مفاتيـحُ النصر

 

ابتهال محمد أبوطالب

عندما يكون الهـدف هو إعلاء ديـن الله، والمنطلق هو نهـج الله عندئذٍ تـكون العـزة، وتكون الكرامة، يكون الإباء ويكون السؤدد.

من هذا المبـدأ انطلق العشـرة النجبـاء بقوة الله، يقـارعون الأعداء الأذلاء، انطلقـوا لا يهابـون المـوت غايتهم صنع مفاتيـح النصـر، وتهيئـة العبـور لطريق النصر، أحبـوا الله فأحبـهم، اشـتاقوا لحيـاة أبديـة فذللها الله لهم، صعدت أرواحـهم الزكيـة؛ ليرحب بها المستبشرون برؤيتها من الأنبياء والشـهداء، فاندمجت كُـلّ تلك الأرواح لتصدر نورًا إخباريًا من السماء إلى أولياء الله المجاهدين، قائلةً لهم: ها نحن صنعنا المفاتيـح وذللنا لكم طريـق النصر، فلكم النصر الأكيـد على اليهود والأمريكان سراطين الأرض وشياطينها.

إن أبناء القوات المسلحة اليمنية يمتنون لأُولئك العشـرة الذين يعدون نماذج راقية، أُولئك العشـرة أكّـدوا على ثلاث قواعد، ونفذوا ثلاث قيم، فنتج عن تلك القواعد وتلك القيم أربع نتائج، فكان مجموع كُـلّ ذلك عشر مبادئ جهـادية كما هم عشـرة.

الثلاث القواعد التي انطلقوا من خلالها:

– الاستجابة لله.

– الاستجابة لرسول الله.

– الاستجابة لأولي الأمر (القيادة الحكيمة -قيادة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه-).

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}.

وبتطبيق الاستجابة في الثلاث القواعد كان التنفيذ المتمثل في الآتي:

– تقوى الله، قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فليتوكل المؤمنون}.

– التوكل على الله، قال تعالى: {وتوكل عَلَى الله وَكَفَىٰ بالله وكيلاً}.

– الجهاد في سبيل الله، قال تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

ونتج عن ذلك التنفيذ أربع نتائج هي:

– حـبُّ الله لهم، قال تعالى: {إِنَّ الله يحب المتقين}.

وقال تعالى: {إِنَّ الله يحب المتوكلين}.

– الفوز العظيم، قال تعالى: {فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

– الحيـاة الأبديـة والرزق، قال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.

– الفـرح والاستبشار، وما يترتب عليه من عدم الخوف والحزن، قال تعالى: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.

أُولئك العشـرة ضياء لظلمة البحر، وأنسٌ لأمواجه، وفرحٌ لكائناته.

وكأني أرى احتفالَين: احتفال في البحر يرحب بأجسادهم، واحتفال سماوي يرحب بأرواحهم، وما بين الاحتفالين عماد وثيق المعنى والمبنى، ذلك العماد هو أَسَاس وتأسيس، ومنطلق انطلاق لمعارك متعددة تُنهى بمعركة فاصلة، والنتيجة في كُـلّ معركة محسومة بالنصر والتأييد للمؤمنين، وستكلل كُـلّ تلك النتائج بمعركة كبرى نهائية، النصر الأكبر عنوانها، وتحرير فلسطين هدفها، ونشر قيم القرآن غايتها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com