صنعاءُ تلبِّي نداءَ السيد القائد بمسيرة مليونية في ميدان السبعين
المسيرة – أحمد داوود:
لبَّى اليمانيون، أمس، نداءَ السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- وخرجوا في أكبرَ مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في ميدان السبعين بالعاصمة اليمنية صنعاء، مؤكّـدين تضامنهم مع ما يتعرض له قطاع غزة من حرب إبادة، ومجددين وقوفهم خلف السيد القائد في أية خيارات يتخذها في المعركة المرتقبة مع العدوّ الأمريكي.
وعبّر الحشدُ المليوني عن سخطه تجاه الاعتداء الآثم للعدو الأمريكي بحق أبطال القوات البحرية في البحر الأحمر، مطالبين بالثأر والانتقام من القتلة، وعدم الصمت تجاه هذه العربدة للأمريكيين تجاه اليمن.
وتوافد الأحرارُ من مختلف مديريات العاصمة والمحافظة، سالكين عدة طرق، وُصُـولاً إلى ميدان السبعين، رافعين الأعلام اليمنية والفلسطينية، وأعلام حزب الله اللبناني، وشعارات الصرخة، كما تنوع الحضور ما بين أطفال وكبار وشباب وجرحى وأطفال يرتدون الملابس العسكرية، كما توزعت الأجهزة الأمنية والعسكرية على مداخل الساحات، في عمل منظم ومرتب، سهل دخول المحتشدين إلى ميدان السبعين بكل سلاسة ويسر، ودون حدوث أي اختراق أمني للأعداء.
وأدى الطيران الحربي، أمس، عروضاً جوية متميزة في المسيرة المليونية الأكبر والأضخم، التي دعا إليها قائد الثورة تحت شعار “دماء الأحرار.. على طريق الانتصار”، كما شاركت في التغطية الطائرات المروحية والمسيَّرة، وجميعها أظهرت قوة وعظمة الشعب اليمني وتماسكه والتحامه مع القيادة نصرةً لإخواننا في قطاع غزة.
خروجٌ متواصلٌ نُصرةً لغزة:
وخلال كلمته في المسيرة قال مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين: “إن الله قد وفق قيادتنا وجيشنا وشعبنا وحكومتنا وعلمائنا لاتِّخاذ هذا الموقف العظيم الذي يبيض وجهونا عند الله سبحانه وتعالى، والذي يتماشى مع روح الشريعة الإسلامية وأحكام القرآن الكريم وسنة النبي الأكرم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-“.
وأشَارَ إلى أن هذا الجمع الكبير يعبر عن الوقوف والتضامن مع الأشقاء المظلومين والمحاصرين في غزة وفلسطين، وفي نفس الوقت يرسل رسالة واضحة لأعداء الله، للإمبريالية العالمية والاستكبار العالمي ممثلاً بأمريكا وبريطانيا وفرنسا ودول الكفر.
وأضاف: “نقول لهم: إن ترهيبكم لن يثنيَنا عن موقفنا وقرارنا هذا، وعن مسيرتنا هذه، وإننا سنظل على هذا الدرب ثابتون وعليه سائرون، ولن يوقفنا شيء بإذن الله تعالى”، مُشيراً إلى أن “الشعب اليمني قد حسم أمره واتخذ قراره منذ وقت مبكر ومنذ أول يوم لـ “طُـوفان الأقصى” دعماً وإسناداً لإخوانهم في فلسطين، وهذا خيار لن يرجع عنه ولن يتنازل عنه ولن يثنيه عنه شيء”.
