فاطمياتُ الهُــوِيَّة والهوى

 

أم يحيى الخيواني

السلام على الطهرِ والنقاء، السلام على العفةِ والوفاء، السلام على رمزِ الجهاد والعطاء، السلام على قرةِ عين المصطفى، السلام على أمنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول الزهراء.

إن الكتابة عن سيدة نساء العالمين يحتاج إلى كتب وَمجلدات ولن نستطيع أن نوفيها ولو الجزء البسيط من عظمة هذه المخلوقة الملائكية، فسيرتها العطرة -عليها السلام- قبسٌ لكل اليمنيات السائرات على نهجها، ولكننا نأمل من الله التوفيق بأن ندلي بجزء بسيط من عظمتها مما بلغت ذروة الكمال الإنساني في كُـلّ المجالات، في علمها وعملها وحياتها وتربيتها لصغارها وحنانها عليهم وفي أعمال المنزل التي داومت عليها، وهي صاحبة النسب الشريف من السلالة الطاهرة والمكانة العظيمة، رغم ذلك لم تتكبر عن هذه الأعمال الشاقة فقد طحنت بالرحاء حتى مجلت يداها الشريفتين، ومسحت وكنست الغبار وقامت بكل الأعمال الكثيرة دون كللٍ أَو ملل، وكان لها شرف عظيم أن عَلَمها خاتم المرسلين تسبيح؛ ليزول عنها كُـلّ ما تعانيه من تعب وسُمي بتسبيح الزهراء-عليها السلام-وجاهدت مع أبيها وهي صغيرة، وكانت تحن على أبيها حتى لَقبها رسول الله بـ”أم أبيها” البتول الزهراء كانت بحق السند والمدد لرسول الله، ودعوته الإسلامية التي جاءت لتخرج الناس من الظلمات إلى النور لتكون عونًا لأبيها في عام الحزن الذي خيم على رسول الله وحتى وفاته-صلوات الله عليه وآله-.

الزهراء هي نعم القُدوة وَالأسوة الحسنة في كُـلّ المجالات التي تخص كُـلّ النساء المؤمنات والاقتدَاء بها-عليها السلام- هو شرف وعز لكل اليمنيات، ولكل المؤمنات في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، فقد جسدت معنى الجهاد والتضحية والبذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله بكل ما تملك.

نقول لكِ يا مولاتي الزهراء: إن حرائر اليمن قد سرنَّ على نهجكِ وَخطاكِ في مقاومة هذا العدوان الغاشم على بلدنا، لقد قدمنَّ الغالي والنفيس من المال والأولاد؛ للدفاع عن يمن الإيمان والحكمة، وما زادهن ذلك إلا صمودًا ونصرًا وعِزا بفضل الله سبحانه وتعالى، والعالم اليوم يشهد ويعلم من هو اليماني؛ فوراء كُـلّ مجاهد عظيم أم أَو زوجة أَو أخت أَو ابنة دفعت به للجهاد، وهي تعلم وتعرف حق المعرفة أنهُ لن يعود إلا بإحدى الحُسنيين أما النصر أَو الشهادة في سبيل الله وهو أسمى وأغلى أمانينا.

الشعب اليمني في ظل المسيرة المباركة قد رجع إلى أعلام الهدى من جسدوا الصمود والبذل والعطاء وضحوا بأنفسهم رخيصة في سبيل إعلاء كلمة الله، وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، كالإمام علي وشجاعته وسيدا شباب أهل الجنة وزينب الكبرى-عليهم السلام-وكلّ من سار على هذا النهج من آل البيت الكرام، فكيف لا نمضي على هذا الدرب وقادتنا وعظمائنا شهداء خاضوا المعارك مع العدوّ بكل شجاعة وإيمان بالله القوي الجبار القادر على كُـلّ شي! واليوم ومنذ بداية مسيرتنا القرآنية العظيمة كانت وما زالت فلسطين وتحرير الأقصى الشريف هي قضيتنا الأولى، و”طُـوفان الأقصى”، وما حقّقه من انتصارات تثلج صدور قوم مؤمنين بالتنكيل بالغدة السرطانية الكيان الغاصب-لعنهم الله-من تشدقوا وتغنوا بحقوق الإنسان وحقوق الطفل وغيرها الكثير والكثير، لكن الله فضحهم وأخرج ما تكتم في صدورهم من غلٍ وحقد على المسلمين، وجرائمهم اليوم خير شاهد على ذلك، كم رأينا آلافَ الأطفال مقطعي الأشلاء، ونساء ثكالى تحت الركام.

ها هم الشهداء اليوم في فلسطين أصبحوا قوافلَ تلو قوافل، وما زادهم ذلك إلا صمودًا وثباتاً؛ لأَنَّهم يعلمون ويعلم العالم أجمع أنهم يدافعون عن أرضهم وعرضهم، وعن القدس المغتصب الذي عانى من الاحتلال طيلة كُـلّ هذه الأعوام، فلا بدَّ أن ينجلي الظلام ويعم السلام ولن يحدث ذلك إلا بتضحيات كبيرة، لذا كلنا وما نملك فداء للقدس مسرى الرسول الكريم، وموقفنا اليوم مع أبناء غزة والأقصى الشريف هو موقف كُـلّ الشرفاء وَالعظماء الذين لا يخشون أحدًا إلا الله، فقد استمددنا قوتنا وثباتنا وصمودنا من القوي الجبار القادر على كُـلّ شيء، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم).

ختامًا سلام الله على قيادتنا الحكمية، ولكل المجاهدين الشرفاء والشهداء العظماء، نقول لهم هنيئًا لكم هذا الوسام والشرف العظيم، ونحن على العهد باقون وعلى النهج سائرون، نهج رسول الله وآل بيته، من أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com