استراتيجية “أفخاخ العسل” تكتيكُ اليوم الـ 107 لمعركة “طُـوفان الأقصى”
المقاومة الفلسطينية تثبّت معادلات الميدان بالنار..
المسيرة | خاص
يواصلُ أبطالُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية ولليوم السابع بعد المِئة من معركة “طُـوفان الأقصى” البطولية، تصدِّيَها لقوات الاحتلال الصهيوني في محاور التوغل المختلفة من قطاع غزة، وخاضت اشتباكات من مسافة صفر.
في التفاصيل، تقوم المقاومة باستدراج قوات العدوّ “الإسرائيلي” إلى مناطق قتل مُعدة باستخدام تكتيك ما يسمى بأفخاخ العسل “pots honey” من خلال زج مجاهدين في تلك المناطق مدربين على التملص من العدوّ والاختفاء، وإجبار العدوّ على القتال في معركة عوارض حساسة في شمال غزة وتغيير تكتيكاته بعمليات محدودة إلى معارك تتحكم المقاومة بمعظم مفاتيحها.
الموقفُ القتالي والعملياتي ميدانياً:
بات قتال المقاومة يحدّد مناوراتِ العدوّ النارية والهجومية وليس خططه فقط وهذا دليل على الضعف الكبير في المعطيات الاستخبارية الميدانية لدى العدوّ ويدل أَيْـضاً أن العدوّ يقاتل تكتيكياً وتعبوياً (بالحد الأدنى) وليس استراتيجياً.
وفي معارك الـ24 الساعة الماضية، قامت جماعاتٌ من المجاهدين بالالتحام بأفراد العدوّ مما جعل المعركة مجزأة إلى قتال أفراد وجعل نتيجتها النهائية بيد العنصر الأكفأ قتالياً وصاحب المهارة العالية في التسديد والرمي وتطبيق الوثبات القتالية وهذا ما طبق في محور البريج.
وكان النجاح بمحاصرة عدة مجموعات للعدو باستعدادات تتراوح بين الفصيل والسرية في محاور مدينة خان يونس، أثر كبير في حصاد الأحد، وتبنّت سرايا القدس، عمليةَ استهداف بقذائف هاون لمركز قيادة وسيطرة للقوات “الإسرائيلية” في محيط مسجد الشهداء جنوب خان يونس جنوبي قطاع غزة، كما تم استهدافُها تجمعات لجنود وآليات الاحتلال في محاور التقدم شمالي وشرقي مخيم البريج، وذلك بصواريخ 107 وقذائف الهاون.
ورفعت المقاومةُ مستوى جهد أسلحة (المدفعية المنحنية – سلا ح الهندسة القتالي – سلاح القناصة) في مناطق القتل وذلك لتنويع أدوات وأساليب المناورة بالنار وإيقاع أكبر خسائرَ ممكنة بالعدوّ، حَيثُ أعلنت كتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، استهداف تحشداً لآليات الاحتلال المتمركزة شرق رفح “موقع إسناد صوفا” بقذائف الهاون من العيار الثقيل.
وميدانيًّا، تواصلُ المقاومة الإشراف على قسم كبير من حركة ونشاطات واستعدادات العدوّ من خلال الرصد والاستطلاع خلف خطوط العدوّ والاستفادة من الاستثمار الفوري للمعلومات المجمعة ميدانيًّا للإيقاع بأكبر عدد ممكن من جنود وآليات ودبابات العدوّ ومجموعاته المتوغلة.
حرمانُ العدوّ من المعلومات:
تقومُ المقاومةُ بالتأثير على النشاط التكتيكي لسرايا وفصائل العدوّ، من خلال حرمانها من المعلومات الفورية التي تمدهم بها مسيراتهم والتي تمدهم بمعلومات على درجةٍ كبيرةٍ من الأهميّة يستخدمونها للمناورة والحركة في الميدان.
ونشرت كتائبُ القسام مشاهدَ لطائرة (Skylark) التي تمت السيطرة عليها أثناء مهمة استخباراتية لها شرق منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة؛ وهو الأمرُ الذي يجعلُ المقاومةَ تجتهد بالتركيز على تحييد وإبعاد سلاح الهليكوبتر المقاتل (اباتشي) ومنعها من دعم القوات المتوغلة نارياً ومعلوماتياً.
كما تم التركيزُ على حرمان العدوّ من ميزة المعلومات الفورية التي تؤمنها له المسيرات ذات الاستخدام التعبوي والتكتيكي وذلك بتحييدها أَو إسقاطها أَو السيطرة عليها، حَيثُ أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم الأحد، أن مجاهديها سيطروا على طائرةِ استطلاع من نوع درون “EVO Max 4T” خلال تنفيذها مهام استخباراتية في سماء وسط قطاع غزة.
بات التداخل بين عناصر المقاومة المتعرضة والكامنة لجنود العدوّ يؤثر ويشوش بشكل كبير على القيادة والسيطرة التكتيكية للعدو ويفشل الكثير من مناوراته.
استمرارُ أنشطة المقاومة في الحرب النفسية:
تنفِّذُ المقاومةُ عمليةَ إطباق إعلامي ونفسي، من خلال زيادة المحتوى الذي يفضح قتال العدوّ الضعيف، وذلك من خلال تنويع عرض ما وثقته المقاومة في الميدان من عمليات قتل وقنص جنود ونسف تجمعاتهم المحصنة وتدمير دباباتهم وآلياتهم بالأسلحة المناسبة، واستخدام أُسلُـوب جديد في الضغط على العدوّ في قضية الأسرى الصهاينة لدى المقاومة.
حيث حذّرت كتائب القسامِ عائلاتِ أسرى الاحتلال لدى المقاومة، من نفاد الوقت أمام حياة ذويهم؛ بسَببِ مماطلة حكومة نتنياهو في العمل على إنقاذهم.
جاء هذا التحذير في رسالة جديدة أرسلتها الكتائب لعائلات الأسرى، الأحد، باللغات العربية والعبرية والانجليزية، ونصها: “إلى عائلات الأسرى.. الخيار لكم: في توابيت، أم أحياء؟.. حكومتكم تكذب، الوقت ينفد”.
يشار إلى أن فحوى هذه الرسالة تكرّر سابقًا، حين كشفت الكتائب عن أن العشرات من الأسرى الصهاينة لديها أرسلوا بنداءات استغاثة لنتنياهو، تطالبه بإنهاء الحرب حماية لهم من الموت؛ بسَببِ القصف المُستمرّ على القطاع، ثم أظهرت الفيديوهات أن هؤلاء قُتلوا لاحقًا تحت هذا القصف.
ومؤخّراً أعلنت القسام انقطاع الاتصال ببعض الخلايا المسؤولة عن تأمين الحماية للأسرى بعد “قصف إسرائيلي”.
وخرج عشرات الآلاف من “الإسرائيليين”، في عدة تظاهرات الليلة الماضية، ومنها تظاهرة أمام منزل نتنياهو، للمطالبة بعقد اتّفاق يسمح بإعادة الأسرى لدى فصائل المقاومة الفلسطينية.