“العدلُ” الدولية وجرائمُ “إسرائيل”.. قرارٌ ببصمة أمريكية
راي الله الأشول
رغم كُـلّ الشواهد التي تثبت إدانة إسرائيل بجرائم الإبادة الجماعية المُستمرّة بحق الفلسطينيين في غزة، كان قرار المحكمة الدولية بشأن دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، خجولاً وأقرب إلى توصيات، وخلا حتى من التلويح بوقف العدوان والحصار أَو الإدانة؛ ما يؤكّـد الانحياز الذي تمارسه المحكمة الدولية الخاضعة للهيمنة الصهيوأمريكية.
القرار تجاهل أكثر من 90 ألف شخص بين شهيد وجريح وتدمير شامل يتعرض له الفلسطينيون لأكثر من 100 يوم، في مقابل دعوة إسرائيل لوقف “التحريض” على تلك الجرائم!
وعبارة “التحريض” هنا، فيها من المغالطة ما يوحي بأن تلك الجرائم حوادث عابرة، ناجمة عن تصرفات فردية وليست جريمة منظمة يأمر بها قادة الكيان علناً! وهذا تعمد واضح لإبعاد قادة الكيان عن دائرة الاتّهام..
والأغرب أنه يدعو “إسرائيل” بكل برود، للتأكّـد من أن جيشها لا يرتكب الجرائم! وكأن إسرائيل طرف منفصل، وأن جيشها الصبي الطائش الذي يرتكب الجرائم والفظائع بعيدًا عن توجيهات رؤسائه؛ في محاولة لتبرئة العدوّ الصهيوني، ومنح الضوء الأخضر لاستمرار الإبادة في غزة، وبالتالي فَــإنَّ هذا القرار يدعم إسرائيل لا يدينها، واللغة التي صيغ بها نسخة كربونية لتصريحات الإدارة الأمريكية المضللة والزائفة والداعمة والمشجعة لإسرائيل، وتواطؤ المحكمة الدولية كما المنظمات الأممية ومجلس الأمن؛ تقف وراءه أمريكا الشريك الرئيسي للكيان في جرائمه والمستميتة في تمويله وحمايته وتسخير المؤسّسات الدولية لمصلحته.
وهنا يترسخ الإيمان لدى العالم الحر بأن المنظمات الدولية مؤسّسات أمريكية صهيونية، لا يُعول عليها، ولا خيار للمظلومين إلا الجهاد والمقاومة.