وَمَن لم يجعل اللهُ لهُ نوراً فما لهُ مِن نور
الشيخ عبدالمنان السنبلي
يطالبون بتسليم السلاح الثقيل، فقلنا يسلمه جميعُ الأَطْـرَاف لمجلس عسكري متوافق عليه، فخرجوا علينا اليوم مطالبين بتسليمهم لواء العمالقة كشرط لاستئنافهم الحوار!!
بالله عليكم أيُّ الفريقين أَكْــثَـرُ جدّيةً في إنجاح المفاوضات وَإخْرَاج شعبنا الـيَـمَـني من محنته إِلَـى بر السلامة وَالأمان؟!! وَماذا يريدون أصلاً من مطالبتهم بتسليمهم لواء العمالقة؟!!
أنا شخصياً في الحقيقة لا أرى إلا أمرين اثنين من اشتراطهم ذلك، الأمر الأول في حقيقته سياسي، وَأما الثاني فعسكري محض، وَكلاهما لا يصب في مصلحةٍ يمنيةٍ على الإطلاق.
فأما الشق السياسي، فأعتقد أنهم بذلك إنما يريدون وضع العربة أمام الحصان كنوع من المراوغة وَالتملص بغية إفشال الحوار وَذلك لحاجةٍ في أنفس بعض الأَطْـرَاف في حكومة هادي خاصةً بعد أن علموا بنية حليفهم السعودي بالتخلص التدريجي السلس وَالناعم منهم وَالقبول بالتفاهم مع القوى الوطنية في الداخل.
وَأما الشق العسكري، فإنهم في حالة تمكنهم من إفشال العملية السياسية، فسيحاولون جرَّ حليفهم السعودي مرة أخرى إِلَـى ما لم يعد يرغب فيه وَهو استئنافه للعمليات العسكرية واستمراره في عُـدْوَانه على الشعب الـيَـمَـني.
لكن السؤال هنا هو: لماذا لواء العمالقة بالتحديد؟!!
في الحقيقة من لا يعرف لواء العمالقة، فإنه يتمركز في الجبل الأسود في منطقة حرف سفيان وَهي المنطقة الاستراتيجية التي تتوسط أربع محافظاتٍ خاضعاتٍ لسيطرة الجيش وَاللجان الشعبية الرافضين للعُـدْوَان وَهي الجوف وَصعدة وَعمران وَصنعاء، لعلهم بذلك يجدون لهم في حالة إعلان استئناف عمليات العُـدْوَان العسكرية منطلقاً للتوجه باتجاه تلك المحافظات في محاولاتهم اليائسة لإحراز تقدمٍ أَوْ إحداث خرقٍ عسكري في جدار الجبهة الوطنية الصلبة المقاومة للعُـدْوَان بعد أن فشلوا في ذلك من خلال جبهات مأرب وَالجوف وَالفرضة وَميدي..
بصراحة أنا لا أعرف من هم الخبراء العسكريين الذين استعانوا بهم في وضع هذه الخطة وَالتي تنبعث منها روائح الغباء العسكري وَالاستراتيجي لدرجةٍ يكاد يُزكم من حماقتها أنوف المتابعين وَالمطلعين عن قرب!!
أيها الحمقى.. كيف تناسيتم أن صعدة كانت لا تبعد عن مراكز تموضع جحافلكم جميعها قبل أن يتوغل أبطال الـيَـمَـن في العمق السعودي سوى أمتار وَكذلك الجوف على طول خط حدودي يمتد لمئات الكيلو مترات، وَأن صنعاء أسهل وَأقرب إليكم أن تأتوها من مأرب وَفرضة نهم من أن تأتوها من منطقة حرف سفيان، وَمع ذلك كله لم تستطيعوا أن تتقدموا شبراً واحداً منذ أَكْــثَـر من عامٍ كاملٍ من العُـدْوَان، فكيف تحلمون وَتتوهمون بأن تجدوا لكم موطأ قدمٍ في عمق وَكر وَعرين الأسود لتنطلقوا منه أملاً في التمكن من القضاء على كُلّ الأسود؟!! وَهل لديكم أصلاً من الكلاب الضالة – مهما وفرتم لهم من غطاءٍ جوي وناري – من يجرؤ على الدخول إِلَـى عرين الأسود وَمقاتلة الأسود؟!!
على العموم نحن بحمدِ الله وَفضله جاهزون لكل الخيارات، إلا أننا نتمنى أن تضع الحرب أوزارها بين الإخوة الـيَـمَـنيين كمصلحة عليا لنا جميعاً، أما العُـدْوَان الأجنبي، فلا تراهنون عليه بعد اليوم، فقد أوصلناه من الرسائل البطولية طوال أَكْــثَـر من عام ما أستطاع فهمه واستيعابه وَلن يعاودَ الكَرّة مطلقاً، فقد استوعب مرارةَ الدرس وَالتجربة وَلن يعود!!.