حقيقةُ الإرهاب وموطنُ الإرهاب العالمي
فضل فارس
من سخريات الزمان الذي نعيش فيه والناتج عن ذُلِّ هذه الأُمَّــة وصَغَارِها أن تأتيَ أمريكا بما هي مشهورة به من الإجرام والوحشية في كُـلّ العالم رأس الشر الإجرامي وقمة الإرهاب العالمي لتحكمَ بالعقوبات المشرعنة وتطلق التصنيفات المؤرهبة متى تريد وَعلى من تريد من أبناء هذا العالم وهذه الأُمَّــة المستذَلَّة.
ذلك والله هو العارُ والشنار على أبناء هذه الأُمَّــة التي -بذل واستكانة- قبلت ورضيت بذلك، من سارع -حديثاً أَو سلفاً- إلى التصديق على أن تكونَ أمريكا هي من يقود التحالف العالمي ضد ما يسمى بالإرهاب؟
ومن هو الإرهاب الحقيقي ما هو من وجهة نظر أمريكا ما هو الإرهاب؟
ذلك ما يقوله الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي في مطلع العام 2002م: إن الذي في رأس قائمة الإرهاب في نظر الأمريكي واللوبي الصهيوني من يسعى لتبصير العالم الغافل بخطر سياسات اليهود الصهاينة والمتخبط في مستنقع العمالة والولاء الأعمى لهم “هو ذلك الجهاد الذي تكرّرت آياته على صفحات القرآن الكريم، هذا هو الإرهاب رقم واحد، من وجهة نظرهم”.
إذاً فذلك في وجهة نظرهم هو الإرهاب الحقيقي (القرآن والجهاد في سبيل الله) الذي ولحربه وللقضاء عليه تسعى أمريكا بكل قواها وقوى أَيْـضاً من جعلتهم جهلاً وغفلةً وخُصُوصاً أنظمة أمتنا الإسلامية يؤيدونها ويقفون معها؛ بجعلها هي من تقود هذا الحلف العالمي لمواجهة ما تسميه بالإرهاب.
ولنعرف الحقيقة عن هذا الحلف ومن يقوده وذلك من منظور الشهيد القائد وهو الحق لا غيره حينما قال: “ومن هو الذي يقود التحالف العالمي؟ أمريكا، أمريكا هم اليهود، وأمريكا هي “إسرائيل”، اليهود هم الذين يحركون أمريكا ويحركون “إسرائيل”، ويحركون بريطانيا، ومعظم الدول الكبرى، اليهود هم الذين يحركونها”.
نعم يا سيدي بذلك سلّمنا ولكن الأكثرية وللأسف من أبناء أمتنا وهذا العالم عن ذلك غافلون وأن أمريكا هي “إسرائيل” وأن “إسرائيل” هم اليهود واليهود هم بقيادة اللوبي الصهيوني من يحركون كُـلّ تلك الدول والتكتلات الظلامية من الأنظمة الغربية لحماية هذا الصلف اليهودي المزروع في جسم هذه الأُمَّــة؛ ولهذا فهم متحزبون بما يملكون في هذا العدوان نصرةً للصهيوني شرعنةً لجرائمه وحفاظاً على أمنه وسلامته.
إن ما يحصل اليوم بقيادة الأمريكي والبريطاني من عسكرة للمياه وَللملاحة الدولية وَما فيه من تهديد كبير لأمن الملاحة البحرية وخطوط التجارة العالمية، كذا عدوان سافر وغير مبرّر من قبل هذه الدولتين على الشعب اليمني على خلفية مواقفِه المشرِّفة المساندة للشعب الفلسطيني المظلوم والمرتكَب بحقه أبشع الجرائم الوحشية، في البحرَين الأحمر والعربي لهو تآمر وَانحياز صريح مع ذلك الصلف اليهودي وشرعنةٌ لجرائمه النازية بحق أبناء قطاع غزة، وذلك ما لا يرتضيه اليمنيون.
فهم على موقفِهم الحر والمشرِّف مُستمرّون ولن يوقفهم عن ذلك لا تحزُّبُ المتحزبين من قوى الصليبيين ولا تصنيفاتهم غير الشرعية؛ فهم منكسرون ومنهزمون ولا جدوى مما يفعلونه.
كان الأجدى والقرار الأصوب والأقرب من سلك هذه الطرق الملتوية والتي لا تزيد الوضعَ إلا تأزُّماً؛ مِن أجل الكيان الصهيوني لو كانوا يفقهون هو إيقافُ العدوان على غزة وفكّ الحصار، وذلك فقط ما سينهي هذه الأزمة في المياه الإقليمية.