وكيلُ وزارة شؤون المغتربين علي المعمري في حوار لصحيفة “المسيرة”: مساندةُ اليمن لغزةَ عملٌ عظيمٌ تجاوز قيودَ الهيمنة الأمريكية
المسيرة – حاوره إبراهيم العنسي
كشف وكيلُ وزارة شؤون المغتربين، علي المعمري عن تواصل الكثير من المخدوعين أَو المغرر بهم مع حكومة صنعاء، مبدين إعجابَهم بالعمل الكبير الذي تقوم به القواتُ المسلحة اليمنية في دعم ومناصرة إخواننا في قطاع غزة.
ووصف المعمري مساندةَ اليمن للشعب الفلسطيني بـ “العمل العظيم” الذي تجاوز قيودَ الهيمنة الأمريكية، لافتاً إلى أن هناك فعالياتٍ وتنسيقًا مشتركًا بين أبناء الجاليات اليمنية في الخارج للتعريف بمظلومية اليمن ومظلومية غزة.
إلى نص الحوار:
– مع بدء معركة “طُـوفَــان الأقصى” وردِّ “إسرائيل” بالقصف الوحشي على المدنيين في فلسطين ثم دخول اليمن على خط المعركة لنصرة غزة، كانت المظاهرات وما زالت حول العالم تكشفُ الوجهَ الإجرامي للصهاينة.. ما مدى التنسيق بينكم وبين الجاليات اليمنية التي شاركت في تلك المظاهرات، خَاصَّةً في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا… إلخ؟
لدينا تواصُلُ مع الجاليات اليمنية في الخارج، ومستوى هذا التواصل مع الجاليات جيد، حَيثُ يتم حَثُّهم على التفاعل مع بقية الجاليات العربية والإسلامية لنصرة فلسطين عبر المظاهرات التي تقام في بلدان المهجر.
كما أن أبناء اليمن المغتربين في دول العالم على تواصل وتنسيق مع المنظمات الحقوقية والإنسانية والجمعيات المهتمة بحقوق الإنسان، وفي جانب قضية اليمن فأبناءُ الجاليات اليمنية في الخارج يقومون بدور مميز في تعريف المجتمعات الغربية بمظلومية الشعب اليمني منذ بداية العدوان على اليمن، وذلك بإقامة المظاهرات والوقفات الاحتجاجية ومعارض الصور وغيرها من الأنشطة.
إننا على تواصل مُستمرّ مع أبناء اليمن في الخارج على مستوى الهيئات الإدارية للجاليات اليمنية والناشطين اليمنيين في كُـلّ بقاع العالم لنقل الصورة الصحيحة عن موقف اليمن الثابت من القضية الفلسطينية؛ ما قوبل بالفخر والاعتزاز لدى كُـلّ اليمنيين، حَيثُ عبّر الكثير منهم عما وجدوه من عزة وكرامة بين أبناء الجاليات العربية والإسلامية؛ نتيجةً لموقف اليمن المشرِّف مع فلسطين.
– مع سماعِكم لمداخلات ناشطين في حلقة أقيمت مؤخّراً عن بُعدٍ عن دور الجاليات حول ما أشرنا إليه.. ما حجمُ الحضور اليمني المناصر لفلسطين في بلاد المهجر؟
المغتربون في بلدان المهجر يقومون بجهود متميزة في كُـلّ ما يُفضِي إلى إيصال مظلومية الشعب اليمني والفلسطيني إلى المحاكم الدولية، حَيثُ يتم الاستعانةُ بالخبراء القانونيين والمحامين والحقوقيين لترجمة تلك التحَرّكات في صِيَغٍ قانونية ورسائلَ موجَّهة لمنظمات دولية رسمية.
وهناك تأكيداتٌ بأن الحضورَ اليمنيَّ جيدٌ في كُـلّ فعاليات ونشاطات ومسيرات العالم الحر والتي تناصر القضايا العربية والإسلامية بما فيها مظلومية فلسطين ومظلومية الشعب اليمني الصابر.
