اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ
علي رقبان
لا أمر لله يعصى، العظيم المنزه ذو الجلالة، رب الفتح والنصر، رب الأرض والسماء والبحر، وقد استجاب اليمني للأمر الإلهي بنصره للحق ولهزيمة حلف الشر، وقد مكنه رب العالمين بعصا الإيمَـان والدين، وعصا الصبر والتمكين، وخير دليل هي أحداث البحر.
إن الحملة الصهيونية العالمية وجهت ثقل شرها نحو الأُمَّــة بالهيمنة العسكرية تحت مسميات وشعارات كاذبة مثل العولمة والحداثة والتقدم والازدهار ونقل الحضارة والسلام والحرية، لكن كُـلّ هذا كذب يعرفه كُـلّ ذي لب وقلب، ففي الوقت الحاضر قامت الصهيونية العالمية بتجهيز حلف عسكري بقيادة قرني الشيطان أمريكا وبريطانيا لمحاربة حرية اليمن والأمّة ولمحاربة تقدم وازدهار اليمن والأمّة تحت مسمى حلف “حماة الازدهار”، وعن أي ازدهار يتحدثون!، اعتقد ازدهارنا في الخضوع والذل لقوى الشر الصهيونية، وأن نخاف من عصا الصهيونية الشيطانية وهي الضرب والحرب، لكن ما يجهله هؤلاء أن عصا الله معنا ويد الله مبسوطة لعباده المؤمنين، ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ صدق الله العظيم.
إن المتابع لمجريات الأحداث تاريخيًّا يرى أن اليمن كانت تحت مطمع العين الأمريكية والبريطانية ففي القرن التاسع عشر احتلت بريطانيا عدن ومعظم أجزاء جنوبي اليمن تحت ذريعة حماية التجارة والملاحة البحرية لسفنها بعد أن ادعت أن السفينة “داريا دولت” هوجمت من سواحل عدن، وتكرّر المشهد عبر اختها أمريكا بمحاولة احتلال اليمن في مطلع القرن تحت ذريعة هجوم المدمّـرة الحربية “يو إس إس كول” تارة وتحت محاربة القرصنة تارةً أُخرى، ثم يتكرّر المشهد بعد “طُـوفان الأقصى” بعد أن أعلن اليمن موقفه من العدوّ الصهيوني الابن غير الشرعي لأمريكا وبريطانيا، وذلك من خلال منع سفنه من المرور عبر بحار اليمن في موقف مناصر للحرية والازدهار؛ فعادت بريطانيا وأمريكا إلى أعمالها الإجرامية من خلال دعم العدوّ الصهيوني ومحاربة كُـلّ من يقف في وجه هذا الشر؛ مِن أجل استمرار بقاء العدوّ الصهيوني المحتلّ، لكن هيهات هيهات.
أخيرًا نقول لكم جملة قالها لكم شعب اليمن من الميادين والساحات: “ما نبالي.. ما نبالي.. واجعلوها حرب كبرى عالمية”.