اليمنُ الكبير

 

عبدالسلام عبدالله الطالبي

الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- عندما قال: (الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان) قالها وهو يعلم ما الذي يعنيه اليمن وأهل اليمن، الذين آمنوا برسالة بعث بها مع أخيه ووصيه وباب مدينة علمه الإمام علي بن أبي طالب -عليهما السلام- فما كان منهم إلا أن استجابوا وبادروا بدخولهم إلى الإسلام.

ولأنهم كانوا على هذا النحو فقد استحقوا أن يصفهم النبي بهذه الصفة الاستثنائية التي ميزتهم عن سائر الشعوب فكانوا جديرين بحملِ المسؤولية المتمثلة في نجدتهم ونصرتهم للإسلام من يومه الأول.

نعم كان لليمنيين في العصور الماضية مواقفُ خالدةٌ ملأت كتب التاريخ حتى صاروا أعلاماً يُشارُ لهم بالبنان؛ لما هم عليه من الحكمة والإيمان والشجاعة والإقدام والعلم والمعرفة.

يمن الإيمان الكبير باستجابته وتلبيته للدعوة..

يمن الإيمان والحكمة والنجدة وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم..

اليمن الكبير في حاضر اليوم بحضوره الكبير في مشهد الصراع القائم على مواجهة دول الاستكبار العالمي.

فمن اليمن ظهر فارسُ اليمن وعَلَمُها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- بمشروعه القرآني منادياً لشعب الإيمان والحكمة وللأُمَّـة الإسلامية بضرورة مناهضة دول الاستكبار وعلى رأسهم أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، رافعاً ومدوياً بشعار البراءة: (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام).

فكان بحق هو اليمنُ الكبير بعظمة قيادته الربانية وشموخ قائده العظيم السيد القائد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- الذي هب وبادر واستنهض الهممَ وحشدها لمواجهةِ الطغيان الإسرائيلي؛ دفاعاً عن المظلومية الفلسطينية.

يمنٌ كبيرٌ بعنفوانه وغِيرته ورباطة جأشه وبسالةِ رجاله في القوات المسلحة الشجاعة، التي ما كان لها أن تقفَ موقفَ المتفرِّج تجاه ما يجري في بلد المسرى من مجازر تجاوزت الحدود والقيم والمبادئ الإنسانية.

اليمن الكبير الذي كان عليه أن يتخذَ قرارَه الشجاع ويشن هجماتِه وضرباتِه إلى عقر العدوّ الإسرائيلي؛ حتى يرتدعَ ويتوقف عن عدوانه على غزة ويكف عن سفك دم أبنائها على مرأى ومسمع، ولا من يدافع أَو يحرك ساكناً من الدول العربية والإسلامية.

اليمن الكبير الذي لا يلقي بالاً تجاه تهديدات الأعداء مهما حشدوا ومهما هدّدوا، بل هو حاضرٌ لخوض أكبر معركة مع الأعداء وكله ثقة بالله أنه سيقف إلى جانبه ويعضده بالعون والنصر والغلبة.

يمنٌ كبيرٌ أصبح اليوم محطَّ إعجاب الصديق والعدوّ والموالف والمخالف؛ لمَـا هو عليه من إقدام وحضور لتهديد حركة الملاحة البحرية والحركة التجارية التابعة والمساندة للعدو الإسرائيلي.

نعم إنه اليمن الكبير الذي هو بحضوره أشبه بالمنادي لمن ضُربت عليهم الذلة والمسكنة من المتأسلمين والأعراب؛ لأن يستفيقوا من سُباتهم وغفلتهم، ليكون لهم موقفٌ أمام ما يجري اليوم في أرض فلسطين ولكن دون جدوى.

نعم إنها الحكمةُ النابعةُ من صدق الإيمان لأهل اليمن الأحرار الذين كسروا الحواجزَ وحطَّموا القيودَ، غير آبهين بالأمريكي ومن يقف في صفه.

اليمنُ الكبيرُ الذي يملأ الساحاتِ بخروجه الجماهيري المليوني أسبوعياً مستنكراً ومعبِّراً عن آسفه وغضبه لإهدار وسفك الدماء في غزة ظلماً وعدواناً!

اليمنُ الكبيرُ المتعطشةُ نفوسُ أبنائه الأحرار لمواجهة كُـلّ قوى الإجرام حتى تطهر الأرض ومن عليها من براثين الظلم والهيمنة والاستكبار.

فسلامُ الله عليك من شعبٍ عظيمٍ كسرت هيبةَ الطاغوت، وحقّقت بفضل الله ما لم يحقّقه غيرُك من انتصارات في زمن الصمت؛ ليقضيَ الله أمراً كان مفعولاً، والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com