الحديدةُ ترفعُ الجاهزيةَ القُصوى بوقفات صاخبة بعد مسيرة طوفانية حاشدة على ضفاف البحر الأحمر
المسيرة: الحديدة
بعد يوم من مسيرة طوفانية كبرى على ضفاف البحر الأحمر أكّـدت الجاهزية العالية لكل الخيارات، شهدت مديرياتُ محافظة الحديدة، أمس، وقفاتٍ حاشدةً؛ لتحذير العدوّ الأمريكي من مغبة التصعيد في البحر الأحمر ومحاولة تدويل المياه اليمنية والممرات البحرية لحماية الكيان الصهيوني المجرم وتشجيعه على التمادي في قتل وتهجير الفلسطينيين.
وهتف المشاركون في الوقفات بشعارات الغضب ورفض البلطجة الأمريكية ومحاولة التدخل في الشأن اليمني رداً على موقفه في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض لأكبر حرب إبادة وتطهير عرقي في قطاع غزة والأراضي المحتلّة بمشاركة أمريكية ودول غربية وتواطؤ حكام الأنظمة العربية.
وحملت البياناتُ الصادرةُ عن الوقفات، مجلسَ الأمن الدولي مسؤولية التهور الأمريكي في المياه اليمنية بالبحر الأحمر، والعربدة الصهيونية التي تتحدى كُـلّ القوانين الدولية وتمثل خطراً كَبيراً على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وجدّدت البيانات، تضامن اليمن قيادةً وحكومةً وشعباً مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني على قطاع غزة وحقه المشروع في الدفاع عن النفس والتحرّر من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
وأشَارَت إلى استمرار العمل بأنشطة وجهود التعبئة العامة والتحشيد استعداداً لأي خيارات قادمة في المعركة، والجاهزية لتنفيذ القرارات الشجاعة للقيادة والمعبرة عن تطلعات الشعب اليمني الداعمة والمساندة للمقاومة الفلسطينية.
وشدّدت بيانات الوقفات، على ضرورة الرد على التصعيد الأمريكي والحماقة التي أقدم عليها باستهداف زوارق بحرية يمنية، ووضع حَــدّ لمثل هذه التدخلات والانتهاكات، مؤكّـدة أن هذا الاعتداء السافر لن يثني الشعب اليمني عن موقفه الداعم للشعب الفلسطيني.
ووجّه أبناء الحديدة، رسالة قوية للمجتمع الدولي، بأن المغامرة الأمريكية البريطانية في سيادة المياه البحرية اليمنية ستكون عواقبها وخيمة جِـدًّا على أمن وسلامة الملاحة البحرية العالمية، وأن البحر الأحمر سيتحول إلى مصيدة لكل سفن الدول المنخرطة في تحالف حماية السفن الإسرائيلية.
وكانت مدينة الحديدة، قد شهدت، أمس الأول، طوفاناً بشرياً، عم الواجهة البحرية لساحل المدينة في مسيرة “دماء الأحرار.. على طريق الانتصار”، رفع المشاركون فيها العلمين اليمني والفلسطيني، مؤكّـدين أن دماء شهداء القوات البحرية الذين ارتقوا وهم يؤدون واجبهم في حماية الملاحة البحرية ستحول البحر الأحمر إلى براكين تحت البوارج الأمريكية والصهيونية.
وخلال المسيرة التي تقدمها مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد وعدد من الوزراء في حكومة تصريف الأعمال ومحافظي المحافظات وأعضاء من مجلسي النواب والشورى، اعتبر المشاركون إقدام قوات العدوّ الأمريكي على ارتكاب جريمة استهداف ثلاثة زوارق تابعة للقوات البحرية اليمنية في المياه الإقليمية اليمنية أثناء أداء مهامها في حماية السيادة اليمنية، تهديداً للملاحة الدولية وتوسيعاً لدائرة الصراع في البحر الأحمر.
وأكّـد المشاركون أن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي أمام التصعيد الأمريكي في البحر الأحمر ومحاولاته توسيع دائرة الصراع في المنطقة، في سبيل تقديم الدعم والإسناد للكيان الصهيوني لارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية بحق الشعب الفلسطيني.
وفيما اكتظت بحشود بشرية غير مسبوقة من أبناء الحديدة والمحافظات المجاورة لها، ألقى وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، ضيف الله الشامي، كلمة أشار فيها إلى أن التضحيات التي يقدمها أبطال اليمن، سيكون لها أثرها في إنهاء وجود أعداء الوطن في مياه البحر الأحمر والمياه الإقليمية وإنهاء التواجد الأجنبي واستعادة السيادة الوطنية الكاملة للجمهورية اليمنية.
وأوضح الشامي، أن “الاعتداء الأمريكي الآثم لن يزيد أبناء الشعب اليمني وقواته المسلحة إلا إصراراً في مواصلة التصدي لكل أشكال الاعتداءات الأمريكية”، مؤكّـداً أن “اليمن اتخذ موقفه المساند لشعب فلسطين ولن تثنيه أية قوة عن موقفه الإنساني والأخلاقي في المعركة الجهادية المقدسة لنصرة الشعب الفلسطيني”.
من جانبه أوضح محافظ الحديدة محمد قحيم، أن “أوهام العدوّ الصهيوني ستسقط وتتحطم، ولن يفلح في تحقيق أهدافه من حربه على الشعب الفلسطيني”، مؤكّـداً أن “الشعب اليمني لن يتراجع في موقفه ومساندته للقضية الفلسطينية مهما بلغت التضحيات حتى ينتصر الحق وهو آتٍ لا محالة”.
وأكّـد جهوزية أبناء الحديدة لكل الخيارات المناصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة والتصدي للتحديات التي يواجهها الوطن، مشدّدًا على حق الشعب اليمني وقواته المسلحة في حماية المياه والجزر والأراضي اليمنية من أية اعتداءات.
ووجّه قحيم، رسالةً لكل الأعداء بأن أبناء الحديدة وحارس البحر الأحمر في الساحل الغربي سيظلون الصخرة التي تتحطم عليها أهداف ومخطّطات الأعداء، ورافداً للقوات المسلحة لتعزيز الإنجازات والانتصارات على كُـلّ المستويات والتصدي لكل المؤامرات.
وحذّر بيانٌ صادرٌ عن المسيرة، من خطورة التهور الأمريكي الذي سيشعل حرباً ويضر بمصالح دول المنطقة والعالم، معلناً التأييد المطلق للعمليات العسكرية اليمنية في منع سفن الاحتلال الإسرائيلي والسفن الذاهبة إليه من العبور في البحرين الأحمر والعربي حتى يتوقف كيان الاحتلال عن جرائمه وحصاره للشعب الفلسطيني.
ودعا البيان، إلى ضرورة الرد على ما أقدمت عليه أمريكا من حماقة وتهور في استهداف دوريات البحرية اليمنية، لافتاً إلى أن واشنطن تتحمل تداعيات هذا التصعيد الخطير سواءً على مستوى مصالحها في المنطقة أَو أمن ملاحة سفنها التجارية والحربية في البحرين الأحمر والعربي.
وأعلن البيان، الجهوزية الكاملة لأبناء محافظة الحديدة والساحل الغربي والمحافظات المجاورة، لخوض المعركة جنباً إلى جنب أبطال القوات المسلحة، مجدّدًا المطالبة للدول المجاورة بفتح ممرات برية أمام المجاهدين اليمنيين للتحَرّك والمشاركة المباشرة في مواجهة العدوّ الصهيوني.