أكاديميون وإعلاميون غربيون يشيدون بالعمليات اليمنية في البحر الأحمر
المسيرة | متابعات:
علَّقَ بروفيسور غربي على عمليات القوات المسلحة اليمنية ضد سفن الكيان الصهيوني أَو المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، بعد حظر عبورها من الممرات الملاحية الدولية في البحرين الأحمر والعربي، إضافة إلى استهداف السفن الأمريكية والبريطانية؛ رداً على قصف تحالف حماية السفن الصهيونية، على اليمن منذ 12 يناير الجاري.
وتطرق البروفيسور “ديفيد ويفر” الأُستاذ المحاضر في العديد من الجامعات الأُورُوبية والأمريكية، إلى براعة اليمنيين في التخطيط والتفكير والتنفيذ بدون أن يسمحوا للمخابرات الأمريكية باختراقهم.
وَأَضَـافَ البروفيسور “ويفر” في سلسلة تغريدات على منصة “إكس”، أمس الأحد، “لا يمكنُ إنكارُ قدرة اليمنيين الهائلة في التخطيط والتفكير، حَيثُ تكمن براعتهم في إبقاء أفكارهم وخططهم خارج نطاق الاستخبارات الأمريكية”.
وأوضح أن “المقاتلين اليمنيين يعكسون مهاراتٍ استراتيجيةً استثنائية وذكاءً فائقاً في التخطيط والتنفيذ، وهذا يجعلهم مصدر إعجاب للجميع”.
ويأتي ذلك في وقت تواصل القوات المسلحة اليمنية قطع الملاحة على السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي؛ رداً على جرائم الكيان الصهيوني في غزة وقصف اليمن، حَيثُ تتواصل الاشتباكات المباشرة بين اليمنيين وقوات البحرية الأمريكية والتي انتهت بهزيمة مدوية للولايات المتحدة الأمريكية وقصف إحدى مدمّـراتها بصاروخ باليستي وإجبار سفنها على العودة وعدم العبور من الممر الملاحي من باب المندب.
من جانبه أكّـد صحفي برازيلي، أن “الهدف الوحيد للقوات المسلحة اليمنية من فرض حصار على سفن الكيان الصهيوني أَو المتجهة لموانئ فلسطين المحتلّة، في باب المندب والبحر الأحمر، كان ولا يزال هو وقف الإبادة الجماعية في غزة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي”.
وأوضح الصحافي البرازيلي “بيبي إسكوبار”، في مقالٍ نشره موقع “المهد”، أمس الأحد، بعنوان “كيف تعيد الحمية اليمنية تشكيل الجغرافيا السياسية”، أوضح من خلاله أن “اليمنيين تمكّنوا من قلب الجغرافيا السياسية والاقتصاد الجيوسياسي رأساً على عقب، ليس بالصواريخ والطائرات بدون طيار فحسب، بل بمحيطات من الدهاء والفطنة الاستراتيجية”.
وأشَارَ إلى أن “شركات التأمين البحري الغربية فهمت قواعد الحصار الذي فرضته قوات صنعاء، حَيثُ رفضت شركات التأمين العالمية فقط تغطية السفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، تماماً كما أراد اليمنيون”، مبينًا أن “الغرب بحاجة إلى الاطلاع على بعض الحقائق التاريخية ليفهم العقلية اليمنية”.
وقال الصحفي البرازيلي: إن الولايات المتحدة الأمريكية ردت على التضامن الأخلاقي اليمني لإنهاء الإبادة الجماعية للبشرية في غزة، بإعادة تصنيف جماعة “أنصار الله” على أنهم منظمة إرهابية، كما شنت قصفاً متسلسلاً للعديد من المواقع، وشكلوا تحالفاً صغيراً يضم أتباعهم من المملكة المتحدة وكندا وأستراليا وهولندا والبحرين، مضيفاً: “وبدون أي تردّد، أعلن البرلمان اليمني، حكومتي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة شبكات إرهابية عالمية”.
