معركة “طُـوفان الأقصى” في يومها الـ114.. العدوُّ يحاولُ عزلَ وتطويقَ المقاومة في بعض المحاور فيجد نفسَه محاصَراً فيها
المسيرة | خاص
خاض أبطالُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية ولليوم الـ114 من معركة “طُـوفان الأقصى” البطولية، اشتباكاتٍ ضاريةً مع جنود العدوّ “الإسرائيلي” في محاور متعددة من قطاع غزة، والتي كان من أبرزها معارك محور خان يونس.
في التفاصيل، تعتبر “خان يونس” منطقةَ عمليات مكثّـفة للعدو دفع العدوّ بـ 7 ألوية للعمل حول وداخل مدينة غزة وتحديداً الجزء الغربي من المدينة، واللافت أن العدوّ لم يُبْقِ سوى كتيبتين مدرعتين تابعتين للواء السابع شرقي وشمالي هذه المنطقة وأدخل اللواء الإقليمي 6643 المعروف بلواء “قطيف” التابع لمنطقة العمليات الجنوبية والمسؤول عن جنوب قطاع غزة وأمن المستوطنات في منطقة أشكول، والجزء الشمالي من خط الحدود بين فلسطين ومصر.
تموضع العدوّ في منطقة العمليات:
على الرغم من إعلان جيش العدوّ “الإسرائيلي” الأحد، سحب كتيبة “7107” من قطاع غزة، بعد أشهر من المشاركة في العدوان، وركز قواته في خان يونس جنوب القطاع، وبحسب القناة 13 العبرية، تعد هذه الكتيبة إحدى كتائب الهندسة القتالية التابعة لقوات الاحتياط، وقد شاركت في العدوان شمالي قطاع غزة.
وقالت وسائل إعلام “إسرائيلية”: إنّ “الجيش قلص قوات الاحتياط في قطاع غزة”، مضيفةً، أنّ “لواء الاحتياط “كرياتي” غادر خان يونس”.
وتحت بند “سمح بالنشر”، قال الإعلام العبري: إنّ “لواء الاحتياط 55 (مظلي احتياط) قد أكمل أَيْـضاً انسحاب قواته من قطاع غزة”، فيما “من المتوقع أن ينضم لواء احتياطي واحد (646) إلى القتال في خان يونس في الأيّام المقبلة”.
غير أن مصادر ميدانية عبرية أشَارَت إلى أن العدوَّ حوَّلَ كُـلّ عملياته باتّجاه المنطقتين الجنوبية والغربية لمدينة خان يونس؛ نتيجةً للتقدم الذي حقّقه من جهة الشارع رقم 5 شمالاً وشارع البحر جنوباً وشارع مستوطنات غوش قطيف (سابقاً) غرباً ويقوم العدوّ بعملية واسعة على مدينة خان يونس منذ 48 ساعة بالاستعدادات التالية:
– اللواء الإقليمي 6643 (القطيف) من جهة القرارة شمالي شرقي مدينة خان يونس.
– لواء الكوماندوز 89 التابع للفرقة 98 ووحداته الخَاصَّة (إيجوز – دوفدوفان – ماغلان) شمالي مدينة خان يونس باتّجاه الطريق رقم5.
– اللواء الرابع المدرع (كيرياتي) التابع للفرقة 319 التابعة لقيادة المنطقة الشمالية والذي يضغط على شرق مدينة خان يونس من جهة غرب بني سهيلا.
– اللواء 55 كوماندوز التابع للفرقة 98 والذي يضغط من الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية لمدينة خان يونس.
– اللواء السابع المدرع التابع للفرقة الـ 36 والذي يضغط من غرب مدينة خان يونس على مخيم المدينة وتنتشر الكتيبتين 77 و82 التابعتين له لتأمين شمال وشرق مدينة خان يونس.
– لواء جفعاتي التابع للفرقة 162 ويضغطُ على مدينة خان يونس ومخيمها من جنوبها الغربي.
– اللواء الـ 35 المظلي التابع للفرقة 98 وهو أهم لواء مظلي في جيش العدوّ يعمل داخل مدينة خان يونس في منطقتي الكتيبة والمحطة.
في السياق، تحاول القوى القتالية التابعة لهذه الألوية السبعة احتلال أكبر مساحة ممكنة من المنطقة المفتوحة داخل وعلى أطراف مدينة خان يونس ضمن نطاقيها الجغرافيين الجنوبي والغربي بعدما قسمت المدينة إلى أربع مربعات عمليات وتعمل منذ 48 ساعة على عزل وتطويق بعض الأحياء في المدينة كأحياء الأمل والنمساوي والمقبرة التركية ومحيط جامعة الأقصى وتفتش قواتها عبثاً عن نقاط ضعف لتنفذ إلى قلب المدينة دون فائدة تذكر حتى الساعة.
