وبرز الإيمانُ كُلُّه إلى الشرك والطغيان كُلِّه
صدام القفيلي
اليمنيون دون غيرهم من شعوب العالم كانوا السبَّاقين، ويبدو أنهم الوحيدون الذين برزوا لمجابهة الطغيان كله في هذه المرحلة بمبدئهم الثابت، وموقفٌ معلنٌ وعملٌ ميدانيٌّ كفؤٌ ومؤثرٌ وتضحية يقدمونها اليوم في مواجهة عدوان كبرى دول الطغيان العالمي الذي تقوده أمريكا وبريطانيا وقوى الغرب الهمجي.
فمنذ أن انطلقت قطعان الاحتلال لارتكاب جرائمها بحق الفلسطينيين المظلومين قتلاً وتهجيراً، ووفق قوانين الغرب الوضعية، أعلن اليمنُ موقفَه تجاه جرائم الكيان الصهيوني بحق أبناء فلسطين المحتلّة، ممارساً حقه في السيادة المطلقة بمنع السفن المملوكة للكيان المحتلّ في المرور والملاحة على إقليم اليمن البحري، فتمادى ولم يلتزم ودعمته علناً دول الاستكبار والطغيان، وبموجب قوانينهم الدولية استخدم اليمن حقه في السيادة مرة أُخرى، فأعلن عدم سماحه لكافة السفن أياً كانت جنسياتها من استخدام إقليمه البحري لدعم الكيان المحتلّ، ليأبى الله سبحانه إلا أن يتم نوره؛ إذ عجَّل بالمواجهة مع الكفر والطغيان كله، فيختلط دمُ اليمنيين الطاهر بدم إخوتهم المجاهدين؛ دفاعاً عن قضية الدين والعقيدة والأرض، قضية الإسلام والعروبة التي تنزف منذ سبعة عقود على أراضي فلسطين المحتلّة وقدسها الشريف.
اليوم تكشفت الحقيقةُ لتعلن واقعاً غيرَ قابل للتأويل والتحليل والتكهنات، فقد كتب الله على اليمنيين أن يحملوا مسؤولية وأمانة مواجهة أعتى ترسانات العالم العسكرية بحراً وجواً وبراً، وذلك بعد أن أهلنا سبحانه وتعالى لخوضها من خلال تسع سنين من مواجهة الظلم والعدوان وتقديم التضحيات التي لم ولن يسجل التاريخ مثيلاً لها، وبحكمته عز وجل وعلمه وتدبيره بأننا دون غيرنا أصبحنا اليوم أهلاً لها بقوة إيماننا وشدة بأسنا.
كلنا ثقة وإيمَـان أن الله قد اصطفانا على العالمِين لتحمل هذه المسؤوليةِ، وسنمضي في طريق أدائها بكل عزم واقتدار، غير آبهين بمواقف المتخاذلين، ومتجاوزين مؤامرات المطبِّعين والتابعين من أبناء أمتنا العربية والإسلامية وبيقين تام ومطلق أن نصر الله قريب.
مدركين أن اللهَ سبحانه وتعالى شرّفنا بهذه المسؤولية وأولانا بتهيئة أسباب أدائها بكل إيمَـان واقتدار؛ فلم تكن دماء شهيدنا القائد حسين بدر الدين الحوثي، ورئيسنا الشهيد صالح بن علي الصماد، والآلاف من رفاقهم الأطهار، وجوعنا وصبرنا وصمودنا إلا ثمناً قدمناه لله وفي سبيله لنيل هذا الشرف الذي نجد أنفسنا نحمله اليوم.
وليعلم طغاة العصر أن قلوبَنا تلهجُ قبل ألسنتنا حمدًا وشكرًا لله الذي عجَّلَ بهذه المواجهة المحتومة، وأن ولاءنا لقائد مسيرتنا السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، الذي نفاخر وسنفاخر به الأمم جيلاً بعد جيل قد تعمَّقَ وتفويضَنا له تجدد وتسليمنا لحكمته أصبح مطلقاً غيرَ مشروط أكثرَ من ذي قبل، وأن عزائمَنا اشتدت لتنفيذ وعد الله وأداء أمانته قولاً وفعلاً وتضحية، مؤمنين بقوله سبحانه وتعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا، وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}.