الوجهُ الحقيقي لأمريكا
عبدالله دعله
طالما تغنت أمريكا بحقوق الإنسان واستخدمت كُـلَّ العناوين التي تُعبِّرُ عن حقوق الإنسان والإنسانية وحقوق المرأة وحقوق الطفل وغيرها من العناوين الخاوية في مضامينها، والتي لا تمُتُّ للواقع بصلة وليس لها وجودٌ في الواقع بل عبارة عن عناوين تخدع الشعوب وَالعالم بأسره بها، ولذلك تستخدم أمريكا هذه العناوين لخداع الشعوب وَأَيْـضاً لتظهر في نظر العالم على أنها من تحمي الإنسان وتحافظ على حقوقه… إلخ.
لكن الواقع يكشفُ عكس ما تتشدق به أمريكا؛ فالحقيقة أن أمريكا هي وراء كُـلّ جريمة وكلّ مشكلة في هذا العالم وهي أُمُّ الجرائم والإرهاب، وهي الراعي الحقيقي والمدبِّر والمخطِّط وهي التي تدير التنفيذ وتختار المنفذ وتشرف من خلف الستار على هذا كله وتدير المشاكل والصراعات والحروب هنا وهناك خَاصَّةً في المنطقة العربية ضد العرب والمسلمين، حَيثُ تعمل على إشعال المنطقة بالحروب الداخلية والأزمات الاقتصادية المُستمرّة وتتلذذ بالمعاناة التي يتجرع مرارتها العرب والمسلمين وتستخدم كُـلّ الوسائل المتاحة لعمل هذا كله، بل تتفنن في معاناتنا بشتى الأساليب الخبيثة والشيطانية؛ لأَنَّها من تمثل الشيطان الأكبر والشيطان لا يمكن أن يكون ناصحاً في يومٍ من الأيّام بل يسعى لأن يوقع الإنسان في هاوية الشقاء والخسران وهكذا هي أمريكا والعدوّ الصهيوني اليهودي الإسرائيلي.
لذلك عندما ننظر لحجم العدوان الظالم الإجرامي الذي يحصل في غزة نجد أن العدوانَ كبيرٌ والجرحَ غائرٌ والمعاناةَ كبيرةٌ، وكلَّ يوم تشتدُّ المعاناةُ على إخواننا في غزة لما هو أسوأ، وكلّ هذا يحصل نتاجاً لسياسة أمريكا وبأسلحة وقنابل إسرائيلية وأمريكية وتفرض حصاراً جائراً على غزة تمنع من خلاله دخول المواد الغذائية الأَسَاسية والأدوية وحتى المياه الصالحة للشرب تمنع دخولها لأهالي غزة ويقابل هذا كله صمت عربي مطبق يخيم على زعماء هذه الأُمَّــة، والله المستعان.
إذَاً هذا كُلُّه وراءه أمريكا التي تسعى وبكل جهد وبعلم الجميع لأن يستمر العدوان على غزة،وتمنع أية مبادرة من شأنها أن توقف العدوان على أهل غزة أَو تخفف المعاناة عنهم وهذا بعلم الجميع، لكن لا يزال البعض من العرب أنفسهم الأغبياء والسذج يرون في أمريكا أنها راعي للسلام وحقوق الإنسان، الذين يتجلى فيهم قوله تعالى: (هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ) تَوَلٍّ لليهود وحب لهم وهم على ما هم عليه من الإجرام والدناءة والخساسة والانحطاط والحقد الشديد للمسلمين، لكن ما هو السبب الحقيقي لهذا التولي والانبطاح والمحبة لأعدائنا؟
إنه الضلال والضياع الذي وصل إليه زعماء هذه الأُمَّــة؛ بسَببِ ابتعادهم عن الله وعن كتابه القرآن الكريم أليس كذلك؟ نعم؛ لأَنَّه ليس بعد الحق إلا الضلال.
لكن وعود الله سوف تتحقّق، وسينتصر الحق على الباطل، وسينتصر المجاهدون في غزة وفي كُـلّ مكان، وستخسر أمريكا والعدوّ الإسرائيلي، وبشارات وملامح هزيمتهم قد بدأت وهم إلى انهيار إن شاء الله، وهم إلى الخسران أقرب، والله غالبٌ على أمره، وما النصر إلَّا من عند الله.