عضوُ مجلس النواب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين الدكتور علي الزنم في حوارٍ خاص لصحيفة “المسيرة”: إدراجُ البرلمان لأمريكا وبريطانيا على رأس قائمة الإرهاب العالمي عملٌ قانونيٌّ كان لا بدّ منه
المسيرة – حاوره منصور البكالي:
قال عضوُ مجلس النواب، رئيسُ لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين في البرلمان اليمني، الدكتور علي محمد الزنم: إنه “من السخرية أن تصف أمريكا خصومها “بالإرهاب”؛ لأَنَّها رأس الشر والإرهاب ومنبعه وجذوره في العالم”.
وَأَضَـافَ في حوارٍ خاص لصحيفة “المسيرة” أن “قيام مجلس النواب بوضع كيان الاحتلال الإسرائيلي والنظامين الأمريكي البريطاني على رأس قائمة الإرهاب قبلَ أَيَّـام كان استجابةً لتوجيهات القيادة السياسية والثورية وجاء تلبيةً لتطلعات الشعب اليمني، ونصرةً لأهلنا وإخواننا في قطاع غزة”.
إلى نص الحوار:
– ما أهميّةُ قرار مجلس النواب اليمني بوضع أمريكا وبريطانيا وكيان الاحتلال الصهيوني على رأس قائمة الإرهاب العالمي في هذه المرحلة؟
أكّـد أعضاءُ المجلس أنه من السخرية أن تصفَ أمريكا خصومَها بالإرهاب، وهي رأسُ الشر والإرهاب في العالم، مؤكّـدين وضعَ كيان الاحتلال الإسرائيلي والنظامين الأمريكي البريطاني على رأس قائمة الإرهاب في العالم، وحتماً سوف يحصدون ثمارَ شرورهم وما ارتكبوه من جرائمَ وحرب إبادة جماعية بحق أبناء الشعب العربي الفلسطيني، وتحديداً غزة الصمود التي تشهد عدواناً لم يشهده العالم من قبل.
وبالتالي فَــإنَّ أهميّة ما خرج به مجلسُ النواب في جلسة السبت، وهي أولى جلساته لهذه الفترة ومن ممثلي الشعب ومعبِّرٌ عن الشعب اليمني في دعم القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- لكل توجّـهاته في نصرة أهلنا في غزة وفلسطين بوجه عام.
– على أي أَسَاس تستندون في هذا القرار؟
نستند إلى جرائم ومجازر وإرهاب هذه الأنظمة منذ نشأتها؛ فأمريكا معروفة منذ تأسيسها بأنها وُجدت على فكرة “أرضٌ بلا شعب لشعب بلا أرض”، وحينها أبادت السكان الأصليين الهنود الحمر لتقيم على أرضهم دولتها الإرهابية، كما هي جرائمها بحق الكثير من الشعوب كَفيتنام واليابان، والعراق وأفغانستان وليبيا واليمن وسورية، وهي من أسَّست ما يسمى بتنظيم “القاعدة” و”داعش”، وسخّرت أدواتٍ وذرائعَ لاحتلال الدول العربية، كما هي بريطانيا إمبراطورية المستعمرات والقتل والتهجير، ومعروف أنه لولا بريطانيا لما كانت “إسرائيل”، وفي واقعنا الحاضر لنا من جرائم الكيان الصهيوني بحق أهلنا وأطفالنا في قطاع غزة شواهد حاضرة على مدى الإرهاب والغطرسة الأمريكية والإسرائيلية؛ فأمريكا مصدر الإرهاب وجذوره ومنبعه، كما وصفها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وهي أُمُّ الإرهاب، وأصحاب براءة الاختراع له في العالم.
– كيف ينظر مجلسُ النواب إلى القرار الأمريكي في وضع اليمن على لائحة الإرهاب؟
مجلسُ النواب يرفضُ أيَّ تصنيف صادر عن مصدر الإرهاب والعنف والعربدة الأمريكية التي تمثل رأس الشر ومحور الإرهاب الحقيقي في العالم، واليوم ينصِّبون أنفسهم لتصنيفِ هذا الكيان أَو الدولة وكأنّهم يمثّلون الطُّهرَ في هذا العالم المضطرب، وننظر إليه على أنه تصنيفٌ صادرٌ عن إدارة أمريكية يقودُها شخص خرف سقط أخلاقياً وإنسانياً وسياسيًّا وعسكريًّا؛ جراءَ موقفه الأرعن مع الكيان الصهيوني المحتلّ للأراضي العربية الفلسطينية، ويقدم الدعم بل والمشاركة المباشرة في قتل المدنيين والأطفال الفلسطينيين بدم بارد زُهاءَ ٢٥ ألف شهيدٍ و٦٠ ألف جريحٍ، وتجريف الأرض والإنسان في غزة على حَــدٍّ سواء.
ويأتي ليصنف من يناصر المظلوم ويقف بجد مع مظلومية غزة بالإرهابيين وهم الإرهاب بكل تفاصيله المرعبة.
