السيدُ القائدُ يرسُمُ معادلةَ المواجهة بوجه أمريكا و “إسرائيل”
عبدالحكيم عامر
في خطابه الأخير، قدّم السيد القائد عبدالملك الحوثي -حفظه الله-، تحليلاً شاملاً للوضع السياسي والجيوستراتيجي في المنطقة، وطرح “معادلة مواجهة” جديدة مع أمريكا تشكل تحدياً خطيراً للسياسة الأميركية، ولم يترك السيد القائد مجالاً للشك في إصراره القوي على مواجهة القوات الأمريكية والصهيونية ودعم الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي.
رغم أن اليمن يبعد جغرافياً عن غزة بمسافة تقدر بحوالي 3000 كيلومتر، إلا أنه أثبت أنه قريب منهم بحساب المعركة، فعبر دعم اليمن لغزة وتصديه للسفن الإسرائيلية والمتجهة إلى الكيان الإسرائيلي، جعل من أُمِّ الرشراش المحتلّة ميناءً يفتقر إلى السفن تقريبًا بشكل كامل.
إن موقف اليمن مع غزة هو تعبد لله واستعداد للتضحية في سبيله، هذا هو سر ثباته وقوته وإصراره، حَيثُ يتميز الشعب اليمني بالتصميم والإصرار على الثبات في وجه التحديات، وهذا هو الفارق الحقيقي بينهم وبين الآخرين.
فاليمن تمتلك قيادة تجسد الروح القرآنية العالمية، هو السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- القائد الذي صدع بخطاب عالمي شامل، فيه استنهاض للأُمَّـة، وفضح لحضارة الغرب، وحرب واضحة على أمريكا والصهاينة، وعتاب لزعماء العرب والمسلمين، ومواساة ومساندة لجراح غزة وأهلها الصامدين.
إنها رؤية قائد عظيم يقود الأُمَّــة نحو العزة والكرامة بإذن الله؛ فقد رسم للأُمَّـة خارطة طريق انتصارها من خلال نموذج الصمود الحيوي الذي يقدّمه، المملوء بالثقافة القرآنية والشجاعة والمرونة والوحدة والأمل، يقول لها، دعونا نبدأ كفاحاً جماعياً ونسطّر قصة انتصارنا الكبير التي سيتردّد صداها عبر التاريخ.
السيد القائد قدم في خطابه تحليلاً شاملاً للمظلومية التي يعانيها شعب فلسطين، مستعرضاً التأصيل الديني والتاريخي والجيوسياسي لهذه المظلومية، وأوضح بجلاء الدور الأمريكي والبريطاني والدول الغربية الأُخرى في العدوان على غزة، وكذلك دور العالم الإسلامي والعربي الضعيف في دعم القضية الفلسطينية.
وقد أكّـد السيد القائد بالاستمرار في العمليات الكبرى في ضرب العدوّ الإسرائيلي واستهداف سفنها في البحر الأحمر ونحن مع فلسطين وغزة العزة، نحن معها وإلى جانبها ومشاركين في معركتها “طُـوفان الأقصى”، وسنستمر في ذلك بكل ما أوتينا من قوة ولن ندخر أي جهد أَو إمْكَانات ولا قدرات عسكرية أَو خيارات في نصرة فلسطين، ولن نتركها إطلاقا فألمهم ألمنا ودمائهم دمائنا وقضيتهم قضيتنا والعدوّ واحد والقضية واحدة.
وقد أوضح أن الملاحة البحرية الدولية والإقليمية آمنة ولا تهديد عليها من اليمن وما يهدّدها هو الأمريكي وعسكرته للبحر الأحمر والتواجد العسكري الأمريكي والغربي في باب المندب والبحر الأحمر الذي يهدّد المنطقة برمتها..
وفي رده القوي على أمريكا، أعلن السيد القائد أن الحرب لن تكون محصورة في نطاق ضيق، بل ستشمل جميع البوارج والسفن والمصالح الأمريكية، وأكّـد أن صواريخهم ومسيّراتهم والعمليات العسكرية ستستهدف الأهداف الأمريكية بكل قوة، وعبر عن أمله في أن تكون حروبهم مباشرة مع الأمريكيين.
وقد عبر عن أن الشعب اليمني لن يستسلم ولن يخضع أمام أي تهديدات أَو تحَرّكات أمريكية محتملة، يعبر عن قوة الإرادَة والثبات للدفاع عن القضية الفلسطينية.