الصدقُ والتحَرُّك الفاعل.. سِرٌّ قوة شعبنا في مواجهة العدوان الصهيوني على غزة

 

عبدالحكيم عامر

في الوقت الذي يشهد فيه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي استمراراً في القمع والظلم، تطرح العديد من الأسئلة حول واجب الأُمَّــة العربية والإسلامية في مساندة الشعب الفلسطيني؛ فعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها الأُمَّــة، يجب أن نتذكر التزامنا الإنساني والديني وأن نتحَرّك بناء على قيمنا ومبادئنا الإيمانية.

وفي الوقت الذي يتحدث فيه عن الصدق والمصداقية، يجب أن نتذكر قول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأموالهِمْ وَأنفسهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}، إن الصدق ليس مُجَـرّد قول الحقيقة، بل هو عندما يرتبط القول بالفعل والفعل بالقول، وهذه هي المصداقية الحقيقية.

فالأمّة تقف اليوم في مفترق طرق بين الالتزام الأمريكي الصهيوني والالتزام الإيماني، إن موقف الشعب اليمني المسلم يعكس هذا الالتزام الإيماني، فقد نصب أنظار العالم إلى قضية الشعب الفلسطيني وسعى لمساندتهم بكل الوسائل المتاحة. لو لم يكن هناك تحَرّكٌ من جانب الشعب اليمني، لكان ذلك تنكرًا للقول النبوي “الإيمان يمان”، الذي يشير إلى أن الإيمان هو جزء لا يتجزأ من حياتنا وأنه يجب الفعل عملاً، وأن الالتزام الإيماني يلعب دورًا مهمًا في توجيه مواقف الأفراد والأمم تجاه القضايا العادلة، وفي حالة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فَــإنَّ الالتزام الإيماني يحث المسلمين على دعم الشعب الفلسطيني والوقوف في وجه الظلم الذي يتعرضون له من قِبل الاحتلال الإسرائيلي.

حيث إن شعبنا انطلق من هذا المنطلق في تحَرّكه الفاعل والمؤثر في مواجهة العدوّ الإسرائيلي والأمريكي، وقد جسد شعبنا هذه المصداقية من خلال الجهود الجبارة التي بذلها؛ مِن أجل مساندة الشعب الفلسطيني، حَيثُ قدّموا أموالهم إنفاقاً وأنفسهم في سبيل الله، والمستضعفين من أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم والمتكالب عليه عدواناً إجرامياً وإبادة جماعية من قِبل العدوّ الإسرائيلي.

وإن شعبنا اليمني قد تحَرّك في هذه المعركة من واقع المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية، وقد كان لتحَرّكه تأثيراً فاعلاً ولم يكن وهمياً أَو غير ملموس، بل كان له أثر كبير جِـدًّا في نصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال.

فتحَرّكنا قيادةً وجيشاً وشعباً بما نستطيع فعله وبكل الإمْكَانيات، واستناداً بقوة الله وثقتنا به، فدعونا الله أن يوفقنا لموقف فاعل ومؤثر يساهم في إحداث التغيير الإيجابي في واقع الشعب الفلسطيني، وبالفعل، وفقنا الله بهذا الموقف البحري الذي كان له تأثيرٌ عميقٌ على العدوّ الإسرائيلي.

ولقد لاحظنا جميعاً كيف أغاظ هذا الموقف العدوّ وأثار غضبهم إلى درجة أنهم انتهكوا سيادة بلدنا ليقصفوه واستهدفوا قواتنا البحرية، وأن هذا العدوان الذي قاموا به يشهد على قوة وفاعلية تحَرّك شعبنا العظيم وقواته المجاهدة في سبيل الله.

إنها رسالة واضحة إلى العدوّ، أن شعبنا لن يتردّد في حماية أرضه وأبنائه، وأنه لم يكن بمقدور العدوّ تحمل استمرار هذا الموقف القوي والفاعل، فقد أصبح هذا الموقف يمثل مشكلة حقيقية وعامل ضغط على العدوّ الصهيوني، حتى وصلت أفعالهم إلى حَــدّ العدوان والتصعيد.

إن الموقف البحري الذي اتخذه الشعب اليمني وقيادته وجيشه، كان له أثر كبير في هذا الصدد، فقد كانت تلك الخطوة الجريئة والفاعلة تجاه العدوّ تعبيرًا صريحًا عن إرادتنا وقوتنا في مواجهة الظلم والاحتلال الإسرائيلي، ومن خلال تلك الخطوة، استطاع شعبنا إحداث تحول في الموازين وتوجيه ضربة قوية للأعداء.

في الأخير، نحن كشعبٍ يمني نعلم جيِّدًا أن الطريقَ طويلٌ وأن مواجهتنا مع العدوّ لا تنتهي هنا، ولكن بفضل إيماننا بالله وصدقنا في أقولنا وأفعالنا، سنظل قويين وعمليين في سبيل تحقيق النصر واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة.

وإن تحقيق الصدق والمصداقية يتطلب الثبات والتحَرّك العملي الفاعل، وهذا ما قام به شعبنا في مواجهة العدوان الصهيوني، حَيثُ إننا نثق في قدرتنا على تحقيق النصر وتحقيق أهدافنا من خلال الصدق والتحَرّك الفاعل المستند إلى إيماننا بالله وإرادتنا القوية، إننا قادرون على تغيير الواقع، وسنظل مُستمرّين في التضحية والجهود الجبارة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com