الموقفُ اليمني يسقطُ أمريكا في البحر الأحمر عسكريًّا وسياسيًّا بعد أن أسقطها أخلاقياً
محمود المغربي
القرارُ والفعل اليمني بمنع السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من باب المندب والبحر الأحمر ليس مخالفًا للرغبة والشرعية الدولية، ولا يهدّد طريقَ وأمن الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر، ولا يستهدف السفن العابرة من باب المندب، بل هو قرار وردة فعل مرتبط بحالة خَاصَّة ومطالب عادلة متمثلة بوقف العدوان وفك الحصار عن أبناء غزة وإدخَال الطعام والشراب إلى أطفال ونساء غزة المحاصرين، بعد أن عجز وفشل العالم في إقناع وإجبار أمريكا والكيان الصهيوني على وقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق أبناء غزة، وبعد أن عجز الجميع في إيقاف البلطجة والهمجية الأمريكية والصهيونية.
وهو قرار وفعل يلبي الرغبة الدولية المجمعة على ضرورة وقف العدوان والمجازر والجرائم والانتهاكات الصهيونية بحق أبناء غزة وفك الحصار وإدخَال الطعام والشراب والأدوية إلى أطفال غزة الذين يسقطون في كُـلّ دقيقة بالصواريخ الأمريكية الصهيونية بشكل غير مسبوق في كُـلّ الحروب والصراعات والنزاعات الدولية، والأهم من كُـلّ ذلك هو أن القرار اليمني هو واجب ديني وأخلاقي وإنساني واستجابة لمطالب أبناء الشعب اليمني وأمتنا العربية والإسلامية.
وهو قرار متوافق مع القوانين الدولية والشرائع السماوية والأعراف البشرية وتنفيذاً للقرارات الأممية المجمع عليها من كُـلّ دول وشعوب العالم باستثناء الحكومة الأمريكية التي أحبطت بفيتو كُـلّ القرارات الأممية ومنعت تنفيذ قرارات الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامية، التي يجبن ويعجز عن تنفيذها من أصدرها ووافق عليها من الحكام العرب والمسلمين.
وليس بوسع أمريكا وغيرها أن تفعل أي شيء بهذا الصدد أَو تقنع العالم بأن الموقف والقرار والأفعال اليمنية هي قرصنة أَو مخالفة للقوانين الدولية، بل إن العالم بأسره يعلم أن الموقف الأمريكي ودعمها اللا محدود للكيان الصهيوني هو وصمة عار في الجبين الأمريكي المثقل والملطخ بالعار والشذوذ والظلم والاستكبار، وفي جبين الغرب والشرق المنافق والصامت عن جرائم أمريكا والكيان الصهيوني بحق نساء وأطفال غزة، وأن السعي الأمريكي لكسر الحصار عن الكيان الصهيوني هو قرصنة وخروج عن الإجماع الدولي ومخالفة للقرارات الأممية وتهديد خطير لكل القيم الإنسانية، قبل أن يكون تهديدًا للملاحة الدولية و20 % من التجارة العالمية التي تمر من البحر الأحمر وللأمن القومي العالمي، ومغامرة غير محسوبة يرفضها كُـلّ صاحب عقل ومنطق، وهذا ما دفع أقرب حلفاء أمريكا إلى عدم الانضمام إلى تحالفها هذا وإعلان 30 دولة ممن قالت أمريكا بأنها مشاركة في التحالف معها الخروج وعدم المشاركة في هذا التحالف، بل إن أغلب الدول قالت بأنه لم تكن تعلم بضمها إلى ذلك التحالف وهكذا وجدت أمريكا نفسها ولأول مرة في عزلة دولية وخيبة أمل وفي مواجهة الموقف اليمني الشجاع والصادق والمحق، وهي تعلم بأنها قد سقطت سقوطًا أخلاقيًّا وإنسانيًّا مدويًا وهي الساقطة دائماً وأبداً وخسرت المعركة قبل أن تبدأ أمام العزيمة والإرادَة اليمنية الحيدرية.