صنعاء: أمريكا تتهرَّبُ من مسؤولية وقف العدوان على غزة ولا تكترث لمصالح العالم

عبد السلام: نهيبُ بجميع الدول أن تطمئنَ إلى الموقف اليمني ولا تقع ضحيةً للخداع الأمريكي

العجري: عشرات السفن تعبر البحر الأحمر برغم الضغوط الأمريكية على شركات الشحن

يزداد عدد السفن التي تضع عبارات “لا علاقةَ لنا بإسرائيل أَو الولايات المتحدة” في بياناتها

المسيرة | خاص

جدّدت صنعاءُ التأكيدَ على التمسك بموقفها المساند للشعب الفلسطيني، وما يتضمنه من خطوات عسكرية ضاغطة ومؤثرة، ومواجهة المحاولات الأمريكية للتحشيد الدولي ضد اليمن؛ مِن أجل وقف تلك الخطوات تحت عناوينَ مضللة، في الوقت التي تظهر فيه بيانات حركة الملاحة انتظام مرور السفن في الاتّجاهين عبر البحر الأحمر والبحر العربي.

وقال رئيس الوفد الوطني، محمد عبد السلام، في تدوينة على منصة “إكس” مساء الاثنين: “أمام المحاولات الأمريكية المكشوفة لتضليل العالم بشأن ما يجري في البحر الأحمر سعياً من قبل واشنطن لاختلاق أزمة دولية لتحميل اليمن تبعاتها دون وجه حق نكرّر مؤكّـدين أن المستهدف هي السفن الإسرائيلية أَو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة إسناداً للشعب الفلسطيني بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها الإجرامي والفاشي ضد غزة ورفع الحصار الجائر”.

وأضاف: “بناء عليه فَــإنَّنا نهيبُ بجميعِ الدول أن تطمئن إلى جانب الموقف اليمني، وألا تسمح لنفسها أن تكون ضحيةً الخداع الأمريكي”.

وتحاولُ الولاياتُ المتحدة الأمريكية ترويجَ دعايات كاذبة حول وجود مخاطر على الملاحة الدولية؛ بسَببِ العمليات البحرية اليمنية، وافتعال مشكلة عالمية من خلال عسكرة البحر الأحمر والضغط على بعض الشركات لتحويل مسارها؛ وذلكَ مِن أجل ابتزاز دول العالم لدفعها نحو دعم التحَرّك العسكري الأمريكي ضد اليمن.

وقال عبد السلام: إن “على أمريكا أن توقفَ عملية الهروب من مسؤولية وقف العدوان على غزة نحو اختلاق أزمات الجميع في غنى عنها”.

وأكّـد أن “اليمنَ وعملاً بمبدأ حق الدفاع عن النفس لن يسمح بانتهاك سيادته ولن يظل مكتوف اليدين أمام أي عدوان يتعرض له”.

من جهته أكّـد عضو الوفد الوطني عبد الملك العجري مساء الاثنين، أن “عشرات السفن عبرت اليوم البحر الأحمر بأمان رغم الترهيب والضغوط الأمريكية على شركات الشحن لتتغير مسارها”.

وتؤكّـد مواقع تتبُّع السفن هذا الأمر، حَيثُ تظهر وجود المئات من السفن على امتداد البحر الأحمر وخليج عدن، كما تظهر تواجد العشرات من السفن جنوب البحر الأحمر، حَيثُ تقوم بعبور مضيق باب المندب في الاتّجاهين بدون أي عوائق.

وتظهر مواقعُ تتبع السفن أَيْـضاً أن العشراتِ منها أصبحت تضعُ على معرِّفِها عبارات (لا علاقة لنا بإسرائيل أَو الولايات المتحدة الأمريكية)، وهو ما يعكس بوضوح إدراك شركات الشحن لحقيقة أن السفن المستهدفة في البحر الأحمر والبحر العربي هي تلك المرتبطة بالعدوّ الصهيوني ورعاته، والتي حدّدتها صنعاء والقيادة اليمنية.

وقد كشفت بيانات شركة “فورتسكا” لتتبع السفن أن الناقلات التي يتم تحويل مسارها هي في الغالب تلك التي استأجرتها الشركات التي تديرها كيانات أمريكية أَو مرتبطة بإسرائيل، بحسب ما نقلت وكالة رويترز قبل أسابيع.

وأوضح العجري أنه “مثلما فشل التحالف الأمريكي فَــإنَّ حكومة صنعاء والبحرية اليمنية جاهزةٌ للتعاون مع كُـلّ الدول صاحبة المصلحة كالصين والهند ومصر ودول الاتّحاد الأُورُوبي والدول المشاطئة للبحر الأحمر لتأمين حركة مرور السفن وإفشال المساعي الأمريكية لنقل المواجهات إلى البحر الأحمر”.

وأكّـد أن “أمريكا لا تريد وقف الحرب على غزة وفي ذات الوقت تريد أن تفرض السماح بمرور سفن النقل إلى الكيان الإسرائيلي أَو خلق فوضى تهدّد سلامة السفن الأُخرى، فهي لا يهمها المصالح الحيوية للدول الأُخرى فالفوضى في البحر الأحمر لن تؤثر كَثيراً على الصادرات الأمريكية التي تمر بشكل رئيسي عبر المحيط الأطلسي”.

وبحسب “بلومبيرغ” فَــإنَّ شركات التأمين أَيْـضاً أصبحت تدرك طبيعة الوضع في البحر الأحمر، حَيثُ صارت ترفض تغطية المخاطر للسفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية فقط؛ وهو ما يعني بوضوح أن الجميعَ في قطاع الشحن أصبحوا يعرفون يقيناً أن السفنَ المعرَّضةَ للاستهداف هي تلك المرتبطةُ بالعدوّ الصهيوني أَو المرتبطة بالجهات المعتدية على اليمن.