اليمن.. من بلدٍ مستضعَفٍ إلى بلدٍ ذي شأن عظيم
فاطمة الشامي
من كان يدري أَو حتى يفكر مُجَـرّد التفكير أن اليمن هو البلد الوحيد الذي سيناصر فلسطين من بين أكثر من (70) دولة عربية وإسلامية، لا أظن أن أحدًا فكر في هذا ولو لوهلة؛ لأَنَّ جميع العالم عرباً وغرباً كانت نظرتهم لليمن نظرة استحقار واستضعاف، على أنها بلد وشعب ضعيف يعاني الفقر والجوع، غالبية أبنائه في دول الخليج مغتربين لتجميع المال وتحسين أوضاع حياتهم، حياتهم التي كانت بائسة ليس بسَببِ ضعف موارد البلاد وثرواته، وإنما؛ بسَببِ من حكموه ونهبو ما يمتلكه وجرعوا شعبه الويلات وأخضعوه تحت الوصاية وجعلوه شعبًا مستذَلًّا في المنطقة ينتظر قوته من الخارج برغم ما تمتلكه اليمن من أراضٍ زراعية خصبة تكفي الشعب، ولم يكتفوا بذلك بل سعوا ليجردوه من هُــوِيَّته الإيمانية ومن أعرافه القبلية والدينية ليكون بلد منسلخ عن قيم الإسلام ومبادئه ليسيطروا عليه سيطرة كاملة دون أن يبدي أية ردة فعل.
مخطّطات صهيونية عالمية كان يراد من خلالها احتلال اليمن ونهب ثرواته وإخضاعه تحت أقدام اليهود على أيدي عملائهم ممثلين بعفاش وزبانيته الذين يتعهدون اليوم بحماية سفن إسرائيل من الخطر الحوثي المجوسي حسب ادعائهم.
مخطّطات فشلت وتهاوت أدراج الرياح حينما ظهر، نور الله من مران النور الذي أخرج شعبنا من الظلمات التي كان واقعاً فيها، نور وبصيرة وحكمة الشهيد القائد السيد/ حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- كشف زيفهم ومخطّطاتهم، وادعائهم الوطنية والجمهورية وَ… إلخ، لم يأتِ ببحوث سياسية من جامعات أُورُوبية ولا اجتهادات علمية كما يفعل البعض ليفرض نظريته، وإنما جاء بثقافة القرآن ودستور القرآن ومنهج القرآن وبنى من خلاله وعيًا عاليًا لأبناء هذا البلد وأعادهم لهُــوِيَّتهم ولعاداتهم ولمبادئ الإسلام، وأوضح لهم من هو عدوهم مهما تلبس بلباس الإنسانية.
من ملازم الشهيد عادت لهذا الشعب بصيرته وعرف الحق بعد أن جهله، عرف أن الخير في أرضه وحماية أرضه، عرف أن الخير هو الجهاد في سبيل الله وإقامة الحق، ثقافة كاملة قدمها الشهيد القائد لهذا الشعب، ومن خلال هذه الثقافة أصبح اليمن اليوم بلدًا له كرامته وله حسابه والكل يهابه عرباً وغرباً، ومن كانت تدعي أنها قوى عظمى وعصاً غليظة أصبحت هشة وضعيفة أمام اليمني.
لم تتوقعوها ليومٍ أن ذاك اليمني الذي كنتم ترونه ضعيفاً فقيراً، هو اليوم من يهاجم أرباب الكفر ويجعلها ترتعد خوفاً، هذا الشعب بفضل الله وبفضل المسيرة القرآنية أصبح قوة لا تُقهر ولا يخاف في الله لومة لائم؛ فمن اليوم احسبوا حسابه وغيروا نظراتكم نحوه؛ لأَنَّه بلد سيغير مجرى المعادلات في العالم وسيصبح القوة الضاربة ضد كُـلّ يهودي متصهين وعميل.