تورُّطُ واشنطن وتداعياتُه السلبية
زينب زيد أبو منصر
تواجه الرهاناتُ الأمريكية الخاطئة مطافًا معوجًّا في الوقوف مع الإسرائيلي اليوم، إذ إن تحَرّكها العدائي في البحر الأحمر لا يصب في دائرة المصالح الأمريكية البتة، بل يخلق مخاطر للحركةِ الملاحية في البحر الأحمر، واستهداف مباشر للقواعد الأمريكية في الشرق الأوسط على الرغم من التحذيرات الكثيرة والجادة من سماحة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله-.
لقد جاء الوعيد المتحدي والصادق الذي استوعبته الكثير من الدول التي أُرَيد لها التورط مع واشنطن بالأخذ بهِ بعين الاعتبار، وفيما يبدو أن واشنطن اتخذت قرار المخاطرة قُبيل هزيمتها وتعمدت رسم سيناريو يُبرئ هجومها في البحر الأحمر ويرسل العديد من الرسائل لصنعاء ثم تُصرح بأنها لا تريد أن تدخل في صراع، وبالتالي لن تتمكّن من تبرئة جرمها المشهود وتعديها الأحمق الذي يكشف عن جنون الأمريكي وفشل رهاناته وحساباته بشكل قاسٍ أمام المجتمع الدولي.
وفيما بعد سيكلف واشنطن التعدي والهجوم على القوات البحرية اليمنية خسارة نفوذها، بل وتواجدها في المنطقة؛ لأَنَّ الرد اليمني على الاعتداء والفقد لعشرة أفراد من منتسبي القوات البحرية لن يمر من دون رد، بل من هنا ستكون البداية لتلقين الأمريكي الدرس القاسي الذي لم يشهده منذ دخوله المنطقة، والدم اليمني غاليًا ولكنه يرخص حينما يكون على طريق القدس؛ لأَنَّه سيجرف معه عروشًا وكيانات شيطانية بائدة.
تداعيات هذا التورط سيمتد أثره لفترات مقبلة، ستكون سيئةً على الأمريكي، وبالتالي على الإسرائيلي، وفي سياق متصل ستثبت صنعاء أن المعادلات التي فرضتها على أرض الواقع ستمكّنها من النصرة ومد يد العون للشعبِ الفلسطيني العزيز، وكسر شوكة الأمريكي في المنطقة وإظهار شكله الحقيقي الهش.