القيادةُ الربانية تُعيدُ للأُمَّـة عزتَها وكرامتها المهدورة

 

نبيل بن جبل

أنعم الله علينا كيمنيين وكأمة عربية وإسلامية بقائد عظيم حكيم شجاع يستعيد للأُمَّـة مكانتها العظيمة التي عرفها التاريخ بها وبهيبته ومواقفه يعلم العالم دروساً عملية نصرةً لغزة عجز عن فعلها حكام العرب والمسلمين أجمعين، وتخلف عن حمل مسؤوليتها كُـلّ الناس بمختلف انتماءاتهم وبلدانهم، يعمل ببصيرة وحكمة بالغة على إعادة توجيه الأُمَّــة لبوصلتها الصحيحة ومكانتها التي أرادها الله لها وحرفها العملاء والمضلين عن وجهتها.

هذا القائد الرباني العظيم من بيت النبوة والرسالة، وقد قال رسول الله صلوات الله عليه وآله: “إني تارك فيكم ما تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيتي”، وهم سفينة النجاة للأُمَّـة، وقد اختاره الله لفك أسر أُمَّـة أذلها الطغاة والمستكبرين والعملاء والخونة، الذين خانوا الله ورسوله وخانوا شعوبهم ودينهم وباعوا مقدسات وقضايا أمتهم الأَسَاسية والمركزية وعلى رأسها قضية فلسطين، وحكموا بسياسة الغاب التي تقتل البشرية دون حسيب ولا رقيب.

السيد /عبد الملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله” بمشروعه القرآني العالمي العظيم وَبسالته وحكمته وبصيرته القرآنية وشجاعته الإيمانية اليمنية قام باستهداف قوى الطاغوت في عمق الكيان الغاصب بالصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيّرة، ونازلهم في البحرين العربي والأحمر ومضيق باب المندب منازلة المؤمنين الصادقين الأبطال الأشداء على الكفار والرحماء بإخوانهم المؤمنين، ومنع سفن الكيان الصهيوني والسفن المتجهة إليه من الملاحة في هذه المياه حتى إيقاف العدوان والحصار على غزة.

حاولت قوى الطاغوت والاستكبار أن تثنيه عن مواجهة كيان العدوّ بطرق مختلفة تارة بالترغيب وتارة أُخرى بالترهيب، ولكن تهديدات وترغيبات العالم كله ما زادته إلَّا ثباتاً، ولا تنازل مثقال ذرة عن مبدئه، ولا حولوا قطرة من تيار عزيمته في نصرة القضية الفلسطينية، وكيف يجدون سبيلاً لمنعه عن خوض معركة هي في مسيرة القرآن التي يسير عليها واجب ديني منوط بعنق كُـلّ مسلم، والتنازل عنها خيانة وتفريط عن أداء فريضة واجبة، وتراجع عن خوض معركة حتم على الأُمَّــة أن تخوضها، وفي خوضه لهذه المعركة يقدم للعالم كله الشاهد على عزة الإسلام وقوته وشدة بأسه في وقت ولت فيه تلك المناقب تحت ضربات قوى الطاغوت وسيوف الغدر والخيانة على إثر إرهاب وتخويف وترغيب قوى الطاغوت والاستكبار التي لم يمنعها ضمير إنساني عن سفك الدماء ولم توقفهم قوانين عن صيانة حرمتها.

وبهذه المواقف اليمانية الإيمانية يعيد السيد الحق إلى نصابه ويمحق الكذب الذي أوهم الناس بأن أمريكا عصا غليظة لا يستطيع أحد في الأرض مواجهتها، وقد أثبت بفضل الله تعالى أنها “قشة” وليست عصا غليظة، ونسف وهم قوة أمريكا و”إسرائيل”، وأظهر عجزهما وفشلهما وضعفهما حتى رجفت بهم الأرض وجعلتهم حديث الناس، الذين كانوا يرونهم قوة جبارة وعصا غليظة لا يقوون على مواجهتهم ولا يجرؤون على تهديد مصالحهم أَو استهدافها، وأثبت للإسلام والمسلمين أنهم قادرون على مواجهة عدوهم والانتصار عليه، فإن أرادوا أن يغير الله حالهم ويصلح شأنهم فليعملوا بما أمر الله تعالى به في كتابه الكريم، مواجهة الطاغوت والاستكبار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والوقوف للظالمين وقفة شجاعة فعالة قوية على أرض الواقع، وإعلان الحرب على كيان العدوّ وداعميه نصرةً لغزة ومقاومتها الباسلة وشعبها المظلوم وستتحرّر الأُمَّــة من هيمنة قوى الشر للأبد.

هذا القائد العظيم يجب التسليم المطلق له والعمل وفقاً لرؤيته القرآنية الصائبة، والاستجابة لنداءاته الرامية لوحدة كلمة الأُمَّــة وصحوتها الدينية والوطنية والإنسانية والقومية والإسلامية، ومشروعه عالمي بعالمية القرآن، ومسمى حركته أنصار الله وهو اسم قرآني جامع ليس حصراً على فئة أَو طائفة أَو بلد.

وقد اصطفاه الله ليقود الأُمَّــة إلى عزها ومجدها ونصرها، وَإذَا وقفت معه المواقف العملية المشرفة فسيحول الأُمَّــة ورجالها إلى أُمَّـة لا تهاب الأعداء ولا تخشى قواهم ويهابهم الأعداء ويخشونهم، وسيحقّق برجال الدين انتصارات ساحقة تتشرف بها الأُمَّــة كافة ويسطرها التاريخ في صفحاته سطوراً مضيئة متلألئة بأزهى حلل الشرف والكرامة والرفعة، وإن التسليم له في هذا الوقت من ضرورات الحكمة التي لا تتعثر خطاها ولا تخطئ أهدفها، الأُمَّــة تحتاجه والحاجة تقتضيه، والسنن الإلهية تدعمه، رفع الله به راية الدين في اليمن وسيرفعها في بقية العالم بالتفاف الأُمَّــة حوله، وبتسليمها له ستكتسي ثوب عزها ومجدها وتتوج بقيادته تاج الكرامة وتقلد قلادة الشرف والسيادة والريادة.

إن أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا الصهيونية العالمية أتت لبلادنا الإسلامية باغية طاغية مجرمة قاتلة مغتصبة لمقدساتنا ومحتلّة لأراضينا ومنهكة لكراماتنا، والجميع مُستهدف بمكر الصهيونية العالمية والسنن الإلهية تقول: “وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ، وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ”، وأهل بيت النبوة والرسالة هم سفينة النجاة للأُمَّـة وهم ثوب عزها كما روي عن نبي الأُمَّــة الخاتم، والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com