وبالتالي أكّـد مجلسُ النواب على صوابية توجّـهات القيادة والوقوف معها؛ تلبيةً لمطالب الشعب اليمني، وتفويضه المطلق للقائد في مواجهة الغطرسة والكبر الأمريكي الذي يمثل بالنسبة لنا فرصة لتلقينه درساً قاسياً في البحرَينِ الأحمر والعربي، حتى يكُفَّ أذاه على الفلسطينيين وإيقاف الحرب الظالمة وإدخَال المساعدات؛ فمن غير المعقول أن يُذبح شعب من الوريد إلى الوريد ويتضور جوعاً وحصاراً ونقف كأمة موقف المتفرج؛ فكان الردُّ اليماني موقفاً مشرفاً، ويعد مبعثَ فخر واعتزاز لكل يمني وعربي، بل ولأحرار العالم الذين يرفضون الإرهاب الأمريكي البريطاني الصهيوني على الشعوب الحرة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني.
– هل ترون أن البرلمانَ اليمني تأخر عن هذه الخطوة كثيراً؛ كون الإرهاب الأمريكي البريطاني الإسرائيلي بحق شعوب أمتنا هو منذ زمن طويل؟
لا أعتقدُ أن البرلمان تأخر؛ لأَنَّ التصنيف المعلن لم يمر عليه سوى أَيَّـام معدودة، وعلى الرغم من أن المجلس كان في إجازة إلَّا أن بياناته وإعلان المواقف بصورة مُستمرّة تصدر في كُـلّ حدث وموقف يستدعي ذلك.
وكيف تأخرنا ونحن من أقررنا قانونَ حظر وتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتلّ وتجريم التعامل معه ومقاطعته مقاطعة شاملة، بل كان موقفُ اليمن ثابتاً وواضحًا منذ بزوغ فجر المشروع القرآني والمسيرة القرآنية، التي قدمت أمريكا بأنها أُمُّ الإرهاب، وهذا ما كان في فكر الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -رحمه الله- وفكر ومحاضرات وكلمات ودروس السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بل إن شعبَنا اليمني يدرك أن أمريكا وإسرائيل وبريطانيا مصدر الإرهاب ومنبعه في هذا العالم.
– ما هي الخطواتُ التابعة لتنفيذ القرار وآلية التعامل معه؟
أولاً: هذا الموقفُ المعلَنُ من قبل البرلمان هو منسجمٌ مع الموقف الشعبي والثوري والسياسي، والجميع يمثّل موقفاً موحداً، وهناك توجّـهاتٌ في إصدار مشروع قانون يضع أمريكا وبريطانيا وإسرائيل في قائمة الإرهاب بشكل مقَنَّن، وهذا في ضوء ما أعلنه الأخ رئيس الجمهورية المشير مهدي محمد المشاط، وسيترجم من خلال تقديم مشروع قانون من قبل الحكومة، وبعدها سوف يطلع مجلس النواب بدوره الدستوري في مراجعته وإصداره وفقاً لذلك.
ومن ضمن الخطوات التي قام بها البرلمان دعوة نائب رئيس الوزراء، وزير المالية ووزير الصناعة والتجارة للاطلاع على خطة المقاطعة للبضائع الأمريكية والبريطانية والصهيونية ومن يتعامل معها، وبدورها تسعى وزارةُ الخارجية لتوضيح جوانب الجهود السياسية والدبلوماسية التي تعزِّزُ دور اليمن لنصرة غزة ومظلوميتها تعبيراً عن الموقف الرسمي والشعبي، وهناك أنشطة كثيرة في هذا الصدد للمجلس خلال الدورات القادمة.
– ما هي رسالتُكم للبرلمان الدولي وبرلمانات دول محور المقاومة وكلّ شعوب العالم؟
سوف يتم التواصُلُ مع مختلف برلمانات العالم والبرلمان الدولي بموقعنا كبرلمان تجاه التصرفات الأمريكية التي تضر بالأمن والسلم الدوليين، واعتبرها مع بريطانيا والكيان الصهيوني مصدر الإرهاب؛ لجرائمِهم البشعة في حق شعب من شعوب الأرض الذي ينبغي أن يعيشَ بسلام وأمان، في كامل ترابه الفلسطينيّ وعاصمته القدس الشريف.
وندعو كُـلّ البرلمانات الحرة إلى اتِّخاذ خطوات رادعة تجاه الإرهاب الأمريكي البريطاني الإسرائيلي في العالم، ووضع قوانين فاعلة ومؤثرة تحُدُّ من التعامل معها، وتكون لها تداعيات سياسية واقتصادية فاعلة؛ ليعرفَ العالَمُ بكل شعوبه وأحراره المصدرَ الحقيقي للإرهاب، ونكون يداً واحدة في خوض المواجهة معه.
– كلمة أخيرة؟
غزةُ كشفت للعالم أجمعَ من هو الإرهابُ ومصدره، ومن يقف خلفه ويدعمه ويموله، وعلى شعوب العالم أن تستفيق وتقوم بواجبها الإنساني والأخلاقي تجاه أبشع صنوف الإرهاب المرتكَبة بحق الأطفال والنساء والمدنيين في قطاع غزة.
ومن يشارك اليوم في حصار غزة وقتل شعبها وتهجيره هم الإرهابيون الحقيقيون، ومن يسأل عن أين هو الإرهاب ومن هو الإرهابي نقول له: غزة تجيب، وتؤكّـد كُـلّ يوم أن كيان الاحتلال والصهيونية العالمية وأمريكا وبريطانيا ومن يتعاون معهم هم أُولئك الإرهابيون.