التصنيفُ الأمريكي بالإرهاب توجُّـهٌ لثني اليمن عن موقفه المساند لفلسطين

 

عبدالحكيم عامر

في خطوةٍ أثارت جدلاً واسعًا، قامت الإدارة الأمريكية بإصدار قرار يصنف أنصار الله في اليمن، كمنظمة إرهابية، وعلى الرغم من أن هذا القرار لا يحمل أية قيمة فعلية أَو فاعلية في الواقع، إلا أنه يكشف عن الوجه الإرهابي والإجرامي للسياسة الأمريكية ويؤكّـد على استهداف أي بلد يدعم الشعب الفلسطيني ويعارض السياسات الأمريكية والإسرائيلية.

من الواضح أن القرار الأمريكي ليس سوى تصعيد سياسي فارغ من المحتوى، يهدف إلى تضليل الرأي العام وتبرير السياسات الفاشلة.

النظام الأمريكي، الذي يعتبر نفسه وصيًا ومهيمنًا على دول وشعوب العالم، يرتكب بشكل مُستمرّ جرائم ضد الإنسانية وينتهك القوانين السماوية والبشرية والدولية، يستخدم القوة لنهب ثروات الشعوب ويسعى لترويع العالم وفرض إرادته بكل السبل الممكنة.

وقد يتساءل البعض عما إذَا كانت لائحة الإرهاب الأمريكية ستؤثر على أنصار الله وعملهم، إلا أن هذا التصنيف يمكن أن يعكس تأثيراً عكسيًا، حَيثُ قد يزيد من تحَرّكهم ضد القوى العدوانية بأريحية أكبر ويعزز قدرتهم على التعامل وفقًا للأُسلُـوب المعتمد في اللائحة الجديدة

القوى المقاومة للظلم والاحتلال تجد دومًا سبلًا للتصدي والمقاومة، وتظل تعمل ضمن إطار القانون والعدالة الدولية.

حيثُ ويعتبر قرار التصنيف الأمريكي استمراراً لتخبط الإدارة الأمريكية سياسيًّا وعسكريًّا في مواجهة التدخل اليمني لنصرة غزة ورفع الحصار عنها، فقد فشلت الضغوط والضربات العسكرية الأمريكية في تحقيق تأثير يُذكر على الموقف اليمني المساند لأبناء فلسطين، وبالتالي فَــإنَّ هذا التصنيف الجديد يعتبر محاولة شكلية لتغطية هذا الفشل.

ولا يمكن أن يغير التصنيف الأمريكي الجديد شيئاً من موقف اليمن الداعم لفلسطين، بل على العكس، يُعتبر هذا التصنيف وسامًا لشرف اليمن لمساندته المقاومة الفلسطينية في غزة، فالعدوان الأمريكي على اليمن قد حصل بغض النظر عن وجود تصنيف رسمي، وتظل السياسات الأمريكية الاستكبارية ودعمها لكيان الإجرام الصهيوني تجعلها الراعية الحقيقية للإرهاب.

وفي الأخير، إن إدراج أنصار الله في لائحة الإرهاب لن يثنيهم على دعمهم للقضية الفلسطينية، بل سيزيدهم إصراراً وتصميمًا في مواجهة القوى العدوانية، فإذا كان الوقوف مع الحق الفلسطيني والشعب الفلسطيني يعتبر إرهاباً وفقًا للمعايير الأمريكية، فليحمل التاريخ شهادة بأن كُـلّ اليمنيين وكلّ أبناء الأُمَّــة الإسلامية وكلّ أحرار العالم إرهابيون من وجه نظر أمريكا أمر الإرهاب.

ويجب أن ندرك أن القرار الأمريكي بتصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية لا يمتلك أية قيمة حقيقية ولا يغير من موقف اليمن وشعبه.

إنَّ استمرار العدوان الأمريكي والسياسات الاستكبارية ستظل العوامل الحقيقية وراء الإرهاب والاضطراب في المنطقة، يجب على العالم الوقوف في وجه هذه السياسات الأمريكية الاستبدادية والإرهابية، ودعم الشعوب المظلومة والقضية الفلسطينية، وذلك؛ مِن أجل إحلال السلام والعدالة في المنطقة والعالم بأسره.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com