لقد كانت هناك مواقفُ واضحة وجميلة لبعض الجاليات اليمنية كالجالية اليمنية في ألمانيا والتي أدانت جرائم العدوّ الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، كما كان لافتاً يوم 11 ديسمبر، وهو يوم الإضراب الشامل لنصرة فلسطين أن أكثر الجاليات حرصاً على تنفيذ الإضراب بعد الجالية الفلسطينية كانت الجالية اليمنية في أمريكا، وهذا شيء يدعو للفخر والاعتزاز.
– الجاليات اليمنية وما تمثله من كتلة بشرية في الخارج بإمْكَانها أن توصل رسالة اليمن على مستوى رجل الشارع والمنظمات والأحزاب والجمعيات الحقوقية والإنسانية والسياسية في تلك البلاد.. هل تستغلون هذا الحضور في جانب التعريف بالقضية اليمنية والموقف اليمني الراهن المناصر لفلسطين كما يجب؟
يمكن توظيف زخم الحضور اليمني في الخارج لإيصال صوت اليمن الحر والتعبير عنه ببذل جهود مضاعفة؛ لتحشيد الأحرار من اليمنيين بجانب أحرار العالم لفضح ممارسات وانحياز الأنظمة الغربية لإسرائيل بكل صلف دون حساب لكل القوانين الإنسانية وما يتم ارتكابه من مجازرَ وحشية لم يسبق أن حدثت منذ الأزل في حق أبناء الشعب الفلسطيني ومع حصار وتجويع غير مسبوق، وما عاناه اليمن من ظلم وعدوان وحشي خلال فترة تسع سنوات وما يمثله ذلك من الاستخفاف بكل القوانين الدولية في مجال حقوق الإنسان.
وفي الآونة الأخيرة يتم التركيزُ على الجاليات اليمنية في أُورُوبا وأمريكا وكندا والتي تقومُ بدور محوري بالتضامن مع أبناء المجتمعات الغربية الرافضين للممارسات الإسرائيلية والعدوان الوحشي على غزة، كما نحن على تواصل مع بقية الجاليات مع ما يستجد من أحداث وإن كان هذا غير كافٍ، حيثُ إن مَدَّ جسور الارتباط الوثيق مع أبنائنا في الخارج مهم جِـدًّا للطمأنينة على واقع حياة المغترب اليمني ومدى تمتعه بحقوقه هناك.
– ما الانطباعات والرسائل التي تصلكم من الخارج؟
هناك شعورٌ عارمٌ بالرضا من موقف صنعاء الأخلاقي والشجاع والثابت، لقد أصبح اليمني في بلدان الاغتراب وكما اعتز إخواننا العرب والمسلمين بموقف صنعاء المناصر لغزة والشعب الفلسطيني يعتز مغتربونا وأبناؤنا في المهجر بقوة المواقف المشرفة التي تترجمها صنعاء بمؤازرة الشعب الفلسطيني ويشعرون بالفخر والاعتزاز.
يتواصل بنا الكثير من اليمنيين في بلاد المهجر، منهم من يؤيدون مواقف صنعاء منذ البداية، حَيثُ يعطوننا انطباعات مفعمة بالفخر وما يلاقونه من احترام وتقدير عاليَّين من الإخوان العرب والمسلمين؛ لأَنَّ صنعاء قامت بعمل عظيم تجاوزت فيه قيود الهيمنة السياسية العالمية للأمريكان، بل كسرت قيودَ المحظور؛ لتضرب وتحاصرَ “إسرائيلَ” التي طالما استخدمها الغربُ لإذلال العرب والمسلمين.
حتى إن الكثيرَ ممن كان يعارضون صنعاء عن جهالة، يتواصلون معنا ليعبِّروا عن امتنانهم لنصرة فلسطين، بل يتحدث بعض أُولئك المعارضين وهم يعملون في أعمالٍ تجارية كالمطاعم مثلاً، ويخبرونا أن هناك انتعاشًا في أعمالهم، حَيثُ يميل العرب للتعامل معهم كنوع من رَدِّ الجميل لأبناء اليمن، والمواقف من هذا كثيرة.