وتطرق “إسكوبار” إلى الاستراتيجية التي تستخدمها قوات صنعاء لتنفيذ عمليات في البحر الأحمر، مبينًا أن القوات اليمنية وبحركة واحدة، استحوذت على الميزة الاستراتيجية من خلال السيطرة الفعلية على عنق الزجاجة الجيواقتصادي الرئيسي “باب المندب”، موضحًا أن “استمرار العدوان الصهيوني على غزة قد يدفع باليمنيين إلى توسيع عملياتهم البحرية التي أعلنوا منذ البداية أن هدفها وقف الإبادة الجماعية في غزة”، مؤكّـداً أن “لدى القوات اليمنية القدرة على مضاعفة جهودها، إذَا لزم الأمر”.
وأشَارَ الصحفي البرازيلي إلى مخاوف الخليجيين بخصوص مساعي اليمنيين إلى فرض ما يسمى بـ”مثلث الأقصى” الذي سمي على نحو مناسب على اسم عملية “طُـوفان الأقصى” في 7 أُكتوبر، مؤكّـداً أن “مثل هذه الخطوة ستعني الإغلاق الانتقائي ليس فقط لطريق باب المندب والبحر الأحمر المؤدي إلى قناة السويس، ولكن أَيْـضاً مضيق هرمز، وقطع إمدَادات النفط والغاز إلى إسرائيل من قطر والمملكة العربية السعوديّة والإمارات العربية المتحدة، على الرغم من أن أكبر موردي النفط لإسرائيل هم في الواقع أذربيجان وكازاخستان”.
وأفَاد بأن “اليمنيين تمكّنوا حتى الآن من إضعاف مصداقية السردية التي حولتها الولايات المتحدة إلى كذبة كبيرة سمينة مفادها أن قوات صنعاء تهاجم الاقتصاد العالمي بالكامل”، موضحًا أن “عمالقة التأمين في الغرب فهموا تماماً قواعد الحصار المحدود الذي فرضه اليمنيون؛ فالسفنُ الروسية والصينية، على سبيل المثال، تتمتَّعُ بحرية المرور في البحر الأحمر”، مبينًا أن “واشنطن تستخدم حيلة بمحاصرة البحر الأحمر كاملاً؛ لتلقي بالمسؤولية على اليمنيين، على اعتبار أنها لن تتضرر من ذلك لاعتماد الشحن الأمريكي على طرق أُخرى، لكن من شأن ذلك أن يؤدي إلى تفاقم الآلام التي يتحملها العملاء الآسيويون، وخَاصَّةً الاقتصاد الأُورُوبي، الذي تلقى بالفعل الضربات الأقوى نتيجةً لعقوبات الطاقة الروسية المرتبطة بأوكرانيا”، مؤكّـداً أن “هذا في الواقع هو الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة، التي وصفها بـ”إمبراطورية الفوضى الكلاسيكية””.
وذكر الصحفي البرازيلي أن “اليمنيين هم الوحيدون الذين فهموا تهديد الصهيونية ويعملون على إيقافه، وفضحوا أَيْـضاً كيف كانت القوى العالمية المسنودة بالمال تتحكم في قرارات اليمن السياسية والسيادية، وهم الوحيدون تقريبًا، من الناحية العملية، الذين يحاولون إيقافه، والآن، كمكافأة إضافية، يقومون بفضح الهيمنة البلوتوقراطية مرةً أُخرى، التي دمّـرت اليمن، وجعلته أفقر دولة قومية عربية، حَيثُ لا يزال نصف السكان، على الأقل، يعانون من انعدام الأمن الغذائي”.
وعلى خلفية العدوان السعوديّ على اليمن منذ 2015م، أوضح “إسكوبار” أن اليمنيين يتركون اليوم بصمة كبيرة ويقاتلون بشراسة العرب التابعين للهيمنة الغربية، خُصُوصاً أُولئك الذين وقّعوا اتّفاقيات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل”، مبينًا أن “الحرب السعوديّة الإماراتية على اليمن، كانت بمثابة مستنقع كلف الرياض ما لا يقل عن 6 مليارات دولار شهرياً لمدة 8 سنوات، وانتهت بهدنة متذبذبة عام 2022م في انتصار فعلي للشعب اليمني”.