أمريكا وكرُ الإرهاب
احترام عفيف المُشرّف
بدايةً وقبل كُـلّ شيء قلناها سابقًا وسنقولها اليوم وغداً، وحتى قيام الساعة لو رضيت عنا أمريكا لشككنا بإيماننا، وهذا هو المقياس الذي نقيس عليه إن كنا على الحق أَو على الباطل، أما أن تصنفنا بقائمة الإرهاب فهذا ميزةً لنا لا علينا وليس هذا بجديد فقبل أربع سنوات قام المختل ترامب بوضع أنصار الله في لائحة الإرهاب، بعدها بشهر بايدن يلغي قرار ترامب ويخرجهم من لائحة الإرهاب بعد أن أدركوا أن هذا القرار ليس في مصلحتهم.
اليوم يأتي هذا الزهيمري بايدن ويعيدهم إلى لائحة الإرهاب، ليصنفونا ما شاءوا؛ فتصنيفهم لن يغير بالأمر شيئًا، ولا يعني لنا شيئًا، أمريكا هي من خَلقت الإرهاب ولقنته دروسها الشيطانية وألبسته عباءتها المتطرفة العنصريّة غير القابلة للآخر، وهي من أطلقته في أرجاء المعمورة وإن كان نصيب بلاد المسلمين منه هو الأكبر، كيف لا ومخطّطها أن تلصق ذاك الوليد النكرة بالإسلام وبحركات المقاومة التي تقوم ضدها وضد الصهاينة، أمريكا أم الإرهاب ومربيته ومرضعته وعرابته ومنشآته، وحيثما وجدت أمريكا وجد الخوف والقتل والتدمير، وما إسرائيل وداعش وطالبان إلا نباتات أمريكا الزقومية التي أينما زرعتها حَـلّ الويل والدمار.
تأتي من هذا تاريخها لتصنفنا بالإرهابيين لماذا إرهابيون؛ لأَنَّنا وقفنا مع غزة لماذا إرهابيون؟ لأَنَّنا وحينما انقرض الضمير الإنساني وسدت الآذان وعميت أبصار البشرية كلها عما يحدث في غزة، لم يمت فينا الضمير وقلنا لهم لستم وحدكم لماذا إرهابيون؟ لأَنَّنا لم نمر على مناظر القتل الوحشي بحق الشعب الفلسطيني مرور من لا شأن له ولا حول ولا قوة له، بل وقفنا وقفة الحق ولم نكتفِ بالهتافات، أين العرب أين المسلمين!! لماذا إرهابيون؟ لأَنَّنا لم نتقاعس عن نصرة غزة ولم نرضَ بالذل والخذلان لهم.
لماذا إرهابيون؟ لأَنَّ اليمن رفض التدجين والاستكانة؛ لأَنَّ اليمن رد على النار الموجهة إلى غزة بنار مثلها إلى إيلات وواجه التصعيد على غزة بالتصعيد في البحرين الأحمر والعربي، ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم به، السن بالسن والجروح قصاص.
لماذا إرهابيون؟ لأَنَّ ضرباتنا التي وجهت للعدو الصهيوني قد أوجعتهم وكان لها أثرها فيهم وفي حلفائهم، وقد أورثتهم ضرباتنا الخوف والجزع مما يمكن أن يفعله اليمن.
وهذا التصنيف فيه رد لكل من قال إن ما يقوم به اليمن في البحر الأحمر والعربي، لم يؤثر على أمريكا ولا على إسرائيل في أي شيء وبهذا القرار انكشف القناع أن أمريكا أوهن من بيت العنكبوت، فخرجت بهذا البيان الذي لن يغير أي شيء ولن يقدم أَو يؤخر بالنسبة لليمن الذي أصبح يعرف أن الجميع مشترك بإراقة دم أبناء غزة واليمن.
يقول السيد حسين بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- بتاريخ 9/1/2002م: “لماذا المجاهدون “إرهابيون” في نظر أمريكا؟ أنت تعرف عدوك وماذا يعمل، أنت تعرف عدوك ماذا يريد منك، يريد أن يلغي روح الجهاد من داخلك، يريد أن يمسح روح الجهاد من أوساط أمتك، ألغيت كلمة [الجهاد] في مواثيق [منظمة المؤتمر الإسلامي]؟ أي مجموعة الدول الإسلامية التي وصلت إلى قرار عدم التحدث عن الجهاد، ألم تغب كلمة[الجهاد] في أوساط المسلمين؟ على يد من غابت؟ على يد اليهود، هم الذين يفهمون كيف تترك المصطلحات القرآنية أثرها في النفوس فيعملون على إلغائها، يعملون على نسفها من التداول في أوساط المسلمين.
ثم تتطور المسألة لديهم أن يصبح المجاهد إرهابياً، أي ينظر إليه نظرة قلق، وأنه شاذ في هذه الأُمَّــة، فهو إرهابي يجب أن يزال، يجب أن يُسلم لأمريكا! يريدون أن تنسف روح الجهاد، ثم ليغيب المجاهدون عن المجتمع تحت عنوان أنه إرهابي فمتى ما قالوا: هذا إرهابي خذوه، هذا يعني نسفًا للجهاد والمجاهدين، للجهاد من داخل ثقافة الأُمَّــة وفكرها، وللمجاهدين من وسط الأُمَّــة وصفوفها.
حالة رهيبة جِـدًّا، حالة خطيرة جِـدًّا، فلنفهم بأن التقصير فيها ليس عادياً، التقصير في النظر إليها، التقصير في الاهتمام بها، ولا يتصور أحد بأنه ليس في استطاعته أن يكون فاعلاً في ميدان مواجهة هذا الفريق كُـلّ مسلم يستطيع أن يعمل، وكلّ مسلم يكون لعمله أثر، الحالة التي تترسخ عند الناس أنه [ماذا سنفعل بهم؟ ما هو جُهدنا أمام قوتهم؟]، ألسنا نقول هكذا؟ الله يعلم أن كتابه هذا سيسير في أُمَّـة وسيلاقي صفوفًا من هذا النوع؛ لكنه يعلم بأن باستطاعة عباده المؤمنين أن يعملوا الشيء الكثير الذي يؤهلهم إلى درجة أن يقهروا أعدائه، ألم يضرب شواهد في واقع الحياة؟”.