المحافظاتُ اليمنية المطلةُ على سواحل اليمن الغربية تحتشدُ إسناداً لمسار الردع ضد قوى الاستكبار
المسيرة: تقرير
بعدَ مرورِ أكثرَ من مئة يوم ونصف شهر، ما يزالُ الشعبُ اليمني توَّاقاً للتقرُّبِ من القضية الفلسطينية ويصعّدُ مواقفَه المساندة لـ “طُـوفان الأقصى” وشعب فلسطين، وفي ظل ما تشهده اليمن والمنطقة من تغيرات وتحَرّكات أمريكية غربية معادية وداعمة لقوى الغطرسة، جدّد أحرارُ اليمنِ في المحافظات المطلة على سواحل اليمن الغربية وباب المندب خروجهم المليوني والكبير في مسيرات “اليمن وفلسطين في خندقٍ واحدٍ”؛ ليوجهوا رسالةً لأمريكا ومطاياها بأن الاستكبار لن يأتيَ بأية نتيجة سوى ارتفاع الكبرياء اليماني بوجه قوى الطغيان، وما شهده البحر الأحمر خلال الأسبوع الفائت ينذر بأن اليمن قادم وبقوة للتعامل مع كُـلّ التحديات.
حارسُ البحر الأحمر يؤكّـد الجاهزية برًّا وبحرًا:
وبدءاً من حارس البحر الأحمر، احتشد عشرات الآلاف من أبناء محافظة الحديدة، عصر أمس، في أربع مسيرات حاشدة، لتعزيز موقف التضامن مع الشعب الفلسطيني، وإعلان النفير لمواجهة العدوان الأمريكي -البريطاني، تحت شعار “اليمن وفلسطين خندق واحد”.
ومن ساحات مسيرات شارع الميناء لمربع مديريات مدينة الحديدة، والشارع العام بالقناوص لمديريات المربع الشمالي، ومدينة زبيد لمديريات المربع الجنوبي، ومدينة باجل لمديريات المربع الشرقي، العلَمَين اليمني والفلسطيني، رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية واليمنية ورايات البراءة من قوى الاستكبار، مؤكّـدين أن العدوان الأمريكي -البريطاني على اليمن سيخرج مهزوماً من البلاد.
وهتف المشاركون في المسيرات -التي تقدّمها محافظُ الحديدة محمد عياش قحيم والنائب العام القاضي الدكتور محمد الديلمي وعضو مجلس الشورى عبدالرحمن مكرم ونائب وزير التعليم العالي الدكتور علي شرف الدين ووكيل أول المحافظة أحمد البشري ووكلاء المحافظة- بشعارات التضامن مع الشعب والمقاومة الفلسطينية، والاستعداد للالتحام في المعركة المقدسة مع العدوّ الأمريكي البريطاني وتنفيذ قرارات وخيارات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، مؤكّـدين استمرار المسيرات والفعاليات والأنشطة الشعبيّة والرسمية المواكبة والمؤيدة للقرارات والخطوات التي تتخذها القيادة في خوض معركة الشرف والبطولة وللعمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية المساندة لمعركة “طُـوفان الأقصى”، معلنين الجهوزية الكاملة، لخوض المعركة والوقوف إلى جانب أبطال القوات المسلحة، والعمل على رَصِّ الصفوف والتكاتف ودعم الخيارات لمواجهة التهديدات والبلطجة الأمريكية البريطانية وخطرها القادم على أمن المنطقة.
وألقى محافظ الحديدة محمد قحيم في مسيرة مدينة الحديدة، كلمة أكّـد فيها أن “الشعب اليمني كما تجاوز بصموده وثباته تحديات تسعة أعوام من العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، سيخرج منتصِراً من أية اعتداءات وتهديدات جديدة”، محذراً من أن العدوان على اليمن سيمتد لكل دول المنطقة.
واعتبر قحيم، سياسة التخبط التي تسلُكُها الإدارةُ الأمريكية في خلطِ الأوراق وعبثية إصدار القرارات والتصنيفات تجاه موقف اليمن التضامني مع الشعب الفلسطيني، غطرسة استعلائية تعكس همجية وانحطاط النظام الدولي برمته بقيادة أمريكا، واستهانةً واستهتاراً بالقوانين الدولية التي تزعم واشنطن أنها جاءت للبحر الأحمر لحمايته.
وفي مسيرات مربعات المديريات الشرقية والجنوبية والشمالية، التي اكتظت ساحاتها بجموع غفيرة غير مسبوقة من المواطنين، أُلقيت كلمات استنكرت موقفَ العار الذي يخيِّمُ على واقع الأنظمة العربية التي ماتت فيها مشاعرُ الأخوةِ والغِيرة والحَمِيَّةِ العربية.
وعبَّرت الكلماتُ عن التأييد والترحيب بما ورد في خطابِ قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، أمس الأول الخميس، من رسائلَ في معرِضِ تعقيبه على العملية العسكرية الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية وقلبت الطاولة على الحسابات الأمريكية في المنطقة.
واعتبرت استمرارَ موقف اليمن الداعم والمساند للشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة، نتيجةً حتميةً لاستمرار العدوّ الصهيوني في ارتكاب المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية والحصار بحق سكان غزة، وكواجب تفرضه على الشعب اليمني المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية.
