الإرهابُ صناعةٌ أمريكية

 

محمد علي الحريشي

الإرهاب هو مصطلح سياسي أمريكي تستخدمه الإدارة الأمريكية لتحقيق أهدافها في السيطرة على الشعوب العربية والإسلامية لتنشر الفوضى بين مكوناتها السياسية والاجتماعية، تستخدم أمريكا ورقة الإرهاب لتمزيق وحدة العرب ونهب ثرواتهم وسلب حرياتهم، الأهداف العليا للإدارة الأمريكية من استخدام ورقة الإرهاب، هي تحقيق هيمنتها وبسط نفوذها على المنطقة العربية ونهب ثرواتها والسيطرة على طرق التجارة العالمية، تهدف أمريكا من استخدام ورقة الإرهاب للحفاظ على مكانتها الدولية كقوة مهيمنة على مستوى العالم، ضمن الأهداف الأمريكية حماية الوجود اليهودي الصهيوني في فلسطين، اللوبي اليهودي الصهيوني موجود داخل منظومة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية وهو المسيطر على صناعة القرار وتوجيه السياسات الأمريكية، يتكون اللوبي اليهودي الصهيوني في أمريكا من قيادات يهودية يمثلون كبرى الشركات التجارية والمؤسّسات الاقتصادية والإعلامية والمراكز البحثية ويتكون من قيادات مسيحية صهيونية، يطلق عليهم جماعة المحافظين الجدد، اللوبي اليهودي في أمريكا يسيطر على الاقتصاد وصناعة الإعلام ووسائطه المتعددة، وتوجيه الرأي العام الأمريكي، وهم من يتحكم في إدارة الانتخابات وتصعيد المناصرين لقضاياهم إلى مواقع السلطة في مختلف مؤسّسات الحكم داخل أمريكا، اللوبي اليهودي الصهيوني من أولى أهدافه حماية الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلّة من أي خطر يهدّد وجوده ومستقبله، هو من سعى إلى خلق الصراعات والحروب داخل البلدان العربية والإسلامية خدمة للمشاريع اليهودية، اللوبي اليهودي هو من شجع على وجود تنظيمات القاعدة وداعش ليعطي من خلال أفعالها وسلوكها الإجرامي المبرّرات للتدخلات العسكرية الأمريكية المباشرة في البلدان العربية الإسلامية.

الإرهاب من وجهة النظر الأمريكية يختلف عن الإرهاب الأمريكي الحقيقي الذي نشأ مع وصول جحافل الغزاة الأُورُوبيّين إلى الأرض الجديدة «أمريكا» في القرن السابع عشر الميلادي، نشأ الإرهاب الأمريكي من تاريخ الإبادة الجماعية والمذابح التي ارتكبتها جحافل الغزاة الإنجلوسكسون في سكان الأرض الجديدة، الذين أطلقوا عليهم الهنود الحمر، من تلك البدايات الإجرامية نشأت أمريكا وقامت على بحر من الدماء، هذه هي حقيقة أمريكا، فهي أم الإرهاب، الإرهاب الأمريكي هو سلوك متجذر وثقافة مغروسة في نفوسهم ومشاعرهم وفي نظرتهم إلى الآخر، هو تراكمٌ جاء من عمق التاريخ الأُورُوبيّ، تكون من النظرة العنصرية إلى ذواتهم في أنهم هم الجنس الأرقى والمتميز عن جميع الأجناس البشرية، وبقية البشر في نظرهم ما هم إلَّا مسخ في أشكال بشرية، تكون الإرهاب الأمريكي من نمو مراحل الإقطاع وطبقة النبلاء الأُورُوبية، حتى وصل إلى مرحلة الاستعمار ونهب مقدرات الشعوب، وتكون الطبقات البرجوازية والليبرالية واتّجاهات لإلحاد وعولمة الثقافات والإباحيّة والمثلية وعبادة الشيطان، هذه هي أمريكا بأزهى تجلياتها، وكلّ ما تزعمه من مبادئ الديمقراطية والحرية والعدالة وحقوق الإنسان وحقوق الحيوان، ما هي إلا أكاذيب وخداع، لا يوجد في تاريخ الحياة السياسية الأمريكية طيلة القرون الأربعة الماضية شواهد تؤيد تلك الأكاذيب، بل العكس هو الصحيح، فالتاريخ الأمريكي الإرهابي ملطخ بالجرائم والمذابح الجماعية ولم تكن مجازر هوريشيما وناجيزاكي في اليابان وقتل الملايين في فيتنام وكوريا الشمالية ودول أمريكا اللاتينية وأفغانستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن وفلسطين إلَّا أمثلة بسيطة ونماذج وعينات صغيرة من الإرهاب والإجرام الأمريكي، هناك أشكال متنوعة من الجرائم الأمريكية على العالم، مثل نهب ثروات الشعوب ونشر الأوبئة والفيروسات القاتلة، التي أنتجتها مختبراتها ومصانع أسلحتها، مثل فيروس كورونا، ومع اِشتداد الخناق على الكيان الصهيوني وتأثير المواقف اليمنية المساندة للمقاومة الفلسطينية في غزة وفرض حصار اقتصادي عبر البحر الأحمر على السفن الصهيونية، انتفض اللوبي اليهودي الصهيوني داخل الإدارة الأمريكية، وتم تكوين تحالف عسكري بحري ضد اليمن، لكن استطاع اليمن تجاوز ذلك الفخ وتعامل معه بقوة وأصبح تحالف عملية «حارس الازدهار»، هزيلاً، مات قبل أن يولد، كان ذلك الفشل أول اختبار تسقط فيه أمريكا وتبوء بالفشل في تكوين تحالفات ضد خصومها، شكل الفشل الأمريكي تهديداً خطيراً على نفوذها في العالم، والذي يترك آثاره وتبعاته على الكيان الصهيوني وعلى اللوبي اليهودي داخل أمريكا، الذي سارع في القيام بعملية تجميلية عاجلة يعيد بها إنعاش شرايين الحياة في الجسد الصهيوني المتهالك، ويفيق بها أنظمة التبعية والعمالة في المنطقة، جراء صعود القوة اليمنية في البحر الأحمر، لم يجد اللوبي اليهودي في جعبته غير ورقة الإرهاب التي تجاوزها اليمن في عام 2021، وقضي عليها بعد شهرين من ولادتها في البيت الأسود الأمريكي، اليوم على أمريكا أن تعي جيِّدًا إن زمن عربدتها وطغيانها قد ولى وسوف يتحطم على صخور جبال اليمن، وتتقاذف أمواج البحر الأحمر وباب المندب ورقة إرهابها البالية وترمي بها تحت أقدام رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ويحبون الموت في سبيل الله كما تحب أمريكا الحياة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com