وإذا البحار أُغلِقت

 

أرياف سيلان

المواقف المشرّفة من القيادة والمقاومة اُتخذت، والأحرار أيقنوا بالقوة الجبارة والتأييد الإلهي والعزيمة المنقطعة النظير، والشعوب ثارت وندّدت واستنكرت لما يحصل، وجماهير الشعب اليمني احتشد بالملايين في كُـلّ من العاصمة صنعاء وأخواتها مُطالباً القيادة بالرد على جرائم الكيان الصهيوني، والقيادة وجّهت لما طُلب منها من قبل جماهير شعبها، والزوارق البحرية زمجرت، وأبطال البحرية نفذّوا ماوجب عليهم تنفيذه، والبحار تحولّت وكأنها صلب أمام سفن العدوّ أَو حتى المتجهة صوب موانئه، والعمالة لحكام العرب كُشِفت واتضح سكوتها المخزي إزاء الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

موقفٌ مشرّف وفريد لليمن، في زمن التطبيع والعمالة للعدو الإسرائيلي من قبل الحُكام المحكومين والملوك المملوكين، يصفونهُ بالجريء؛ بسَببِ انعدام المسؤولية في قواميسهم، ويصفهُ قادتنا والشعب بالواجب الديني والقومي والأخلاقي، وأقل القليل لنصرة أهلنا في غزة ورداً على جرائم العدوّ بحق الشعب الفلسطيني.

البحر بحرنا ولتعبر كُـلّ السفن عدا سفن الكيان أَو السفن التي تذهب لموانئه فبحرنا محرم عليه، ومضيق باب المندب سيضيّق الخناق على أي سفينة متعلقة بالعدوّ، هكذا صرّحت القيادة والشعب وأصدروا قراراً لم تستطع أكثر من (55) دولة عربية وإسلامية في اجتماعاتها وبياناتها ومؤتمراتها أن تجبر العدوّ بإدخَال المساعدات أَو الأدوية اللازمة حتى، فالقوات المسلحة اليمنية قصفت إلى عمق العدوّ ومن ثم منعت سفنه من عبور بحرنا، ومن ثم أي سفينة تحاول أن تعبر بحرنا ذاهبة باتّجاهه لن تصل، وقوتنا الصاروخية يدها على الزناد.

جرائم تُرتكب، طفولة تُذبح، أرواح تُزهق، دماء تُسفك، أعراض تُنتهك، بنية تحتية وأملاك عامة وخَاصَّة تُدمّـر، آلآف الأطفال والنساء قُتلوا تحت قصف طائرات طواغيت الأرض، والآلاف من الأبرياء تحت الركام جثث وأشلاء ممزقة، جرحى ونازحون لايلقون لهم حتى الدواء والغذاء اللازم لهم، وأمام هذا كله خذلان عربي وصمت دولي، وأصبح الجلاد يفلت من العقوبة، والضحية هو من ينفذ عليه القانون كما يزعمون! ولكن صنعاء تفردت في موقفها المشرف والشجاع وجعلت من أرضها الصامدة منصة لإطلاق الحمم، ومن سماءها الشامخة تعبر الصواريخ بشرارات كالقصر، لتصل عمق الكيان الواهن، تحملُ في طيّاتها مدى العداء الذي يكنّه المؤمنون حقاً لهذا الكيان، وَأَيْـضاً إغلاق البحار بأقفال من البأس اليماني وحرية اتِّخاذ القرار وامتلاك السيادة التامة على السواحل والمضيق والبحار التي تطل على أرضنا أمام سفن العدوّ أَو الشركات التابعة له أَو السفن التي تريد الذهاب إلى الموانئ الفلسطينية المحتلّة، وهنا نشاهد اقتصاد بني صهيون كيف يضعف يوماً بعد آخر وموانئه التي أصبحت حركتها شبه مشلولة، وكُشِف لنا مدى انبطاح الأعراب في سعيهم وسباقهم لعمل الجسر البري لكيان العدوّ، ولكن إنقاذ أهلنا في غزة بالدواء والغذاء هذا أمرٌ صعب بالنسبة لحكام الأعراب!

قرار إغلاق بحرنا في وجه الكيان ومنع سفنه من العبور، والضربات التي تعتبر تحذيرية، أذهل الأحرار كُـلّ الأحرار، وأشفى صدور القوم المؤمنين مناصري القضية الأم والمتمسكين بها، إضافة إلى ضربات القوة الصاروخية أهداف حساسة في عمق كيان العدوّ هذا ما جعل كُـلّ حر يفتخر كونه تولّى قادة عظماء لا يخافون لومة لائم ولا يأبهون لتهديد أحد ولسان حال شعبنا وقواتنا المقاومة والأبطال البواسل يقول: ” أوقفوا عدوانكم على غزة لكي يأمن اقتصادكم تراجعه، وإلاّ إلى الهاوية كما هو حالكم اليوم”

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com