من هزيمة أذرعها في البر إلى هزيمة أمريكا في البحر.. اليمن إلى أين؟!
أحمد عبدالله الرازحي
عدوانٌ شُنَّ على اليمن بتحالف دولي كبير تتزعمهُ الرياض ويُقاد من خلف الكواليس في واشنطن والذي أعلن في 2015م واستمر 8 سنوات، حدث ما حدث من معارك شرسة وعدوان همجَي وعبثي وأحدث الكثير من المآسي الإنسانية وآلاف الشهداء والجرحى.
لكن عودتنا هنا للحديث ليس لاستعراض ما خلفه من جرائم وآلام إنما للاستفادة من مصير هذا التحالف، وهل نجح في أهدافه العلنية الذي كان أولها احتلال اليمن وتدمير القدرات العسكرية اليمنية، فهل نجح الهدف أم لا؟ الإجَابَة لم يفشل الهدف المُعلن فحسب وإنما استطاع اليمن أن يهزم التحالف السعوديّ الأمريكي شر هزيمة في الحرب العبثية، والتي فرضت على اليمنيين ونجحوا في تحويل هذا التحدي والعدوان المفروض إلى فرصة قوية لهزيمة القوى الدولية المعتدية على اليمن، وهو بالتأكيد ما سيحدث للحلف الأمريكي والإسرائيلي البريطاني اليوم الذي أعلن على اليمن نتيجة موقفه الديني وَالإنساني العربي مع غزة وفلسطين.
الأمريكي لم يستفد من الحروب العبثية التي شنها على اليمن وما زال يكرّر الهزيمة، ليس جهلًا باليمن وإنما لأجل مصير إسرائيل وفرض نصرها على غزة يريد أن يجازف بالمصير الأمريكي والبريطاني وهو المصير المعروف الذي ينتظره الهزيمة المدوية في اليمن وسواحل اليمن، وما استهداف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل من سفن أمريكا وبريطانيا إلا خير دليل على الهزيمة القادمة والمدوية التي تنتظرهم في اليمن.
بالتالي نلاحظ أن الردَّ اليمني وبوتيرةٍ عالية يتصاعد يوماً بعد آخر، وكلما طالَ أمد الحرب العدوانية والحصار القاتل على أهلنا في غزة كلما تزايدت الفرص أمام القوات المسلحة اليمنية لاستهداف السفن الإسرائيلية والبريطانية والأمريكية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة؛ فنحنُ بلا شك أمام تصاعد الرد اليمني وثبات يمني يُغير المعادلات في المنطقة ويقصم ظهر الأمريكي والإسرائيلي ومن في حلفهم وهو ما سيسرع هزيمة أمريكا ودوس هيبتها وهيمنتها بالأقدام اليمنية الطاهرة التي انتصرت وستنتصر لدماء أطفال غزة وتسعى لوقف العدوان والحصار الإسرائيلي عليهم بكل قوة وقادم الأيّام لا شك يحمل الكثير من المفاجآت.
عندما قامت القوات المسلحة اليمنية باستهداف أول سفينة أمريكية كانت متجهة إلى الكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلّة لم يقوموا بهذا العمل العسكري الذي هز الكيان الأمريكي والإسرائيلي جزافاً، وإنما أتى كرد أولي على دماء شهداء البحرية اليمنية، الذين استهدفوا من قبل القوات الأمريكية في البحر الأحمر وهم ضمن إطار حماية الملاحة العالمية وفي العمل العسكري المعلن منع السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل، بالتالي يعتبر عملًا مسؤولًا وموقفًا لا رجعة عنه في القاموس اليمني شعبًا وجيشاً وقيادةً طالما استمر العدوان والحصار على غزة وفلسطين المحتلّة، وبالتالي لا يمكن للأمريكي ولا مجلس الأمن ولا أية قوة في العالم يمكن أن يجعل اليمنيين يتراجعون عن موقفهم مهما كانت النتائج والتحديات القادمة، وكما عوّدنا اليمنيون بقدرتهم على تحويل التحديات إلى فرص مناسبة لفرض قرارهم في الساحة الدولية وفي القضايا التي تستلزم موقفهم.
على الأمريكي والبريطاني أن يدرك هذا الحقيقة الطارئة في الساحة الدولية كما يراها الأمريكي، والذي لم يسبق أن يواجه بمثل هذه القوة والإرادَة أمام طموحاته ومشاريعه الاستعمارية، والذي لم يتجرأ أن يقف في وجه أمريكا قائلاً لها: لا ولسنا ممن يخضع لِأوامركم وقراراتكم.
الأمريكي أمام اليمنِ الفتي والجديد الذي وُلِدَ بنجاح ثورة 2014م وطرد الهيمنة والوصاية الأمريكية وقطع أذرعتها في اليمن، بالتالي اليمن اليوم أقوى وأصبح ذا أهميّة استراتيجية دولية كما أثبت ذلك في معركة غزة وما يحصل في فلسطين اليوم؛ فلا صوت يعلو فوق صوت اليمن في نصرة غزة وتأييد فلسطين وكسر الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي، واستطاع بالفعل أن يضرب الاقتصاد الإسرائيلي ويوقف كافة السفن المتجهة إلى الكيان الإسرائيلي في موانئ فلسطين المحتلّة؛ فلا موقف يُذكر أمام الموقف اليمني في نصرة غزة ولا دولة أَو شعب استطاع أن يستغل موقعه الجغرافي كما استطاع اليمن في توظيف البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي لصالح غزة والقضية الفلسطينية، فنحنُ أمام اليمن الكبير الذي غير الكثير من مصير الحرب على غزة واستطاع أن يهز الكيان الأمريكي والإسرائيلي، وهذه حقائق يعرفها أهلنا في غزة كما يعرفها اليمنيون، وهذا يثبت ثقل اليمن، الذي يتعرض اليوم لقصف أمريكي بريطاني؛ نتيجة موقفه المسؤول في قضية غزة وفلسطين، ومستعد أن يواصل هذا الموقف مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات في سبيل نصرة غزة، فسلام الله على اليمن شعبًا وقائد اليمن، الذي بقيادتهِ الحكيمة هزم التحالف السعوديّ الأمريكي على مدى 8 سنوات، واليوم يهزم إسرائيل ويلحق الخسائر الفادحة في الحلف الأمريكي الإسرائيلي البريطاني ويستهدف السفن التجارية في البحرين الأحمر والعربي ويوقف كُـلّ الحركة الأمريكية الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل، ويفرض قراره بقوة واستهداف العديد من السفن الأمريكية والإسرائيلية، ويصطاد الكثير من السفن المرتبطة بإسرائيل في سبيل نصرة غزة والضغط بهذه العمليات العسكرية الكبرى على الأمريكي لوقف العدوان الإسرائيلي والحصار على غزة، وقادم الأيّام مليء بالمفاجآت والنصر لغزة، والشرف والكرامة لليمن شعبًا وقائدًا.