ما سلكَكم في البحر الأحمر؟!

 

إبراهيم برة الجبلي

إنها اليمن دون غيرها من دول العالم العربي والإسلامي تقصف إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيَّرة بشكل رسمي وتحاصر إسرائيل وتستهدف سفنها ومصالحها في البحر الأحمر، إنها اليمن التي نفذت قواتها المسلحة عملية استهداف لسفينة حربية أمريكية في عملية وصفها الأمريكي بالمعقدة.

عن ملاحم النصر اليمانية ستتحدث الأجيال على مدى الدهر وتعاقب السنين وسيدون التاريخ بأنصع صفحاته وبماء الذهب الخالص انتصارات أبطالنا المجاهدين، وسيحقّق الله وعده لجنوده من الحفاة الميامين.

وَعلى أيادينا سيلبس الأمريكيون أثواباً من الذل المهين، وَستركع بين أيادينا أمجاد الأمريكان السرابية، وَسترفرف راية القرآن الكريم على البيت الأسود وَتنتهي هيمنة الطاغوت بقدرة ناصرنا العظيم القوية، وتشرق الأرض بنور ربها، وتعود أمجاد أمتنا الإسلامية المحمدية.

أقدموا على ارتكاب جريمة بحق ثلة من أبطال القوات البحرية وبذلك تورطوا فيما لا يقوون على ردعه؛ فسيظلون في بحرنا لأمر الهزائم يتجرعون، ومن الموت إلى الموت يفرون، ولخيبات آمالهم يصورون، ولسانُ الحال يخاطبهم ما سلككم في البحر الأحمر؟

أما علمتم أن كُـلّ رُبا اليمانيين جحيم؟

أما علمتم أن مُجَـرّد المساس بحبة رمل من رمال اليمن أَو أحد رجالها هو العذاب الأليم؟

أما علمتم أن كُـلّ ربوع اليمن برها وبحرها وجوها مقبرة حتمية لكل غازٍ أثيم؟

لن يجرؤ على الجواب الأذلون وستأبى الحقيقة إلا أن تنطق بما في صدورهم يكنون، ستصرخ الحقيقة بخلاصة الكلام، فهاكم سؤال آلامهم ورد حقيقتهم ليعتبر من تبقى من ذوي الأحلام:

ما سلككم في البحر الأحمر؟!

قالوا: لم نك لربنا من المسلمين، ولم نك بدين الله من المؤمنين، وكنا لجرائم الكيان الإسرائيلي بحق أطفال غزة ونسائها ورجالها من الداعمين.

ولارتكاب أبشع المجازر الوحشية البشعة من المؤيدين ولقتل كُـلّ من يسكن في قطاع غزة من الرجال والنساء والأطفال قتلاً وحصاراً وجوعاً من المشاركين.

ولمواجهة فزعة الأنصار وردع مواقفهم ضد الكيان الإسرائيلي واستهداف السفن في البحر الأحمر من المساهمين، فتوجّـهنا للبحر الأحمر وأردنا باليمن وشعبه السوء؛ فكنا بصواريخ اليمن من المغرقين.

-ما سلككم في البحر الأحمر؟!

قالوا حسبنا اليمن كغيره من بلدان المنطقة؛ فضللنا الطريق فوجدنا اليمن شعباً وقيادة وجيشاً قد أعدوا لنا ما لم نعهده من عدو أَو صديق، أصدرنا البيانات والتهديدات، وتعاقبت منا الرسائل والتصريحات.

هدّدنا وتوعدنا، رغبنا وأرهبنا، حركنا وأرسلنا وكلّ ذلك لم يزد اليمن واليمنين إلَّا عنفواناً وتجلداً وتشوقاً.

نعم لقد أخطأتم الطريق وتورطتم في جريمة بشعة بحق شعبٍ رضع عدواتكم وتربى على كراهيتكم ويتعطش لمواجهتكم، بل ويموت شوقاً للدخول في معركة مباشرة معكم، فلا مفر من غضب أنصار الله اليمانيين، وَلا مناص من نهايتكم التي قضى الله حين قال: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com