الإرهابُ على الطريقة الأمريكية

 

أم الحسن الوشلي

جميعنا نرى الجرائم النكراء التي يرتكبها العدوان الصهيوني بحق أهل غزة، وجميعنا نعلم أن ما نراه إلا قليلًا من حقائق المظلومية الفلسطينية التي بلغت ذروتها في حق العيش كإنسان.

وجميعنا أَيْـضاً نرى أن أغلب العالم ما بين ساكتٍ وبين مؤيدٍ لهذا العدوان الوحشي بحق المستضعفين.

ولأن اليمن أبت إلا أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بالشكل الفعلي الذي أمر به الدين والضمير والإنسانية؛ أتت أمريكا وبريطانيا قاطعة المسافات لتحميا ظهرَ إسرائيل وتعتديا على اليمن بشكل خاص، إضافة إلى تهديد الملاحة البحرية العالمية بالخطر وإلقاء اللوم على غيرها لتظهر في الصورة منقذ العالم وتكون هي البطل.

مع أن اليمن قد أعلن وما زال يكرّر إعلانه في كُـلّ بيانٍ للقوات المسلحة اليمنية أن لا خطر على أية سفينةٍ من سفن العالم إن كانت لا تربطُها أية علاقة بإسرائيل ولا تتضامن معها في سفك الدماء البريئة.

ثم تقوم أمريكا بتصنيف ما تسميهم بجماعة الحوثيين في اليمن أنهم إرهابيون، وفي نفس الوقت تقول إن جماعة الحوثيين يتظاهرون ويتضامنون مع غزة.

هل أُصيبت أمريكا بالعمى؟ أم أن الزهيمر منتشرٌ في دول تحالف اللوبي الصهيوني كاملة؟

فالحال الذي يراه العالم أجمع أن الشعب اليمني كباراً وصغاراً يهتفون في الساحات “لبيك يا أقصى: وهيهات منا الذلة”؛ إذن على هذا الحال فالجميع كما تسميهم أمريكا حوثيون، والجميع صُنف في قاموس أمريكا بأنهم إرهابيون، وأصبح اليمن بلداً خطيراً ووجوده في هذا العالم يشعرهم بالقلق.

وبما أن أمريكا تعرف الإرهاب جيِّدًا أصبحت هي من تُصنف من سيدخل في قائمة الإرهاب ومن سيدخل في قائمة مزاجها هي.

ففي قاموس أمريكا من رفع كلمة الحق أصبح إرهابياً، ومن أبى إلا أن يعيش حراً عزيزاً فَــإنَّه إرهابي، ومن صرخ في وجه أمريكا وقال لكل ظالمٍ مستعمرٍ متصهينٍ: “كفى” فَــإنَّه إرهابي وسفاح وتمادى على غطرسة أمريكا، وهي في عين نفسها فرعون العصر ولا يحق لأحدٍ أن يعيش إلا بقرارها.

كلّ هذا مضحك جِـدًّا؛ فَــإنَّ كان الإرهاب هكذا ماذا نسمي قاتل الشعوب وفاتح المجازر في كُـلّ دول العالم؟!

ماذا نُسمي المُتجرد من الكرامة والقيم؟ ماذا نسمي المُتجرد من الإنسانية والضمير والمُتجرد من المبادئ والأخلاق؟

ماذا نسمِّي مَن تاريخه كله ملطَّخٌ بدماء الأبرياء واغتصاب الحقوق ودعس القوانين الأممية؟

لماذا لا يكون اسم أمريكا عنوانًا للإرهاب بما أن كُـلّ هذه المميزات الإرهابية فيها!!

إن أمريكا لها الجدارة والكفاءة العالية لأخذ شاهد بأنها “أم الإرهاب” وصانع الفتن ومصاص الدماء.

على أمريكا أن تفتح عيناها على الشعب الثائر والصوت الهادر في اليمن، ومراجعة حساباتها وإعادة النظر في تاريخها، من هي ومِن أين لها الحق لتصنيف من تشاء في قائمة الإرهاب؛ وإن كانت تريد أن تصنف الإرهاب عليها أن تُخبر العالم كم إرهابي يوجد في الساحة اليمنية، وكم إرهابي ستواجه في اليمن؛ فلا يُعقل أن تجمع كُـلّ الشعب وتسميهم مجموعة.

وهل تظن أمريكا أن تلقيبها لليمن بالإرهاب سيُثنيهم عن مساندة غزة؟!

حقاً إن أمريكا حمقاء وساذجة؛ فمن صرخوا بـ”الموت لأمريكا: أمريكا أم الإرهاب”.

من لم تقدر عليهم قوى التحالف على مدى تسع سنوات من العدوان والحصار، بل زادهم العناء بأساً وقوةً وإصراراً وتطويراً في ترسانتهم العسكرية، بعد أن كانت أمريكا تظن أنهم مُنتهون في ظل ستة أشهر لن تقدر عليهم أبداً بإذن الله، ولن يخافوا ولن يتراجعوا، ومن كان لا يفهم لغة اليمن العربية ستترجم له اللغة بالسلاح.

والسلام على من اتبع الهدى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com