– الحملة الوطنية لنصرة الأقصى نظمت عدة فعاليات منها عقد.. هل تتوقعون استمرارها؟
بالتأكيد نحن عازمون بإذن الله على عقد العديد من الندوات واللقاءات مع رؤساء وأعضاء الجاليات اليمنية في الخارج والناشطين اليمنيين في مختلف بلدان العالم، حَيثُ يتم التركيز حَـاليًّا على الجاليات اليمنية المتواجدة في المجتمعات الأُورُوبية وأمريكا وكندا؛ لتعريف أبناء تلك المجتمعات بما تمارسه دول الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا من ازدواجية في المعايير فيما يخص حقوق الإنسان والقانون الدولي.
– تحدثتم عن تشكيل لجنة فنية وإعلامية بوزارة شؤون المغتربين للقيام بمهام متعلقة بالمغتربين ودورهم الأَسَاسي بالخارج.. ما الذي ستضيفه تلك اللجان؟
اللجان الفنية والإعلامية التي تم التوصيةُ بإنشائها في وزارة شؤون المغتربين هدفُها القيامُ بدور أكبر مع الجاليات وحَثُّها على المشاركة الفاعلة في كُـلّ الفعاليات وكل النشاطات داخل مجتمع المهجر والقيام بإيصال مظلومية الشعب اليمني والفلسطيني للرأي العام العالمي بقوة تأثير تتجاوز النشاط البسيط أَو المحدود.
– برأيكم.. كيف بالإمْكَان تفعيل دور ما نسمِّيه الدبلوماسية الشعبيّة للمغتربين والناشطين في الخارج؟
الدبلوماسية الشعبيّة للمغتربين والناشطين في الخارج تقوم بدورها منذ بداية العدوان على اليمن وتقوم بدور إيجابي في أوساط المجتمعات الغربية، وإن كان تأثيرها ليس واسعاً، لكنها مع مرور الوقت توصل رسالة وتستطيع أن تخلق تأثيراً فاعلاً مع زخم وتكثيف النشاط وتوظيف المواقف والأحداث خدمة للصالح اليمني بالتنسيق وتدارس النشاطات وترتيب التحَرّكات وما تحتاج إليه من وسائل وإمْكَانات توظّف توظيفاً مناسِبًا.
– أخيرًا.. كيف يقيِّمون فاعليةَ وتأثيرَ أبناء المهجر في أمريكا وعدد من الدول الأُورُوبية نُصرةَ للقضية الفلسطينية؟
الناشطون اليمنيون -الذين تم استضافتُهم في الحلقة النقاشية الأخيرة لوزارة شؤون المغتربين- أجمعوا على ضرورة التنسيق مع الداخل للقيام بدور إيجابي أكبر وأقوى تأثيراً لمناصرة قضايا الأُمَّــة.
لقد تحدثوا عن دورِ أبناءِ الجاليات العرب واليمنيين في تعرية السياسة والمواقف الأمريكية، بل وفضح السلوك الأمريكي المتماهي مع “إسرائيل”، والذي يعبر عن حقيقة العجز الأمريكي، كما أشار إلى ذلك الناشط طارق الجنيد من الصين.
وبالمثل تحدث ناشطون من ألمانيا عما قام به، هناك تحالف “حقوقيون عرب” بدعوة الأمم المتحدة لإعلان الفظائع التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة بمثابة إبادة جماعية، ضمن رسالة وتقرير مفصل موجه للمنظمة الدولية يؤكّـد أن إسرائيل مجرمة العصر، وهذا الفعل هو خطوة متقدمة تحتاج للمزيد من التوظيف والدعم.
كما تحدَّثوا أن هناك ضعفًا في التنسيق بين الداخل والمغتربين في بلاد المهجر، وهذا ما يجب تلافيه بتوظيف التكنولوجيا، ووسائل التواصل الاجتماعي التي أثبتت نجاحَها في تعريف العالم بحقيقة ما يتم من إبادة بحق الشعب الفلسطيني، وهو ما ينبغي توظيفُه للتعريف بحجم الإجرام الذي طال اليمنَ وشعبَه الحر؛ أي إنه لا بُـدَّ من إعطاء هذه الوزارة اهتماماً كافياً لتقوم بما يجب أن تقوم به؛ فدور المغتربين والجانب الدبلوماسي متكامل، وهذا التكامُلُ يعطي الموقفَ والتحَرُّكَ اليمني مع مرور الوقت الكثير من القوة والتأثير.