لستم وحدَكم
علي مهدي العوش
لله درك يا شعب الإيمَـان والحكمة، مسيرات مليونية أسبوعية متواصلة، ووقفات تضامنية واحتجاجية مُستمرّة، وعمليات عسكرية وضربات حيدرية نوعية بواسطة الطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية اليمنية تستهدف كيان العدوّ الصهيوني بشكل مباشر، وعمليات بحرية تستهدف السفن الإسرائيلية أَو تلك المتجهة إلى هذا الكيان المحتلّ، ومقاطعة اقتصادية رسمية وشعبيّة مثمرة، وحالة غير مسبوقة من التعبئة العامة والدورات الثقافية والعسكرية الشعبيّة التي تحمل اسم “طُـوفان الأقصى” دعماً وإسناداً للمقاومة الفلسطينية، وحملات إنفاق ودعم بالمال، وتغطية إعلامية متواصلة لمختلف وسائل الإعلام الوطنية تواكب العدوان على غزة وتساند أبطال المقاومة، وتفاعل متميز من قبل العلماء وخطباء المساجد، والأعمال الفنية من أناشيد وقصائد شعرية وكتابات صحفية ورسوم كاريكاتورية، وأنشطة وفعاليات ومسابقات رياضية، في ظل استعداد كامل للتحَرّك للقتال إلى جانب إخواننا في قطاع غزة.
كُـلّ ذلك في ظل قيادة قائد فذ، قائد عظيم لا ينسى فلسطين في كُـلّ مواقفه وخطاباته، وشعب يحب فلسطين أكثر من حبه لنفسه ووطنه، قائد وشعب لا يكلون ولا يملون وهم على استعداد لبذل وتقديم كُـلّ ما يستطيعون؛ مِن أجل فلسطين ومقاومتها وأبناء قطاع غزة، ورغم كُـلّ هذا لا يزالون يشعرون بالتقصير تجاهكم يا أبناء غزة؛ لأَنَّهم لا يستطيعون أن يعملوا سوى هذه الأعمال البسيطة، وكما يعلم الله لو كان في استطاعتهم أن يتحولوا إلى قنابل وطائرات مسيّرة وصواريخ بالستية بشرية تتفجر في نحور الصهاينة لما تخلف منهم حر.
لقد قالها السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- لأبناء غزة ومقاومتها من أول يوم من معركة “طُـوفان الأقصى” لستم وحدكم، لستم وحدكم”، وها هو الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه وأطيافه يجسدون هذه العبارة قولاً وعملاً، لستم وحدكم فنحن وأنتم في خندق واحد، معتدى علينا ونحن وأنتم نقتل بذات السلاح الأمريكي، لستم وحدكم فما حصل لنا في اليمن من قتل وحصار وتدمير وتجويع وقطع للمرتبات وإغلاق للمطارات والموانئ على مدى تسع سنوات هو؛ بسَببِ مواقفنا الثابتة معكم والمناصرة لمظلوميتكم، ومع ذلك لن نتخلى عنكم، ولن نترككم مهما أرعد الأمريكي وأزبد، ومهما هدّد الإسرائيلي وتوعد، ورغم أنف المطبعين وعملائهم، سنظل معكم مهما عملوا، هذا طريق ومسار اخترناه وسلكناه ولن نتراجع عنه أبداً بفضل الله وتوفيقه.
يا أبناء غزة العزة: لستم وحدكم فما تشاهدونه اليوم من صمت عربي وتخاذل إسلامي تجاه ما يحصل من جرائم ضدكم، سبق وأن شاهدناه واكتوينا بنيرانه قلبكم على مدى تسع سنوات من العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الإماراتي الصهيوني البريطاني الغاشم، تسع سنوات ونحن نتعرض للقصف والقتل والتدمير والتخريب والحصار والتجويع، والعرب يتفرجون بل ويشاركون في هذا الإجرام، ولكننا لم نستسلم ولم نهادن، وها نحن بفضل الله أقوى وأقوى.
لستم وحدكم سنتقاسم معكم كسرة الخبز وشربة الماء كما قال سادة المقاومة السيد حسن نصر الله والسيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظهم الله-.
لستم وحدكم فآلامكم آلامنا، وجراحكم جراحنا، وأسراكم أسرانا، ومصابكم مصابنا، وشهدائكم شهدائنا وحصاركم حصارنا، وجوعكم جوعنا، وتضحياتكم تضحياتنا، معكم قدمًا قدمًا حتى النصر بعون الله وتأييده وتوفيقه.
لستم وحدكم، فنحن معكم بكل ما أوتينا من قوة، ومن صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة، ألغام بحرية نرهب بها عدو الله وعدوكم، لستم وحدكم فسنغلق باب المندب أمام سفن الكيان الصهيوني والدول المتعاونة معه؛ حتى ينهي العدوان ويرفع الحصار عنكم، ولتكن حرباً شاملة فلا نبالي بأي تحالف تشكله أمريكا أَو غيرها، فنحن من نتمنى أن تكون معركتنا مع الأمريكي والإسرائيلي، وكلنا لهفةً وشوقاً لذلك، فنحن من صرخنا وما نزال “الموت لأمريكا والموت لإسرائيل”، ونحن من أنشدنا، ما نبالي ما نبالي ما نبالي، واجعلوها حرب كبرى عالمية، ومن أراد أن تفقده أمه فليجرب القتال معنا، وعلى الباغي تدور الدوائر.