“طُـوفان الأقصى” بعد مِئة يوم
فايز البتول
مِئة يوم مرت منذ بدء العملية المباركة “طُـوفان الأقصى” تلك العملية التي سطر فيها مجاهدو حماس والجهاد الإسلامي أروع البطولات وقهروا الجيش الأُسطوري وَأهانوا الموساد الإسرائيلي الرقم الاستخباراتي الأول عالميًّا.
مِئة يوم مرت على عدوان همجي ووحشي دمّـر البشر والحجر والشجر، وحرب لم تُبقِ ولم تذر.
مِئة يوم على عدوان تميز فيه الخبيث من الطيب، واتضح العدوّ من الصديق.
الأيّام الأخيرة من هذه المِئة تعرض اليمن لسلسلة غارات عدائية لأهداف أسمتها بالعسكرية الهامة، أقامت أمريكا الدنيا ولم تقعدها وأعلنت حالة الاستنفار وحاولت بقضها وقضيضها حشد التأييد، وكسب المواقف بالترغيب والترهيب وأطلقت عملية سمتها زوراً وبهتاناً (حارس الازدهار) زاعمةً حماية الملاحة البحرية وتأمين البحر الأحمر، واستحمرت المغفلين بهذا المسمى الذي حقيقته (حماية إسرائيل).
أمريكا وبريطانيا تسمي عدوانها على اليمن (دفاعاً عن النفس) وإسرائيل تسمي عدوانها وتنكيلها بشعب أعزل (دفاعاً عن النفس)، بينما ما يقوم به مجاهدو حماس والجهاد الإسلامي (إرهاباً)، وما يقوم به مجاهدو اليمن في منع وصول السفن التجارية من وإلى إسرائيل (إرهاباً وقرصنةً).
بالطبع لم يؤثر كُـلّ ذلك على ثبات الشعبين اليمني والفلسطيني، ولم يثنهم عن مواقفهم وعن مواصلة طريق الجهاد الذي ارتضوه قدراً ومصيراً.
تباينت مواقف المطبعين والخانعين بين شامت وَمشفق ظناً منهم أن اليمن وفلسطين خسرا المعركة غير المتكافئة -في نظرهم-، يرون أن سقوط الشهداء وتدمير المساكن “خسارة للحرب”، بينما لليمنيين والفلسطينيين رأي آخر؛ فهم يرون أن التضحية والشهادة هما المكسب والتجارة الرابحة، بثقة تعانق السحاب يؤكّـدون وبشكل عملي أنهم في المسار الصحيح وأنهم رابحون وغيرهم هم الخاسرون.
كسب الشعبان اليمني والفلسطيني العزة والشرف والكرامة والإباء، وهذا ما لم يكن يوماً في أخلاقيات وسلوكيات الخانعين والمطبعين والصامتين..
(إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالقرآن وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) صدق الله العظيم.