أمريكا آخرُ ورقة ستُحرق وآخر سفينة ستُغرق
راكان علي البخيتي
وبعد أن تبيّن واتضح تخاذل العرب أمام ما يحدث في غزة وبعد الجمود والخنوع الذي لم يحدث في تاريخ الأُمَّــة العربية والإسلامية منذ قرون طويلة، لم تحَرّكهم المجازر التي ترتكب بحق قتل الأطفال والنساء ولم تحَرّكهم الغيرة وكأنهم متعاطين جرعة أغمي عليهم من خلال تعاطيها، أهكذا هم العرب؟!
هل تلك هي عقيدتهم ودينهم ومنهجهم يدعوهم إلى الخضوع والجمود؟ أم هم المتخاذلون؟!
هل عرف العرب والمسلمين ماذا قال رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- يوم أن قام اليهودي بأذية امرأة مسلمة؟ هل درسوا وتعلموا ذلك في مناهجهم؟
حينما قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصليّن العصر إلا في بني قريظة)، هل استوعبت الأُمَّــة الإسلامية هذا الاستنفار والنفير العام وأن رسولنا الأكرم لم يعقد اجتماعًا أَو يدعوا إلى مؤتمر يجمع فيها كبار قادات الجيش أَو وجهاء القبائل ليصدر بيان يدين فيه بني قريظة.
هل الأُمَّــة تقتدي برسول الله في كُـلّ شي، في جهاده وشدة بأسه وثباته وصبره، أم تقتدي به من الجانب الذي فيه السلم والمسالمة مع الأعداء، حينما كان يدعو إلى السلم وهو الغالب ويمتلك السيطرة على الأعداء هل فهمت الأُمَّــة الإسلامية قول الله تعالى في سورة محمد: (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إلى السَّلْـمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ).
ومَـا هو موقف الأُمَّــة بعد كُـلّ هذه البينات والحجج والتوضيحات التي لا يحيد ولا يميل عنها إلا منافق أَو مرتد!!
ماذا تُريد الأُمَّــة بعد كُـلّ الأحداث التي تجري اليوم في فلسطين وبعد ظهور الأمريكي إلى جانب الصهاينة على مرأى ومسمع وتحشيده قوات ضد أبناء غزة ودعوة العالم للوقوف مع إسرائيل لحماية سفنها في البحر الأحمر!!
ماذا ينتظر العرب هل ينتظرون من اليمن أن تسكت كما سكتوا أم ينتظرون خضوع اليمن كما خضعوا!!
لا والله لن تخضع اليمن ولديها الثقافة القرآنية ولديها قائد كالسيد المولى عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-، فنحن جنده، حَيثُ ما أراد أن نخوض غمار المعارك سنخوضها، وقد اشتد عزم اليمن حينما سمع قائده يقول: نحن مشتاقون للقاء أمريكا وخوض المعركة المباشرة معها.
إن ما تفعله أمريكا اليوم إنما هي أفعال ستجرها إلى هلاكٍ محتوم خُصُوصاً بعد طغيانها واستكبارها، والوقوف إلى جانب العدوّ الصهيوني الذي أهلك الحرث والنسل، وإن التحالف الذي تقوده اليوم في البحر الأحمر إنما هو ذاك التحالف الذي جمعه فرعون يوم أن جمع الملأ المستكبر والسحرة وغيرهم، وكانت نهايته الغرق والهلاك في البحر مع كُـلّ حشوده وجنوده.
لا بدَّ أن يأتي اليوم الذي يعض العالم المنافق فيه أصابِع الندم والحسرة على كُـلّ جُرم قد ارتكبه في حق الشعب الفلسطيني والشعب اليمني وجميع الشعوب المظلومة، لكن هل ينفع الندم؟ لا.
إنما سيكون ذلك الندم كالندم الذي صدر من فرعون حينما رأى نفسه وكلّ جنوده يغرقون في البحر.