايتها.

كما أن خطاب السيد القائد عبدالملك الحوثي -سلام الله عليه- الناصح والمحذر قد وضع وفرض قواعد جديدة لإدارة الصراع والمنطقة والعالم ويبشر بوجود عالم جديد الغلبة فيه ليست للأقوى بل للأشجع، ومن هو صاحب قضية ومن يمتلك أوراقاً رابحة ولا مكان فيه للأغبياء والضعفاء، ومن جعلوا أنفسهم أوراقاً وأدوات بيد الكبار حتى يحتموا بهم، مع أن أُولئك الكبار لا يهتمون إلا بمصالحهم الخَاصَّة، وقد فشلوا في حماية أنفسهم، ناهيك عن حماية تلك الأدوات الرخيصة التي تقامر اليوم بمصالح وأمن واستقرار أوطانها، مع أنها تدرك تماماً عجز الكبار على حمايتها.

كما أن السيد القائد لم يترك أي هامش ولو صغير للأخطاء والمغامرات غير المحسوبة، بل حذر من تلك الأخطاء ولو كانت ضئيلة، ووعد بأن يكون الرد كبيراً، ولن يكون هناك مجال للعودة أَو الهدن أَو الوساطات التي تعودت عليها أمريكا لامتصاص ردود الأفعال، وقد منح السيد القائد مساحة كافية للأدوات كي ترقص وتصفق والاستمتاع بالتفرجة على سيد البيت الأبيض وهو يعاني ويغرق في البحر الأحمر ويتلقى الصفعات في عمق مصالحه الاستراتيجية، على أن لا يتعدى دور أُولئك الأدوات ذلك كون المشاركة والدخول إلى ملعب الكبار سوف يكون أثره قاتلاً ومدمّـراً لهم، وهو ينطلق -سلام الله عليه- في أقواله وأفعاله من منطلق إيماني وإنساني وأخلاقي، ويقف موقف حق وعزة وقوة يفخر بها ويفتخر بها أولياء الله وأنصار الحق والعدل في هذا العالم، ولن نندم على هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي مهما كانت النتائج؛ كوننا متوكلين على الله الذي هو على كُـلّ شيء قدير وإليه ترجع الأمور وقد خاب من حمل ظلماً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com