فشلُ القوى الدولية العظمى أمام ثبات اليمن مع فلسطين وحماية الملاحة الدولية في العربي والأحمر

 

فتحي الذاري

تتباين التصريحات الدولية والتي تسفر عن مخاضٍ متعسر وتناقضات فاضحة أمام أولوياتها في المصالح الاستراتيجية؛ ففي سبتمبر 2023م الماضي تأتي تحذيرات عالمية من التواجد الأمريكي في البحر الأحمر من خلال تصريحات الرئيس بوتن من أن تصعيد الوجود العسكري الأمريكي في البحر الأحمر قد يؤدي إلى زيادة التوترات الإقليمية، وهو ما يعزز احتمالية اندلاع صراعات وتصعيد عسكري في المنطقة، وقد أعرب بوتن عن استعداد روسيا لاتِّخاذ إجراءات للحفاظ على أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية في مواجهة أي تهديد محتمل.

والتصريحات الصينية من أن التواجد الأمريكي في مضيق باب المندب يهدّد مصالحها التجارية واستعدادها في ملء الفراغ المحتمل في حين أن البوارج البحرية وحاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية والإيطالية والقوة البحرية الفرنسية والتحالف الغربي في مسار تكتل دولي إرهابي إجرامي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ألم يكن هذا تهديداً للأمن القومي في الشرق الأوسط؟ أليس الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني تهديداً للاستراتيجية الروسية والصينية وأمنهما القومي، أليست أمريكا هي الحليف الاستراتيجي للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي؟ أليست أمريكا من يهدّد الأمن القومي الروسي من خلال حلف الناتو والقواعد العسكرية في اليونان وأوكرانيا؟

أليست أمريكا من تدبر التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط؟ أليست اليمن التي تقوم بمنع سفن الملاحة البحرية للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي، تزامناً مع عدوان الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟ أليست شعوب العالم بأكمله خرجت إلى الساحات للتنديد والاستنكار بالإجرام الإرهابي الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي على الشعب الفلسطيني وحرب الإبادة وحصارهم من الغذاء والدواء والمياه؟

ألم تستنكر الأنظمة الدولية وكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم والعمل على رفع الدعاوي الجنائية الإجرامية الإرهابية ضد العدوان الصهيوني والمرتكبة في حق الشعب الفلسطيني؟ أليست جرائم ضد الإنسانية؟ ألم يقتل الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني والتحالف الغربي بقيادة ومساندة الولايات المتحدة الأمريكية عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ في حرب غزة؟

ألم يكن هذا تهديداً قومياً للشرق الأوسط والعالم؟ ألم يكن هولكست نازيًّا فاشيًا في حق أبناء الشعب الفلسطيني؟ ألم يكن دور الولايات المتحدة الأمريكية دوراً إرهابياً منظماً وتعمل على خراب الأوطان؟ وهنا نقطة التحول في سياسة الصين وروسيا من خلال المعطيات المقترحة من الولايات المتحدة الأمريكية في تنفيذ ضربة جوية على اليمن في مجلس الأمن وتجاهل إعلان اليمن من خلال الناطق الرسمي للقوات المسلحة في الجمهورية اليمنية العميد يحيى سريع، عن استمرار القوات المسلحة اليمنية القوة البحرية استهداف السفن البحرية للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي من مياه البحر الأحمر والبحر العربي، وما أكّـده فخامة رئيس الجمهورية اليمنية المشير مهدي المشاط، بأن الملاحة البحرية إلى كُـلّ الأوجه آمنة دون ذات العلاقة بالاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، ولكن تجاهل كُـلّ الأحداث التي كانت هي وتيرة التصعيد في المنطقة والاتّجاه إلى قضية استهداف سفن الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني والمساومة الصينية الروسية في الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن تأهيلاً للولايات المتحدة الأمريكية في مسار السياسة العدائية والمصالح الاستراتيجية!

ألم يكن مجلس الأمن متواطئًا ويتعامل من خلال معايير مختلفة، وأن العدوان الأمريكي البريطاني على الشعب اليمني لن يكون مجازاً أَو سهلاً!! فالشعب اليمني في كُـلّ أنحاء اليمن المتوكل على الله عز وجل، المفوض للقيادة الرشيدة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- كان هذا هو الرد اليمني الرسمي والشعبي على قراراتكم.

ثابتون مع فلسطين، وأمريكا أم الإرهاب، تسعى في الأوطان خراب، وبقيَت القوات البحرية اليمنية ماضية في تشديد الحصار على إسرائيل ولن يؤثر فيها قرار مجلس الأمن الذي صمت عشرة أعوام عن المذابح التي كانت ترتكبها أمريكا وتحالفها الخليجي بحق أطفال اليمن.

مجلس الأمن هذا الذي لم يكلف خاطرهُ ويتحَرّك لاتِّخاذ قرار يدين إسرائيل خلال ٧٥ عامًا من ارتكاب المذابح بحق الشعب الفلسطيني، وآخر هذه المذابح محرقة غزة الحالية.

الشعب اليمني يعتبر أن مجلس الأمن تحت حذائه هو وقراراته.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com