علماء ومسؤولون عسكريون وحقوقيون لـ “المسيرة”: العدوانُ الأمريكي البريطاني لا شرعيةَ له والردُّ اليمني سيكونُ في الميدان
الفريق الرويشان: البحر الأحمر منطقة محرَّمةٌ على الكيان الصهيوني
الديلمي: الرد اليمني آتٍ لا مَحالةَ وسيكون قريباً وحاسماً وهذا حقٌّ طبيعي من حقوقنا
العلامة مفتاح: الأمريكي سيرى ما يذهله وسيندم أكبرَ ندم على حماقته في مساندة الكيان الصهيوني
المسيرة – محمد الكامل
فتحت أمريكا وبريطانيا نيرانَها المباشرةَ على الجمهورية اليمنية، متجاوزتَينِ التحذيراتِ التي أطلقها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خطابات سابقة من مغبة الإقدام على هذه الحماقة.
وبدأت أمريكا عدوانَها مثلما بدأته في 26 مارس 2015، في توقيت مقارب بعد منتصف الليل والناس نيام، واضعة في أهدافها قاعدة الديلمي الجوية، التي تعرضت لأول قصف في العدوان الأول، ولتعيد قصف المقصوف، واستهداف المستهدَف.
ويؤكّـد المسؤولون في صنعاء والمراقبون للوضع في الشأن اليمني أن العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن لم يكن له تأثير يذكر؛ فاليمانيون اعتادوا مثل هكذا قصف، ولديهم وعي كبير بأن الصواريخ والطائرات والعدوان واحد، وأن أمريكا هي رأس الشر في عدوان مارس 2015 أَو عدوان يناير 2024م.
وللتنديد بهذا العدوان المتغطرس، خرج الشعب اليمني بالملايين في ميدان السبعين بالعاصمة اليمنية صنعاء وعدة مدن يمنية، مؤكّـدين أن هذا لن يثني اليمن من مواصلة تقديم الدعم والمساندة لإخواننا في قطاع غزة مهما كانت التحديات والمخاطر.
ويوضح رئيس اللجنة العليا لحملة نصرة الأقصى العلامة محمد مفتاح، أن “هذه المسيرة المليونية وغيرها من المسيرات المُستمرّة هي رسالة هذه الجموع الهادرة والكبيرة إلى كُـلّ من يسمع وإلى العدوّ القريب أننا بحمد الله شرفنا الله بالإسلام قديماً وبنصرة الإسلام”.
ويضيف في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “نحن بحمد الله أحفاد الفاتحين وشعب الأنصار وشعب الإيمَـان والحكمة، وهذا شرف كبير من الله لنا”، مبينًا أن “هذا الشرف يلزمنا ويوجب علينا أن نقف في وجه كُـلّ متغطرس وظالم ومتجبر أينما كان في هذه الدنيا”.
وبشأن العدوان الأمريكي البريطاني على بلادنا يقول العلامة مفتاح: إنه أتى في مناسبة عظيمة وهي احتفال اليمن بجمعة رجب، وهي ذكرى اجتماع كلمة اليمنيين على الدخول تحت راية الإسلام والانضواء تحت راية خاتم الأنبياء محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، مُشيراً إلى أنما جدد تاريخ اليمنيين وأمجاد اليمنيين وعظمة اليمنيين واستعداد اليمنيين هو شعب الأنصار وشعب الفاتحين، ليعيد معركة الأنصار ومعركة الفاتحين في وجه الطغاة.
ويضيف: “اختلفت الجغرافيا واختلف الزمن واختلفت الظروف والأحوال، ولكن الجبابرة والطغاة دأبهم واحد، وأهل الحق والدين والإيمَـان دأبهم واحد”، مؤكّـداً أن “الرد سيكون في الميدان، وسيرى الأمريكي بأس اليمنيين وشجاعة اليمنيين ما يذهله ويجعله يندم أكبر ندم على حماقته في مساندة الكيان الصهيوني لارتكاب جريمة حرب الإبادة الشاملة في قطاع غزة، وجريمته في العدوان المباشر على الشعب اليمني”.