وأكّـدت الكلمات، أن “أبناءَ الحديدةِ سيظلون طوع أمر القيادة الثورية بالتضحية والفداء وعلى أهبة الاستعداد للمشاركة في الواجب الوطني والديني، والوقوف إلى جانب القوات المسلحة في معركة المدد والإسناد لفلسطين المحتلّة والدفاع عن سيادة اليمن”.
حجّـةُ تستنفرُ في كُـلّ مديرياتها:
وصعوداً نحو الشمال باتّجاه البوصلة الفلسطينية، شهدت محافظة حجّـة مسيرات جماهيرية ووقفات حاشدةً؛ تضامُناً مع الشعب الفلسطيني ودعماً للمقاومة الباسلة تحت شعار “اليمنُ وفلسطين خندقٌ واحد”.
وفي المسيرات والوقفات التي عمت مركز المحافظة وكافة المديريات، ردّد المشاركون هتافات مناهضة لأمريكا والكيان الصهيوني والمؤكّـدة على استمرار دعم وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، هاتفين بالشعارات المؤكّـدة على أن اليمن وفلسطين خندق واحد في مواجهة الإرهاب الأمريكي البريطاني الصهيوني والجهوزية لتقديم الغالي والنفيس انتصاراً للشعب الفلسطيني المظلوم.
وجدّد أبناء حجّـة التفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في اتِّخاذ الخيارات المناسبة لإسناد المقاومة الباسلة في غزة والرد على الاعتداء الأمريكي البريطاني السافر والغادر على اليمن.
وأكّـدوا الجهوزيةَ الكاملةَ لخوضِ معركة الجهاد المقدس إلى جانب الأشقاء في فلسطين وغزة بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والقوات المسلحة البطلة.
وإلى تعز المطلة على باب المندب وسواحل اليمن الغربية والجنوبية، احتشد الأحرار في مسيرة كبرى، أكّـد المشاركون فيها وقوف الشعب اليمني إلى جانب الشعب الفلسطيني في معركة الأُمَّــة المصيرية.
وفي المسيرة بحضور نائب رئيس مجلس الشورى عبده الجندي، والقائم بأعمال محافظ تعز أحمد المساوى، وعدد من أعضاء مجلس الشورى وقيادات محلية وعسكرية، جدّد أحرارُ تعز التأكيدَ على رفع الجاهزية والاستعداد لخوضِ معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، والاستمرار في مساندة الشعب والمقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني، لافتين إلى أن أمريكا هي المسؤول الأول والداعم الأَسَاسي للكيان الصهيوني وما يرتكبُه من جرائم إبادة بحق الفلسطينيين.
وأشاد القائمُ بأعمال محافظ تعز بالوعي الشعبي والإقبالِ على الالتحاق بالدورات العسكرية؛ استعداداً لمواجهة العدوّ الأمريكي والصهيوني، لافتاً إلى أن الحشدَ الكبيرَ في هذه المسيرة يؤكّـدُ أن “الشعبَ الفلسطيني ليس وحيداً في هذه المعركة”، فيما أشار وكيلُ المحافظة طه البريهي، أن “الحشود التي تخرج كُـلّ جمعة إلى الساحات تعبر عن الثبات على الموقف اليمني المشرف في نصرة غزة والأقصى الشريف”.
بيانُ الأحرار يؤكّـدُ الجاهزية لخوضِ المعركة حتى الانتصار:
وصدر بيانٌ مشتركٌ عن المسيرات في محافظات الحديدة وحجّـة وتعز، نوّه إلى استمرار الشعب اليمني في أنشطته الجماهيرية والعسكرية والإعلامية دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني، واعتبار اليمن وفلسطين في خندق واحد، مستنكراً الموقف المخزي للأنظمة العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والهيئات العلمائية الصامتة والتنظيمات القومية والسياسية المتخاذلة التي ابتلعت ألسنتها عما يجري لشعب ودولة هي عضو أَسَاسي معهم وفيها مقدساتهم، مؤكّـداً أن لعنة التاريخ ستلاحقهم وسيبقى الخزي والعار والخنوع والخذلان هو الغالب على حياتهم.
وأكّـد بيان مسيرات “اليمن وفلسطين في خندق واحد” أن الجرائم الصهيونية المُستمرّة بحق الشعب الفلسطيني والإبادات الجماعية وإحراق مخيمات النازحين وجرف المخيمات والمستشفيات وتفخيخ المباني تعتبر جرائم حرب وإبادة سيحاكم عليها العدوّ الصهيوني وشركاؤه الأمريكيون.
وجدّد البيان التأكيد على استمرار الشعب اليمني في التدريب والتأهيل استعداداً للمعركة المقدسة والجهاد المقدس، مبارِكاً العملياتِ البطوليةَ التي تنفِّذُها حركاتُ الجهاد والمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق وعمليات القوات المسلحة اليمنية التي تستهدف السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية والسفن التي تتجه إلى الموانئ الفلسطينية المحتلّة.
ودعا إلى الاستمرارِ الجادِّ والفعَّالِ في مقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة للكيان وتكثيف التوعية بأهميّة تفعيل سلاح المقاطعة، فيما جدّد الدعوة لكل شعوب العالم العربي والإسلامي نحو اتِّخاذ الموقف المشرف للدفاع عن الشعب الفلسطيني وبيت المقدَّس.