إمبراطوريةُ «أمريكا» إلى أفول

 

 

أمريكا تدرك انكشاف حقيقتها أمام الشعوب التي انخدعت بها في القرن الماضي على أنها الأقرب من غيرها لفهم تطلعاتها، وتحديداً الشعوب العربية والآسيوية والإفريقية التي كانت تتطلع بأشواق مشروعة إلى الحرية في عالم ينمو على أَسَاس مبادئ وقيم ومواثيق الأمم المتحدة.

أمريكا لم تعد تلك الإمبراطورية المحشورة في كُـلّ بلد والمندسة في كُـلّ بيت، ولم يعد إعلامها المختلف والمحترف قادراً على مواراة سوأتها التي تكفلت سياساتها الإجرامية بتعريتها أمام العالم على أنها «سيرة دم ومسيرة إجرام وقتل ودمار»!!

البداية الأمريكية عبارة عن «توليفة» من القتلة والمجرمين واللقطاء والمنفيين والعنصريين وتجار الحروب والمخدرات، وكانت قوة السلاح هي السبيل لتأسيسها على جماجم ما يقارب خمسين مليون مواطن أصلي من الهنود الحمر الذين تمت إبادتهم على أيدي تلك «التوليفة» لتنمو على جثث مجازر الإبادة الجماعية، إمبراطورية تجردت من كوابح المبادئ والقيم والأخلاق، وذهبت تسن لنفسها قوانين تسوغ لممارسة العنف والإجرام وتنظيم علاقات الغلبة والسيطرة.!!

أمريكا أصبحت معزولة تماماً ولم تعد قادرة حتى على الحفاظ عن سمعتها أَو هيبتها أَو إحساسها بأنها لا تزال تلك الإمبراطورية العظمى المهابة!

الصورة النمطية والانطباع المدني عن أمريكا اهتز، وبدا ذلك واضحًا من خلال تأثيرها على المتغيرات التي يشهدها العالم، خُصُوصاً في منطقة الشرق الأوسط ومنابع النفط، كما أن السياسات الأمريكية باتت تواجه نقداً رسميًّا حاداً إلى درجة النقمة، وسخطاً شعبيًّا عالميًّا مقلقاً لقواد البيت الأبيض ورواده.

الإدارة الأمريكية ودوائر صنع القرار ومراكز الأبحاث والتفكير مستوعبون أكثر من غيرهم لما آل إليه الموقف الأمريكي، والمشهد الذي أوصلت سياسات العنف والقوة والإرهاب والطغيان إمبراطوريتهم إليه، وبدأت نُذر المصير المخزي تتراءى أمام أعينهم لإمبراطورية كانت خزائنها تكتنز نصف ذهب العالم، وفي يدها تمسك عقود ثلاثة أرباع بترول العالم بامتيَاز، وفي ترسانتها ما يفوق نصف القوة النووية.

مجمل الشواهد على الساحة الدولية الآن تقول بأن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت عبئاً على أعصاب الإنسانية وأن سياساتها قربت ميقات دفع «ضرائب الدم وتكاليف الدمار» الذي خلفته في كُـلّ قارة من قارات الدنيا، وأن عدوانها على اليمن هو المؤشر الأبرز لما تبقى في زمن هذه الإمبراطورية من عُمر.

باختصار: لم تكن أمريكا أول إمبراطورية تعتدي على اليمن، ولن تكون آخر إمبراطورية سيهزمها اليمن.

فاليمنيون -قيادةً وشعباً- يدركون أن (الإنسانية) في هذه اللحظة المصيرية قد اعتصمت باليمن، ولهذا اتخذوا قرارهم واتحدوا وتحدوا أمريكا وأقسموا أنهم سيضعون حداً لغطرستها وسينهون طغيانها الوحشي وتدخلها السافر في حياة البشرية..

وإنهم لمنتصرون بعز عزيز قوي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com