موقف لن يتغير:
وعلى امتداد الأشهر الماضية ظل الموقف اليمني صُلباً وقوياً في مساندته لإخواننا في قطاع غزة، غير مكترث للتهديدات الأمريكية والغربية، ومحاولة لعسكرة البحر الأحمر، من خلال التوافد المُستمرّ للبوارج والسفن الحربية إلى مضيق باب المندب، والاقتراب من المياه الإقليمية اليمنية لثني اليمن عن التوقف والمساندة للشعب الفلسطيني.
وفي هذا الشأن يؤكّـد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، الفريق جلال الرويشان، أن “الشعب اليمني لا يأبه للتهديدات الأمريكية”، مُشيراً إلى أن “الملايين من أبناء الشعب اليمني يخرجون في مسيرات “الفتح الموعود والجهاد المقدس” أسبوعياً دون ملل أَو كلل؛ لمناصَرة الشعب الفلسطيني”، لافتاً إلى أن “اليمنيين لن يغيّروا موقفهم، ولن يتزعزعوا مهما حاول العدوان الأمريكي أن يدخل في معركة مباشرة مع الشعب اليمني”.
ويضيف أن خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي-يحفظه الله- وَكذلك تصريح الناطق العسكري العميد يحيى سريع، يدل على أن الموقف اليمني واضح منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة وحتى اليوم، وهو أن البحر الأحمر منطقة محرمة وممنوعة على الكيان الصهيوني، موضحًا أن السفن الصهيونية، أَو السفن الذاهبة إلى موانئها في الأراضي الفلسطينية المحتلّة سيتم منعها واعتراضها ولن يتغير هذا الموقف حتى لو استمرت المعركة المباشرة سنوات.
ويشير الفريق الرويشان إلى أن “العدوان الأمريكي البريطاني يأتي لحماية العدوّ الإسرائيلي، حتى وإن حاولت واشنطن المغالطة، والادِّعاء بأن هذا الموقف هو؛ مِن أجل حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر”.
قانونياً: لا شرعيةَ للعدوان الأمريكي البريطاني على الجمهورية اليمنية، ولا شرعية للوجود العسكري الأمريكي في البحر الأحمر، وأمام هذا العدوان الغاشم يحق للشعب اليمني الدفاع عن نفسه، وهو في طريق واضح أكثر من أية مواجهة مضت.
وأمام هذه المغامرة الأمريكية فَــإنَّ الرد اليمني قادم لا محالة، والأيّام القادمة ستظل حبلى بالمفاجآت، فاليمنيون لا يمكنهم السكوت حول المحاولات الدؤوبة لأمريكا لعسكرة البحر الأحمر، كما لا يمكنهم السكوت على الجرائم الصهيونية المتواصلة على المجاهدين في قطاع غزة، وَإذَا ما فضل الأمريكيون الاستمرار في خيارهم هذا فَــإنَّ احتمالات توسيع المعركة ستكون واردة، وأن شرر الحرب لن يقتصر على اليمن فحسب وإنما سيشمل المنطقة برمتها.
ويؤكّـد وزير حقوق الإنسان، علي الديلمي، أن “الخروج المليوني المتواصل في ميدان السبعين بصنعاء وعموم المحافظات اليمنية يعد رسالة تضامن إضافية من اليمن للشعب الفلسطيني”، موضحًا أن “العدوان الأمريكي البريطاني على الجمهورية اليمنية هو امتداد للعدوان السابق المتواصل للعام التاسع على التوالي”.
ويضيف في حديثه لصحيفة “المسيرة” أن “هذا العدوان جعل أمريكا شرطياً للبحر الأحمر، وهي غير ذي صفة”، مؤكّـداً أنه جريمة حرب، وأن استهداف الناس وهم نيام جريمة إضافية.
وزاد بالقول: “وبالتالي هذا لا يمكن أن يمر بسلام ودون رد، مؤكّـداً أن الرد آتٍ لا محالة، وسيكون قريباً وحاسماً وهذا حق طبيعي من حقوقنا”.