ما هكذا تُورد الإبل.. يا صديقتي
بشرى المحطوري
قالت لي صديقتي مستنكرة لما رأت صورة الشهيد القائد في العدد الأخير من صدى المسيرة مكتوب عليها: (الشهيد القائد.. قرآن ناطق): اتقوا الله يا حوثيين.. قدكم عتخلوه قرآن. ما هو هذا الخبر حقكم؟!!. قلت لها: ـ والله مش ذنبنا أن انتي، أَوْ أي واحد ثاني، جهَلة، لا تفقهوا في المجاز شيئاً.. أليس الله يقول في محكم كتابه حاكياً عن بني إسرائيل: [وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ]، فماذا يعني هذا؟ هل بني إسرائيل سيشربون العجل؟؟ لا يا صديقتي إنه يعني: أشربوا حب العجل في قلوبهم.. فهذا يسمى مجازاً.. يا صديقتي.. وقال تعالى: [وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً] فماذا يعني هذا؟؟ هل يعني عمى العيون والبصر وفقدان النظر؟؟ لا يا صديقتي إنه يعني أعمى البصيرة.. وليس البصر.. وهذا يطلقون عليه المجاز.. يا صديقتي.. وقال تعالى: [وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض] فماذا يعني هذا؟ هل يعني أن اللهَ معه كرسي أَوْ عرش، حاشاه عن ذلك.. إنه يعني: وسع علمُه السماوات والأَرْض.. وهذا يسمى المجاز يا صديقتي.. والقرآن الكريم زاخرٌ بالمجاز: كنايات، وتشبيهات… إلخ إن كنتم لا تفقهون.. واللغة العربية زاخرة بهذا.. كمثل قول الشاعر: ضمخوا أسماعكم من نشره.. وارشفوا كأساً من النظم رويا.. وقالوا في وصف رسول الله: بأنه قرآن يمشي على الأَرْض.. يعني أن كُلَّ الصفات الرائعة للمؤمنين الموجودة في القرآن.. رسولنا الكريم يتصف بها.. أليس كذلك يا صديقتي.. والسَّـيِّد حسين سلام الله عليه، من وجهة نظر أَنْصَـار الله على الأقل، يرونه كأنه قرآنٌ ناطق.. مجازاً.. يعني: صفاته نفسُ صفات المؤمنين التي في القرآن.. وأنه قرينُ القرآن.. في تحركاته.. كأنه قرآن نااااطق.. هل فهمتي.. أم أزيدك شرحاً وتوضيحاً؟!.