الهُــوِيَّةُ الإيمانيةُ دافعُ اليمنيين لمواجهة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية
ياسين العسكري
في واقعِ الحياة والفطرة التي فطر اللهُ الناسَ عليها أن الإنسانَ يتحَرّكُ بدوافعَ تدفعه للعمل والتحَرّك في هذه الحياة، وتختلفُ الدوافعُ والغايةُ بين فئات البشر، البعضُ قد يتحَرّك ويكون الدافع له في تحَرّكه غريزياً (بالغريزة)، والبعض يكون الدافع له إنسانياً (بضميره الإنساني، وفطرته الإنسانية)، والبعض يكون الدافع له إيمانياً (منطلقاً من حالة إيمانية)، وهذا هو الأهم والأَسَاس، وهو الذي يبقى ويستمرُّ عليه من تحَرّك على أَسَاسه؛ فمن يريد أن يعرفَ مَـا هو الدافع والمنطلق الذي جعل الشعب اليمني يقف الموقف الذي هو عليه اليوم في (مناصرة القضية الفلسطينية والانتصار لها)، وأن يقف بعزة وثبات أمام كُـلّ الوسائل التي حاول بها الأمريكي ثنيَ الشعب اليمني عن هذا الموقف، من الترغيب والترهيب إلى التهديد والوعيد إلى الاعتداء، فليعد إلى التاريخ ليقرأهَ ويتصفحَ صفحاته؛ ليعيَ ويفهمَ ما هي الجذور التي جعلت الشعب اليمني في صموده وإصراره هو النموذج الأسمى للبشرية.
إنما هي جذورُ الإيمان، وأصالته، وعزته شربها ونهل منها الأجدادُ وورثها الأحفاد، وجسّدوها في واقعهم قيماً، وأخلاقاً، ومبادئَ عظمى، وما وقوفُ الشعب في وجه الأمريكي والإسرائيلي، والكسر لعنجهيته وهيمنته إلا تَجَــلٍّ لمصاديق قول الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- عندما قال: (الإيمانُ يمانٍ والحكمة يمانية)، فهذا الشرف، والوسام العظيم من رسول الله لم يكن مُجَـرّد حديث عابر، بل هو: (وحي يوحى).
ما يجب علينا كشعب هذه هُــوِيَّتُه وهذا انتماؤه هو المحافظة على هذه الهُــوِيَّة في مبادئها العظمى، والسامية، والعمل على ترسيخها وتوريثها للأجيال من بعدنا، والاستمرار في المواقف التي تجسد هذا الإيمان وهذه الهُــوِيَّة واقعاً وعملاً، وتقديم الشهادة على عظمة ما يصنعُه الإيمانُ بالله في نفوس المؤمنين الصادقين في إيمانهم من عزة وكرامة وإباء وشرف ورفعة ومكانة وسمو في المبادئ والقيم والأخلاق.
وما يجب على العالم اليومَ أمام القضية الفلسطينية أن يعرفَ مسؤوليته ودوره في إيقاف العدوان والإبادة الجماعية، وألا يتورط وينصاعَ لتوجيهات الأمريكي، ومن ورائه اللوبي الصهيوني، ويعلم أن الاستهدافَ في البحر الأحمر هو للعدو الصهيوني، وأن الملاحةَ في البحر بأمان إلى كُـلّ أرجاء العالم باستثناء الكيان الصهيوني المعتدي، وهذا هو الهدف من العمليات في البحر الأحمر والعربي، وعلى الأمريكي أن يعيَ أن هذا الموقف لا تراجُعَ ولا تهاون فيه ولا يمكن المساومة فيه؛ لأَنَّ المنطلقَ والدافع هو الإيمان الصادق، والغايةُ والهدفُ منه هو الجهادُ في سبيل الله ونصرةً للمستضعفين في أرضه وإحقاق للحق وإزهاق للباطل، والأمريكي ومن خلفه من الصهاينة اليهود هم يعرفون ما معنى في سبيل الله.