بكت الضمائرُ والقلوب.. فالطفلُ لا يبكي هناك
أم الحسن الوشلي
بينما كُـلّ الحقوق تداس والقوانين الأممية تهان بينما الانتهاكات تتمادى والجرائم تتعاظم في حق فلسطين يقف أغلب العالم صامتاً ساكتاً أَو مجاملاً ومداهناً وليس هذا فقط بل ومستغرباً ومعارضاً لمجاهدي دول محور المقاومة عندما يقومون بمساندة فلسطين وأهل غزة.
لنضع أنفسنا في المكان من الجانب الإنساني فقط لو أن طفلك هو ذاك الممزق واحشاءه في الأرض تداس لو أن أخاه هو ذاك البالغ من جروحه أعمق الجروح ولو أن أُختك هي من تصيح بأن أطفالها ماتوا بدون عشائهم وأمك تنادي “نحن مسلمون يا مسلمون ودماؤنا تُسفك ودُورُنا تُهد وأطفالنا يموتون جوعاً” يكاد المرء أن يصاب بالجنون
فماذا نقول عن أهل غزة!!
أتساءل عن العالم المُلجم بصمتٍ أمام هذه المشاهد!!!
كيف يأتيك نومٌ وتلك الطفلة تتنهد من أعُماق جوفها؟
كيف لك أن تلعب مع أطفالك وذاك الأب يرى أطفاله قطعاً أمامه؟
كيف لنا أن نأكل ونشرب وأهل غزة يموتون جوعاً؟ كيف وأهل غزة يُقصفون ويُسحقون وتسيل دماؤهم وتختلط كُـلّ يوم؟
ألا يرى العالم تلك اللوحة المحطمة لصورة غزة التي لا توحي بأنه يمكن لأحد أن يعيش فيها!!؟
هناك يعيش أهل غزة وتفتح المجازر بكل أنواعها في أهل غزة هناك جمال الريف تحطم ومناظر المُدن أصبح خرابًا؛ هناك كُـلّ شيء حطام هناك يا عالم الطفل لا يبكي.
وكم لمشهدهِ من أثر أن الجروح تنهش جسده والخوف صارع أضُلعه وأن داره تحطم فوق رأسه، وأهله لا يعلم إنهم ماتوا أَو أن كُـلّ شيء انتهى ومع كُـلّ هذا لا يبكي.
ألأنه تعود؟!
أم أنه رأى تلك المشاهد الشنيعة تُرتكب كُـلّ يوم في أقاربه وجيرانه!
وصل الحد لتحجر المشاعر من فرط تحمل الصدمات يا عالم الحجر الأسود فلا أظن أن الساكت عن كُـلّ هذا لديه قطعة قلب ولا أُراهن في موضوع أن أُولئك الأطفال سينتقمون مهما طال الزمن.
وإن واصل العالم تعامله بطريقة “حوالينا ولا علينا” لا شك في أن أطفال غزة سيصبحون جنوداً ولا لوم عليهم يوم يكون التعامل “كما تدين تدان” ومن أذاقنا مُر الحياة سنُذيقه مرارة الموت الزؤام.