العدوان الأمريكي ضد القوات البحرية اليمنية يعد عدوانا فاضحا والخيارات الاستراتيجية

 

فتحي الذاري

تظافر ملايين الأصوات في شوارع اليمن الحرة للتعبير عن استنكارهم وتنديدهم للسياسة الأمريكية في دعم إسرائيل خلال العدوان الوحشي على غزة، يوجه هذا الخروج الجماهيري رسالة قوية إلى العالم بأن الشعوب الحرة تؤيد حقوق الفلسطينيين وتندّد بالظلم الذي يتعرضون له.

تفويض القائد السيد بالخيارات العسكرية يتعزز من رغبة الشعب اليمني في مساندة أشقائهم الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، هذا النضال المشترك يجب أن يوحد المجتمع الدولي للعمل نحو تحقيق السلام والعدالة لشعب فلسطين.

إن الجرف الصخري الذي يلامس مياه المضيق هوَ يمني ولا أحد يستطيع أَو يتجرَّأ على إزاحتهم عنه، وفي حال المجازفة فَــإنَّ مواجهة مباشرة ستحصل وسيدفع المعتدي ثمناً باهظاً.

وإن الاعتداء الأمريكي على الزوارق اليمنية في المياه اليمنية يعتبر “عدواناً غاشماً” وهو فعل عدائي واضح، وغير بنّاء، وَيصبّ في مسار التصعيد وجعل المنطقة بحيرة مشتعلة طويلة الأمد، وليس كما يدعي مجرمو الرخاء والازدهار في بسط الأمن والاستقرار ويعمل بالضدّ مما هو معلن من رغبة الجانب الأمريكي في تصعيد المواجهات، وأن الذهاب إلى المواجهة سوف لن يغيّر شيئاً بالنسبة في اليمن، وأن هذا الحلف أصبح أضعف مما كان يوم خاض أعضاء الحلف الحرب على مدى تسع سنوات تحت مسمى دول التحالف السعوديّ الأمريكي ومرتزِقتهم في اليمن.

إن المواجهة مع اليمن لن تعني سوى تحويل المنطقة إلى بحيرة مشتعلة هذا سيجعل الملاحة في البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي معطلة كلياً وسوف يتسبّب باختناق عالمي وركود تجاري، المأزق الذي يواجه واشنطن في تشكيل الحلف الذي لا يخضع للوائح والقوانين والمواثيق الدولية، ومن هنا يدرك العالم أجمع بأن الملاحة البحرية والممرات البحرية للسفن التجارية الخاصة بالعالم بأكمله في مأمن، ولن تضيق البحار إلا بالسفن ذات العلاقة بالاحتلال الإسرائيلي الصهيوني هو مأزق واقعيّ أَيْـضاً؛ لأَنَّ الحلف لا يرى الأمر من منظور العقلانية والرسوخ ويتدارس ما هي المسببات لهذه الأزمات وهو إيقاف العدوان الصهيوني الأمريكي في غزة وفك الحصار عن الغذاء والدواء، ولكن الرؤيا الاستكبارية الأمريكية ستغرق تحالفهم في أعماق البحار بإذنه عز وجل، وتخلق تداعيات اقتصادية وأعباء تأمينية، وعلى الدول المشاطئة الأخذ في الحسبان بأن اليمن تقوم بمنع سفن الاحتلال الإسرائيلية تزامنًا مع العدوان الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والحصار من الغذاء والدواء والتهجير القسري، وأن الاعتداءات هذه تهدّد الأمن القومي للوطن العربي والإسلامي أن المعركة التي افتتحها الأمريكان بانت في طَيَّات هجومهِ هذا خوفهِ ورُعبِه وعجزِه.

وقد وجه الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، بالنصح للدول المشاطئة وكافة الدول بعدم الانجرار مع مخطّطات الأمريكي الهادفة إلى إشعال الصراع في البحر الأحمر، وأن تحَرّكات العدوّ الأمريكي في البحر الأحمر لحماية السفن الإسرائيلية لن تمنع اليمن من أداء واجبه دعماً ونصرة لفلسطين ويأتي تنفيذ عملية عسكرية على سفينة الحاويات “ميرسك هانغزو” كانت متجهة لموانئ فلسطين المحتلّة بصواريخ بحرية مناسبة وعملية الاستهداف لسفينة الحاويات جاءت بعد رفض طاقمها الاستجابة للنداءات التحذيرية من القوات البحرية، وبكل الأحوال لم يتغيَّر شيء في واقع الجغرافيا السياسية التي تطل على المضيق، سيبقى اليمنيين يقصفون السفن التي لها علاقة بالاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، تأكيدًا على الحرص الشديد على حركة الملاحة البحرية إلى كُـلّ الوجهات باستثناء الكيان الإسرائيلي، مؤكّـداً على ما جاء في البيانات السابقة بشأن منع مرور السفن الإسرائيلية أَو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة، وموجهاً نداء إلى أبناء شعبنا وجميع الأحرار أن يكونوا على يقظة كبيرة والاستعداد للخيارات كافة في مواجهة التصعيد الأمريكي.

العدوّ الأمريكي يتحمل تبعات الجريمة وتداعياتها ولن نتردّد في التصدي لأي عدوان ضد بلدنا وشعبنا، وأن الإدارة الأمريكية التي تدير حرب الإبادة الإرهابية على الشعب الفلسطيني في غزة، بعدوانها هذا تكون قد انخرطت عسكريًّا في الحرب إلى جانب الكيان الصهيوني وتهدف إلى معاقبة الشعب اليمني الحر على مواقفه الشجاعة الصادقة بمواجهة الحصار على غزة بفرض حصار على السفن الصهيونية، والذي لن يزيد الشعب اليمني وقواته المسلحة إلَّا صموداً وثباتاً ونصراً إن شاء الله تعالى، عملاً بقوله عز وجل: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ] – صَدَقَ الله العَليّ العَظِيم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com