وأكّـد على “أهميّة الإكثار من حمد الله وشكره على هذا الموقف وهذا القرار الذي اتخذه الشعب اليمني واتخذته القيادة ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، هذا الرجل الذي أوجده الله في هذا العصر ليقود أُمَّـة الجهاد والاستشهاد ليمرغ أنوف الكافرين والظالمين، ويدحر الظلم وأهله، ويطهر البلاد والعباد من رجس الظالمين والكافرين والمشركين أمريكا وإسرائيل ومن دار في فلكهم”، لافتاً إلى “أنه يجب أن نكثر من حمد الله تعالى عليه، إذ تمازجت القيادة مع الشعب في موقف وصورة لا يمكن أن تنكسر، ولا يمكن للأعداء أن يثنوّها عن مسيرتها وعن طريقها للجهاد في سبيل الله وتحرير الأراضي المحتلّة في فلسطين وطرد المحتلّ والغازي من كُـلّ البلاد العربية والإسلامية”.
وأشَارَ إلى أن “هذه الحشود العظيمة والهائلة تبعث رسائل للشرق والغرب وإلى كُـلّ أرجاء العالم وتؤكّـد على ضرورة الاستمرار في التظاهر ودعم أشقائنا في غزة وفلسطين، والبذل والعطاء وتأييد كُـلّ الإجراءات التي تتخذها القيادة في القوة الصاروخية والطيران المسيَّر والقوات البحرية وكلّ العمليات التي يمكن أن تتخذها وترى أنها مناسبة لردع هذا العدوان وإنهاء الحصار عن غزة وطرد المحتلّ من أرض فلسطين”.
وأكّـد أن “اليمنَ أرسل الطائراتِ والصواريخَ المجنحة والبالستية وقطع شريان الحياة عن الإسرائيليين في باب المندب والبحر الأحمر في خطوة قلّ أن يوجد لها نظير في الدنيا ولا يقوم بها إلا من توكل على الله ووثق بالله”، معلناً باسم علماء اليمن وكلّ الأحرار في هذه الأُمَّــة عن التأييد للسيد القائد في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس الذي لن ينتهي إلا بتحرير الأقصى من رجس الصهاينة وأحفاد القردة والخنازير وطرد المحتلّين في كُـلّ أرجاء المعمورة.
وأكّـد أن “اليمنيين هم رجال الله وأنصار الله ووعد الله الذين وعد الله تعالى بالإتيان بهم وبإذن الله سيتحقّق النصر على أيديهم وعلى أيدي أحرار الأُمَّــة في لبنان والعراق وفلسطين وفي سائر محور المقاومة”.
الشعبُ اليمني في الصدارة:
من جانبه أكّـد فاضل الشرقي، أن “هذا الخروج المُستمرّ يعبر عن التضامن الأخوي والإيماني مع الشعب الفلسطيني المسلم، استجابةً لنداء قائد الثورة ووفاءً للشهداء الأبرار الذين هم في طليعة المواجهة المباشرة مع العدوّ الأمريكي في معركة الفتح الموعود”.
وأوضح أن “هذا ليس بغريب على هذا الشعب العظيم في مسيرته النضالية التحرّرية الجهادية التي عانى فيها من الحروب والدمار والخراب والقتل والحصار على مدى عقدين من الزمن؛ مِن أجل فلسطين، وتمسكه بموقفه القرآني ومسؤوليته الدينية وواجبه الإنساني والأخلاقي أمام أمته والتضامن الأخوي والإسلامي في مواجهة الاستكبار العالمي الصهيوني الأمريكي”.
وأشَارَ الشرقي، إلى أن “الشعب اليمني اليوم يقطف ثمار تضحياته وصبره وجهاده تحت قيادة السيد القائد، وها هو شعار البراءة من أعداء الله يدوي حمماً بركانية على رؤوس الصهاينة في فلسطين المحتلّة وفي عرض البحار”.
وتطرق إلى ما يرتكبه العدوّ الصهيوني من جرائم فظيعة وقتل جماعي ممنهج، في سلوك إجرامي ليس بغريب على قتلة الأنبياء؛ لأَنَّ هذا هو سلوكهم الإجرامي، والذي لن يردعهم عنه لا المنظمات الأممية ولا مجالس حقوق إنسان ولا اتّفاقيات السلام والتطبيع، ولا المفاوضات، وإنما قوة السلاح والجهاد في سبيل الله.
