إذَا لم نواجهْ الباطلَ فسنساق جنوداً لأمريكا في مواجهة الحق
خالد عوض أبو شلفاء
هكذا سمعنا الحقَّ وهو يتساقط إلينا كالدرر، ورأينا بأُمِ أعيننا الأحداثَ الكثيرةَ والمؤلمة والدامية، وشاهدنا الحقائق التي لم نكن نصدقها ولم نكن نحلُمُ بأنها ستحدث لبشاعتها وفظاعتها، ومنها هذه العبارة التي أطلقها الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه-، وهو يتكلم بكل حُرقةٍ وهو يرى حركات أمريكا وإجرامها وهي تكشر أسنانها وكأنها رأت فريستها بكل سهولة، وتوجّـهها للسيطرة التامة على مقدرات هذه الأُمَّــة ومسخها واستعبادها، فكان من المبادرين الذين يحملون الشعور بالمسؤولية لإنقاذها وتخليصها مما قد وصلت إليه من التيه والضياع؛ فقدم المشروع الاستباقي الذي صنع لدى أنصار الله المنعةَ القويةَ لمواجهة العدوّ الصهيوني قبل أن يشتدَّ عودُه وساعدُه في اليمن ليجعلَ منهم نموذجاً لبقية الشعوب المسلمة.
وقد رأينا ورأى العالم كُلُّهُ ثمرةَ هذه الكلمات وَهذه التربية والجهود التي بُذلت لتحصينِ الناس وإشعال الروحية الجهادية ومعرفة العدوّ على حقيقته كما قدمه الله في كتابه، وفعلاً لو نجلس فترةً طويلة نتأمل هذه العبارة ونقلّبها يميناً ويساراً لرأينا ما يجعلنا نقول بأنه لم يمضِ إلا يومٌ أَو يومان من تقديمها، وكأن هذا القائد العظيم يرى الأنظمة المطبِّعة والعميلة التي خلعت دينَ الله ورمت به من على أكتافها وحملت بدلاً عنه ما أملاه أعداء الله عليها؛ فألبسهم الله ثوب الذل وسلّط عليهم من يسومهم سوء العذاب.
وقد رأينا النظامَين السعوديّ والإماراتي وغيرهم من المجرمين ماذا يعملون لليهود وما يقدمونه لهم من الأموال والجهود، بل ويقدمون نفوسَهم وشعوبهم ليتلقوا الجفاء والتعب ويقدمون صدورهم للموت بدلاً عنهم، ويتسابقون على من يظهر المخلص في خدمتهم كما قال الله: (يُسَارِعُونَ فِيهِمْ).
بل رأينا الكثير منهم يساقون سَوْقاً إلى مواجهة إخوتهم وأبناء جلدتهم كما قال الشهيد القائد -رضوان الله عليه-، وهذا ما حصل للكثير من الناس على مدار التاريخ من الذين سمعوا توجيهات الله؛ ففرطوا أَيَّـامَ الإمام علي -عليه السلام- وأيام الإمام الحسين فلم يرضوا أن يتحَرّكوا مع الله ويواجهوا أعداء الله، رأيناهم يساقون لمواجهة الحق وأهل الحق، ورأينا يزيد الخمر وهشام المنكر و”إسرائيل” القتل والدمار هم من يبرزون ويأمرون وينهون ويقرّرون كيفما أرادوا بدلاً عن محمد وعلي والحسين وزيد وغيرهم من الأعلام الطاهرين.
مشكلةٌ كبيرةٌ عندما يرى الإنسان نفسه في ميادين نصر الباطل في مواجهة الحق بعد أن كان محسوباً عليه، فلذَلك لا بُـدَّ أن نعرفَ أن الله -سبحانَه وتعالى- خلقنا في الدنيا وحملنا مسؤولية أن نقدِّمَ دينَ الله ونُظهِرَه للأمم كلها لنقدم شهادةً على عظمة ما نحن عليه وننطلق بكل جدية لإظهار الحق وإماتة الباطل، ونجنِّدُ أنفسَنا مع الله لنحظى بالعزة والكرامة والفوز في الدنيا والآخرة، وقد رأينا آيات الله التي يخجلُ الإنسان عندما يرى أمامه المجاميع القليلة العدد والعدة هي من تحاصر القوى الكبرى التي طالما تكبرت وتجبرت وأخافت الناس وأرهبت الأُمَّــة، نراهم منكسي الرؤوس يجرون أذيالَ الخيبة والهزيمة.
وإذا لم نشرّف أنفسنا بهذا الشرف ونعتز بهذه العزة ونَحْنِ رؤوسَنا سُجُوداً لله وشكراً له؛ فَــإنَّنا سنرى أنفسَنا مثلما قال الشهيد القائد نساق جنوداً لأمريكا في مواجهة الحق.