أنشطةُ المقاومة خلال الـ24 الساعة الماضية:
حقّقت المقاوَمَةُ الفلسطينية نتائجَ مهمةً باستهدافها قوات العدوّ المتوغلة في محاور محافظة خان يونس الشرقية، حَيثُ أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، استهدافها أكثر من دبابة من نوع ميركافا بقذيفتي “الياسين 105” في حي الأمل غربي مدينة خان يونس.
كما أفادت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بأن مجاهديها خاضوا اشتباكاتٍ ضاريةً مع جنود الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة الرشاشة والثقيلة في محاور التوغل بمدينة خان يونس.
من جانبها، استهدفت قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، صباح الأحد، تحشدات لآليات الاحتلال المتوغلة في عدة محاور في قطاع غزة بقذائف الهاون من العيار الثقيل.
ودكت كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين، أَيْـضاً قاعدة الطيران الإسرائيلية في “رعيم” بعدد من الصواريخ.
وأعلنت سرايا القدس، استهداف جنود الاحتلال وآلياته في محاور التصدي للتقدم، جنوبي غربي مدينة خان يونس وغربيها، بوابل من قذائف “الهاون”.
وغربي المدينة أَيْـضاً، استهدفت سرايا القدس دبابة “ميركافا” وناقلة جند إسرائيليتين بقذائف الـ”R P G”.
أما في وسط قطاع غزة، وتحديداً شرقي مخيم المغازي، فتمّ استهداف خط إمدَاد وسير آليات الاحتلال برشقة صاروخية وقذائف “الهاون”.
بدورها، أكّـدت كتائب المجاهدين، استهداف مجاهديها تموضعاً لجنود إسرائيليين، غربي بيت لاهيا، شمالي القطاع، بقذائف “الهاون” من العيار الثقيل.
الضغطُ النفسي والنيرانُ الصديقة معضلة مرعبة للعدو:
في السياق، تنفذ المقاومة الفلسطينية عملية إطباق إعلامي ونفسي من خلال زيادة المحتوى الذي يفضح قتال العدوّ الضعيف وذلك من خلال تنويع عرض ما وثقته المقاومة في الميدان من عمليات قتل وقنص جنود ونسف تجمعاتهم المحصنة وتدمير دباباتهم وآلياتهم بالأسلحة المناسبة، كما استخدمت أُسلُـوبا جديدا في الضغط على العدوّ في قضية الأسرى الصهاينة لدى المقاومة.
حيث نشرت كتائب القسام؛ مساء السبت، رسالة لعائلات أسرى الاحتلال لدى المقاومة في قطاع غزة، تناولت مصير أبنائهم المحتمل في حال استمرت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” بالحرب وقصف القطاع.
وقالت كتائب القسام في رسالتها التي بثتها عبر منصتها في “تيليغرام”، بعدة لغات: “إلى عائلات الأسرى.. إذَا استمر نتنياهو بالحرب فكونوا مستعدين لهكذا خبر”.
ونشرت صورة عليها عنوان خبر افتراضي مفاده “كتائب القسام: نعلنُ مقتلَ جميع الأسرى لدينا بعد استهدافهم بغارات من الطيران الحربي الصهيوني”.
إلى ذك، أكّـد المتحدث باسم جيش العدوّ الأحد، أن معدلَ مقتل الجنود بنيران صديقة أمر فظيع، معتبرًا أن قواته تعمل في ظروف صعبة وتتعلم الدروسَ لتقليص الخسائر المروعة ولفت إلى أن معدل القتلى بنيران صديقة بلغ 20 % من مجموع أفراد الجيش (أي 5/1)، حَــدَّ زعمه.
واعترف جيشُ الاحتلال “الإسرائيلي” بإصابة 8 عسكريين بنيران المقاومة خلال معارك قطاع غزة، في الساعات الـ24 الماضية.
وقال الجيش في بيان له الأحد: “إن 397 ضابطاً وجندياً ما زالوا يتلقون العلاجَ؛ إثر إصابتهم بمعارك قطاع غزة جروح 39 منهم خطيرة”.
وأشَارَ إلى أن “2765 ضابطاً وجندياً أُصيبوا منذ بداية الحرب بينهم 1273 أُصيبوا منذ بدء العدوان البري على قطاع غزة”، بينما مصادرُ المقاومة تؤكّـد أن العدوَّ يخفي الأرقامَ الحقيقية لخسائره البشرية.