وأكّـد الشرقي أن “هذا الكيان الخبيث والشاذ لن يبقى ولن يستمر، فهو يعيش على حالات الطوارئ وصفارات الإنذار والمسألة مُجَـرّد وقت فقط، وطول هذا الوقت أَو قصره يعود إلى المسلمين، فإذا اهتموا وجدوا فَــإنَّ هذا الكيان سيذهب قريباً إلى مزبلة التاريخ”.
وأكّـد أن “موقف الشعب اليمني اليوم في الصدارة بالتصدي لهذا العدوان تحت قيادة قائد الثورة، وقد أقسم على نفسه بأن يجعل البحرَ الأحمرَ خطاً أحمرَ أمام كُـلّ المصالح الصهيونية أَو المتجهة إليها”.
ولفت إلى أن “ما قامت به أمريكا من اعتداء على مجاهدي البحرية اليمنية في البحر الأحمر، وكذا ما تقوم به من تحشيد تحت عناوين متعددة، لن يفيد بشيء؛ لأَنَّ الشعب اليمني لا يعرف الخوف والهزيمة، فهم أمام جيل تربى خلال عقدين تحت قصف الطائرات والمدافع، ولا يخشى الحرب ولا العدوان، مؤكّـداً أن الشعب اليمني والقوات المسلحة اليمنية سيواصلون مواقفهم الجهادية والإيمَـانية لنصرة المستضعفين وإعلاء كلمة الله”.
ودعا الشرقي إلى الاستمرار بفعالية في المظاهرات والوقفات والفعاليات وبرامج التعبئة العامة ومقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية؛ كون ذلك جهاد يردع الأعداء.
دماءُ شهداء البحرية لن تذهب هدراً:
بيان المسيرة الذي ألقاه عضو اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى حسن الصعدي، أشار إلى أن الشعب اليمني العظيم وجيشه الأبي يزف بكل فخر واعتزاز كوكبة من الشهداء العظماء من القوات البحرية اليمنية الذين استشهدوا في سبيل الله، نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم والأقصى الشريف وعلى طريق الانتصار في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس وهم يؤدون واجبهم في استهداف السفن الإسرائيلية.
وأوضح البيان أن هؤلاء الأبطال مثَّلوا باكورة الشهداء في المعركة المباشرة مع العدوّ الأمريكي والإسرائيلي، مؤكّـداً أن دماءهم لن تذهب هدراً وإنما تزيد الشعب اليمني إيماناً ويقيناً وقوةً وصلابةً في مواجهة العدوّ.
وأدان البيان واستنكر العمليات الإجرامية التي ينفذها اللوبي الصهيوني اليهودي، باغتيال قادة الجهاد والمقاومة والتي كان آخرها اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية في بيروت.
وأعلن بيان المسيرة المليونية الجهوزية الكاملة لخوض المعركة جنباً إلى جنب مع أبطال الجيش والقوات المسلحة معتمدين على الله متوكلين عليه واثقين بنصره.
وجدّد المطالبة بإلحاح وإصرار للدول المجاورة بفتح ممرات برية آمنة ليتمكّن الشعب اليمني المجاهد للتحَرّك بمئات الآلاف من المجاهدين والمشاركة المباشرة في مواجهة العدوّ الصهيوني.
وأكّـد البيان، على الاستمرار في مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة لها، مهيباً بجميع شعوب العالم الإسلامي وكلّ أحرار العالم إلى تفعيل هذا السلاح كأقل مشاركة لنصرة فلسطين.
تخللت المسيرةَ، قصيدتان للشاعرين عبدالسلام المتميز، وأمين الجوفي، عبرتا عن المواقف القوية والشجاعة لقائد الثورة والجهوزية القتالية العالية للقوات المسلحة واستعداد الشعب اليمني، لمواجهة التصعيد الأمريكي والرد على جريمته النكراء، والوفاء لدماء شهداء معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسناداً لـ “طُـوفان الأقصى”.